تعد الهند دولة عظمى ذات تاريخ عريق .. ممتد فى الزمن يعكس لسحر الشرق الفنان .. وهى حافلة بالآثار من المعابد والمساجد والأضرحة والقصور التى تعكس للتعددية الثقافية . وما أجمل ضريح «تاج محل» فى مدينة أكرا الهندية والذى يعد من عجائب الدنيا السبع وهو تحفة معمارية ليس لها مثيل .. شيده الامبراطور شاه جهان تخليدا لذكرى زوجته ممتاز محل.. وهو أروع شاهد على جمال العمارة فى العصر المغولى .. والتى تجمع بين العناصر الفنية من الطرز الفارسية والعثمانية والهندية والاسلامية .. ولقيمته التاريخية وجماله .. قامت منظمة اليونسكو فى عام 1983 بإدراجه ضمن قائمة التراث الثقافى العالمى .. واعتبر ذروة الفن الإسلامى فى الهند .
وهو عبارة عن قبة رخامية بيضاء تشتمل على مجموعة من المبانى التى بدأ بناؤها عام 1632 وكان الانتهاء منها عام 1653 وتطلب آلاف العمال الحرفيين مع مجموعة من المهندسين تحت اشراف الامبراطور .
وهناك قطب منار بدلهى ويرجع تاريخ بنائه إلى القرن الثانى عشر الميلادى وهو يعد أطول مئذنة مصنوعة من الطوب فى العالم .. ويتميز بتلك الكتابات والنقوش التى تعد بمثابة أدعية وابتهالات .
ومن بين آثار الهند الشهيرة المصاطب القديمة لنهر فارناس وقلاع رامتان الرائعة ومجمع معبد خاجورا هو المذهل والذى يعود تاريخ بنائه إلى القرن العاشر الميلادى .. وبرج النصر وهو مكون من تسعة طوابق وهو من بين آثار الهند التى تنتمى للقرن الخامس عشر الميلادى .
مائيات شاعرية
وقد استطاع الفنان الهندى كاشى ناش داس التعبير عن كل تلك الآثار التى تميز شخصية الهند التاريخية .. ونقلها فى 25 لوحة من المائيات أو الألوان المائية.. وجاءت بملامح شديدة الشاعرية .. جمع فيها بين التعبيرية والواقعية.. بين روح الأثر .. والاحساس التشكيلى .. وقد أضاف إلى تلك القيم المعمارية أبعادا جديدة لما تتميز به خامة الألوان المائية من الشفافية مع لمسته التى تتميز بالحيوية الشديدة فتبدو الأعمال مع تماسكها الشديد والقدرات التصميمية الهائلة والالتزام بقواعد المنظور .. والخروج بها من المنظور المادى إلى منظور روحى آخر .. مساحة شديدة الرهافة والغنائية .. مع دقة التناول .. تكاد تتحرك من فرط انسياب اللمسة وطلاقتها .
وفى مركز مولانا آزاد الثقافى اقيم معرض ضم أعمال الفنان .. افتتحه سيادة سفير الهند بالقاهرة سوانيا تان وحسام نصار وكيل أول وزارة الثقافة لقطاع العلاقات الثقافية الخارجية.
وتكمن قيمة المعرض فى أن الفنان نقل آثار بلاده بعد أن أضاف إليها لمسته التعبيرية .. وهو هنا يعطى أبعادا أكبر للأثر.. يضيف إليه وفى الوقت نفسه يؤكد شخصية ومعنى وجوده فى الزمن .. ويغلب على أعمال الفنان كاش ناث .. وحدة لونية أو منظومة من الأحمر البرتقالى والأخضر الزيتونى .. والرمادى مع لمسات من الأزرق الهادى تبدو فى أفق الأعمال .
من جيل الشباب
والفنان كاشى أحد الرسامين الهنود البارزين من جيل الشباب وهو من مواليد عام 1973 وبعد أن قضى السنوات الأولى من حياته فى كالكتا ونال شهرة واسعة على مستوى الولاية بأعماله الفنية المتميزة .. انتقل إلى دلهى للحصول على درجة البكالوريوس فى الفنون الجميلة.. وتخرج منها عام 2004 .. حيث استطاع أن يحصد عددا كبيرا من الميداليات والجوائز المختلفة فى جميع أنحاء الهند .. وله مقتنيات عديدة فى المؤسسات الهندية من بينها وزارة الشئون الخارجية الهندية وكلية الفنون بنيودلهى ومجموعة الفنادق الهندية الشهيرة وله مشاركات عديدة فى المعارض الفنية على المستويين المحلى والعالمى .
ومعرض كاشى يمثل قيمة كبيرة تعد إضافة للفنون الشرقية المعاصرة.. تجمع بين التوثيق والتعبير .. وبين الانتقال بالاثر إلى آفاق وتجليات فنية وفى الوقت نفسه اثراء الثقافة البصرية يما يختص بمعالم الهند الشهيرة بطول تاريخها الممتد فى الزمن بنسيج من النغم.
تحية إلى الفنان الهندى وإلى أعماله بالقاهرة.
ساحة النقاش