سماح موسى 

بالرغم من الجهود العديدة التي تبذل من قبل الدولة لمواجهة كافة صور العنف الذي قد يمارس أحيانا ضد المرأة، إلا أن بعض العادات والتقاليد المغلوطة قد تشكل عائقا فتتعرض المرأة لبعض هذه الصور سواء داخل الأسرة أو في العمل أو في الطريق العام، فماذا عن صور العنف المختلفة التي قد تواجهها وكيف يمكنها استكمال مسيرة حياتها بنجاح وثبات بعد هذا، بل وكيف تحقق لنفسها الحماية والاستقرار من خلال الاستفادة من هذه القوانين على أرض الواقع ؟

هذا هو ما تحدثنا عنه د. أميرة شاهين أخصائي الإرشاد النفسي والأسري

في البداية تعرف د. أميرة العنف بأنه استخدام قوة بهدف التهديد أو إلحاق الأذى بالآخر سواء كان نفسي أو جسدي ما يترتب عليه إصابات أو عاهات أو تأثيرات نفسية أو نمائية تعطل النمو الجسدي)، بينما العنف ضد المرأة هو استخدام قوة لإجبارها على فعل شيء ترفضه، وله آثار نفسية (خلل نفسي) أو جسدية (تشوهات جسدية)، وقد تكون تلك الممارسة من جانب زوجها أو أحد أفراد أسرتها، وقد يتمثل العنف في العادات والتقاليد المغلوطة كزواج القاصرات والختان، وعلى المستوى الاقتصادي تمارس بعض المجتمعات عنفا ماديا من خلال حرمان المرأة من حقها الشرعى فى ميراث والدها أو والدتها، أو حرمانها من نفقتها المستحقة كما يعد حرمان الفتاة من التعليم شكلا من أشكال العنف، ومن أشكال العنف الحديثة الإبتزاز الإلكتروني حيث قد يتم استغلال بعض الفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأكثر من صيغة وشكل ومن ثم يتعرضن للتهديد فيما بعد.

 

وماذا عن التعرض أحيانا للعنف في العمل؟

أعتقد أنه لم يعد موجود في الفترة الحالية، حيث باتت المرأة العاملة تحتل المكانة التي تستحقها بل ويدعمها في ذلك قانون العمل الجديد، كما تضاعفت إمتيازاتها على كافة المستويات وأصبحت تتقلد العديد من المناصب الإدارية العليا، وحتى تعرضها للتحرش أحيانا خلال العمل أصبحت القوانين تواجهه فأصبح نادرا.

 

تحمى القوانين الصادرة والعقوبات التي تم تغليظها المرأة من كافة صور العنف التي قد تتعرض لها، ولكنها أحيانا لا تستطيع استخدامها فماذا عن نصيحتك لها ؟ تختلف أساليب المواجهة، فإذا كانت الضحية فتاة صغيرة فإنه يصعب عليها مواجهة العنف أو الاعتراض على الممارسة ضدها لأنها لا تعرف ماهية التصدى ولا تمتلك أدوات أو آليات المواجهة والتصدى للمعتدى، بل وأحيانا قد يمثل الأهل أنفسهم وسيلة للضغط على الفتاة وإجبارها على السكوت وعدم اخبار الأخرين بما تتعرض له، أما بالنسبة للفتيات الأكثر وعيا وقدرة على المواجهة فيحتجن لتعزيز الثقة بالنفس وتأكيد الأسرة لهن على أن الإبلاغ عن المعتدى أو من يتعرض لهن بالعنف لا ينقص من مقدارهن أو يسيء إلى سمعتهن، ولابد للأسرة تعريف الفتاة بحقوقها وحدودها، أما فيما يتعلق بالعنف الاقتصادى سواء بالنسبة للزوجة فيما يتعلق بإجبارها على عدم الاستقلال المادي أو حرمانها كامرأة من ميراثها الشرعي فهذا لابد من مواجهته قانونيا بدعم من باقي أفراد الأسرة وخبراء علم النفس والخبراء التربويين بحيث تقتنع المرأة أن هذا حق من حقوقها ولابد من الدفاع عنه

 

كيف تكمل المرأة حياتها بشكل متوازن بعد تعرضها لأي من صور العنف الأسرى؟

تحتاج المرأة إلى استشفاء النفسي من العنف الأسري في حالة تعرضها له وذلك لتصحيح أفكارها عن الحياة وكيفية مواجهة الضغوط ومعرفة قيمة نفسها حتى تتمكن بعد هذه المرحلة من البدء مرة أخرى واختيار زوج مناسب ومتوافق معها يمكنه التعامل معها من منطلق المودة والرحمة. 

وكيف يمكن تربية بناتنا على مواجهة العنف والاستفادة من القوانين التي تحميهن من صوره؟

أولا لابد من تعليمهن الثقة بالنفس من خلال مدحهن، وإعطاء هن القدرة على اتخاذ قرارات بسيطة، والاعتراض بشكل هادئ، والتأكيد لهن أنهن قادرات على اتخاذ مواقف وتنمية معرفتهن وتوعيتهن بحقوقهن للعيش بكرامة، وتعريفهن واجباتهن وحقوقهن والأهم من ذلك تقديم قدوة أسرية لهن متمثلة في الوالدين وأسلوب تعاملهما السوى والقائم على المودة والرحمة معا. وأخيرا ماذا تفعل من تتعرض للعنف؟

 

لابد من الاستفادة من القوانين التي تحمى المرأة بحيث تستطيع من خلالها مواجهة أي صورة من صور العنف التي قد تتعرض لها، وعلى الأسرة مساندتها فى هذا والبعد عن الخوف من بعض العادات والتقاليد أو نظرة المجتمع بعد هذا عليها أن تبدأ من جديد في بناء حياتها والنظر بنظرة جديدة لهذه الحياة فعليها ألا تبتعد أو تنعزل عن الآخرين ولكن تبدأ من جديد سواء كان ما تعرضت له قد تم من خلال علاقة أسرية أو داخل العمل أو حتى في الطريق العام، فبعد مواجهته قانونيا عليها وأن تعيد تأهيل نفسها نفسيا وتبنى حياة أفضل، فمثل هذه الحوادث الطارئة والبسيطة لا تعنى أن حياتنا ستتوقف






المصدر: سماح موسى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 139 مشاهدة
نشرت فى 2 ديسمبر 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

27,972,766

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز