كتبت: نهى عبد العزيز 

نصر أكتوبر المجيد هو واحد من أعظم الانتصارات في التاريخ الحديث، فهو لم يكن مجرد معركة عسكرية لاسترداد الأرض، بل كان ملحمة وطنية جسدت معاني التضحية والإصرار والوحدة، ومع مرور أكثر من خمسة عقود على هذا الحدث العظيم، يبقى الاحتفال بذكراه واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا، خاصة بالنسبة للشباب فهو يعلمهم الانتماء والتضحية وحب الوطن.

يقول د. جمال فرويز، استشارى الطب النفسي في الأكاديمية الطبية العسكرية: الاحتفال بنصر أكتوبر بالنسبة للشباب ليس مجرد استذكار لماض مجيد، بل هو وسيلة لتعزيز الانتماء وغرس روح الوطنية في النفوس، فعندما يدرك الشباب أن ما ينعمون به من أمن واستقرار تحقق بفضل تضحيات أجيال سابقة، فإن ذلك يولّد لديهم شعورًا بالمسئولية تجاه وطنهم، ويحفزهم على العمل والاجتهاد لبناء مستقبل أفضل. 

ويتابع: أما أهم الدروس التي يجب أن يركز عليها الأجيال الجديدة من حرب أكتوبر، فهي أن الإرادة تصنع المعجزات، حيث أثبتت التجربة أن قوة العزيمة والإصرار مقرونة بالتخطيط السليم والإعداد الجيد قادرة على تحقيق النصر مهما كانت التحديات، كذلك تبرز قيمة الوحدة والتكاتف، حيث جسّد المصريون في تلك الفترة أروع صور التضامن بين الجيش والشعب، وهو درس بالغ الأهمية في زمن يحتاج فيه الوطن لتكاتف الجميع من أجل التقدم. 

ويضيف فرويز: تقدم حرب أكتوبر للشباب دروسًا في الصبر وتحويل الهزيمة إلى دافع للنهوض من جديد، وأن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا عبر العمل الجماعي وتجاوز الفردية. وهذه القيم لا ترتبط فقط بالحرب، بل يمكن تطبيقها في الدراسة والعمل وريادة الأعمال والحياة اليومية، كما أن الاحتفال بنصر أكتوبر فرصة لتجديد العهد مع الوطن بأن يواصل أبناؤها المسيرة، ويستكملون البناء بروح من الإصرار والانتماء، فكما استعاد جيل أكتوبر الأرض بالدم والعرق، فإن جيل اليوم قادر على استعادة مكانة مصر بالعلم والإبداع والعمل الجاد.