<!--<!-- <!--

 

مودة ورحمة مع رجل عاشق للقانون يذوب فيه عشقا ، ليس عشقا شعورياً وإنما يترجمه إلى سلوك ومنهج وتقاليد ... يعشق القضاء كرسالة .... يتكلم بالقانون ويحكم بالقانون لم يكن قاضىاً تقليدىاً .. ولكن قاضىاً قلبه ملىء بالرحمة .. رغم الصرامة والقوة التى تميزه داخله حنان وعاطفة لا حدود لها .. لم يظلم أحد طوال حياته ... ماعدا عبدالحليم حافظ وبعد وفاته اكتشف أنه ظلمه ولذلك أحب أغنية ظلموه . أسعد لحظة فى حياته عندما وقف أمام الرئىس مبارك يحلف اليمين ليكون قاضى القضاه وشيخهم .

تزوج زواج صالونات مع عاشقة الطب الطيبة الحنونة ماما سهير كما يطلق عليها كل من يعمل معها ، قلبها ينبض بالحب والحنان وأجمل مافيها تواضعها وصوتها الحنون .. مودة ورحمة مع قاضى القضاه الدكتور سرى صيام رئىس محكمة النقض وزوجته الأستاذة الدكتورة سهير زكريا أستاذة الجهاز الهضمى بالقصر العينى ومعهما كان لنا هذا الحوار.

أحب الألقاب قاضي القضاه

كان اللقاء الأول معه فى دار القضاء العالى فى مكتبه مع قاضى القضاه الدكتور سرى صيام رئيس محكمة النقض ، يقول : أحب الألقاب إلى قلبى قاضى القضاه بأعتبار أننى عاشق للقضاء وليس عشقا شعورياً وإنما يترجم إلى سلوك ومنهج يسير عليه الإنسان، والقاضى الذى هو الملاذ والملجأ لكل من يشعر ان له حقاً يريد أن يحصل عليه وهو صمام الأمن والأمان للناس أجمعين ولذلك أن عشق القضاء كرسالة .. رسالة الحق سبحانه وتعالى نحن مستخلفون فيها ومن ثم من يؤمن بهذه الأمور ويعشق القضاء بهذه الصورة يلزم نفسه طوال حياته بكل مايحفظ لهذا المنصب جلاله ومن ثم عندما أصبح فى يوم من الأيام أقدم القضاه على مستوى جمهورية مصر العربية وأكون قاضيهم فهذا فخر لا يدانيه فخر وأمنية عزيزة طالما الإنسان كان يطلب من الله أن يمتد به العمر لكى يصل إليها .

وعن شعوره وهو يحلف اليمين أمام الرئيس مبارك ؟

يقول قاضى القضاه الدكتور سرى صيام : كنت فخوراً أن الله سبحانه وتعالى حقق لى هذه الأمنية وأعتز بأننى أقسم اليمين أمام رئيس يمجد القضاه ويحترم القضاء ويرد دائما وأبداً بأنه لم ولن يتدخل فى أى شأن من شئون القضاء أو فى أى قضية معروضة على القضاه ومثل هذا الموقف بالنسبة لى وبالنسبة لفخامة الرئيس الذى أؤدى اليمين أمامه محل فخر واعتزاز .

«أبوزعبل قرية قاضى القضاه»

وقاضى القضاه تخرج من كلية الحقوق وعمره 20 عاماً وجلس على كرسى النيابة العامة وعمره عشرون عاماً وخمسة أشهر وهو من مواليد أبوزعبل وهى قرية كما يقول يعتز بها جداً رغم أن اسمها يقرن بالسجن والسجن يبعد عن أبى زعبل خمسة كيلومترات .. وحتى فى الأفلام السينمائية يربطون أبوزعبل بسجن أبوزعبل .

ويقول : اعتزازى بالقرية ليس من فراغ فهى تقع على ترعة الإسماعيلية وقريبة من القاهرة وأنشىء فيها أول كلية طب فى مصر وبعد ذلك نقلت إلى قصر العينى وأول مدرسة للموسيقى وللقابلات وأيضا كان فيها أول محطة ارسال للإذاعة فى الثلاثينات منذ نشأة الأذاعة المصرية مع شركة ماركونى بالإضافة إلى وجود السجن فيها ... وأيضاً لها تاريخ يتعلق بالثورة الفرنسية وكانت مستهدفة فى عدوان 56 وكذلك فى حرب الإستنزاف .

وأنا درست فى جامعة القاهرة ودراسة الحقوق كانت رغبتى رغم صلتى بمحطات ارسال الإذاعة بأبى زعبل وجلوسى فى ركن الثقافة فى شارع خلف باب اللوق وكنت أشاهد حسنى الحديدى وجلال معوض الأقطاب الكبار وأم كلثوم وعبدالوهاب وفى فترة من الفترات ولاجادتى اللغة العربية كان أملى أن أكون مذيعاً وكنت أمارس هذا الكلام ولكن بعد تخرجى فى كلية الحقوق وحصولى على تقدير يؤهلنى لدخول النيابة العامة تخيلت أن أملى أن أكون مذيعاً ولكن أنا من عشاق الإذاعة ومستمعيها ولا أنام إلا والراديو بجوارى .

وقاضى القضاه يعتبر نفسه قاضىاً غير تقليدى كما يقول لأنه فى عام 64 التحق بأول دورة تدريبية للنيابة العامة فى المركز القومى للبحوث الاجتماعىة والجنائية ..

يقول : حصلت على الماجستير ، دبلومتين فى القانون الجنائى والقانون العام وبدأت أدخل آفاقاً جديدة تعيد تشكيل فكرى وتخرجنى عن نطاق التطبيق التقليدى للقانون إلى آفاق أرحب وشكلت شخصيتى وأضع دائما فى اعتبارى الظروف التى أحاطت بالمتهم والظروف التى ارتكب بها الجريمة والعوامل التى دفعته وهذا دفعنى إلى التصرف فى كثير من القضايا تصرفات غير تقليدية .. وإلى الأن صلتى لم تنقطع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية وأشارك فى العديد من رسائل الدكتوراه وأشعر بسعادة كبيرة جداً عندما أقوم بهذا النشاط العلمى ولى العديد من الأبحاث المنشورة فى كافة المجالات وشاركت فى تأليف العديد من الكتب .. كتاب (المساواة أمام القضاء) وشاركت فى كتاب «حقوق المجنى عليه» .. وكتب انفردت بتأليفها كتاب الحبس الاحتياطى .. ثم حققت أمنية أشكر الله عليها وهى الحصول على درجة الدكتوراه عام 2008 ، رغم أننى كنت مسجل الدكتوراه سنة 1973 تحت إشراف العالم الكبير المتواضع المغفور له الأستاذ الدكتور مأمون سلامة رحمه الله وسافرت إيطاليا وجمعت كثيراً من المادة العلمية ولكنى فى الحقيقة تقلدت مناصب كثيرة مستشاراً لثلاثة وزراء عدل ومساعد وزير العدل لشئون التشريع على مدى 11 عاماً ومستشاراً لرئيس مجلس الشعب منذ أن عين د . فتحى سرور عام 1991 وحتى سنة 2005 وتولىت رئيس مجلس الأمناء لغسيل الأموال عام 2002 وأنا فى الكويت عملت كتاب «التفسير القضائى وحماية حقوق المتهم الأجـرائـيـــة» وأنجـزت فـيــه الكثير والمشرف على رسالـة أبنـى د . خالد مسيو «شارل دانه» من جامعة لينو حدثته عن الكتاب وأعجب كثيرا بالفكرة وقال لماذا لاتسجل هذا الموضوع رسالة دكتوراه وكان يوم مناقشة الرسالة عرس ولا أنسى ما قاله الدكتور فتحى سرور فى بداية المناقشة أن هذا الحضور بهذا المستوى يشهد بأهمية الموضوع ثم أنه يذكر لك أنك تقلدت أرفع المناصب القضائية ولست فى حاجة إلى لقب دكتور وأنك على الرغم من ذلك تصر فى تواضع الحصول على هذه الدرجة العلمية.

وعن موقع الدكتورة سهير فى قلب قاضى القضاه ؟

يقول : لها كل الحب والتقدير إنسانة تتسم بكثير من الطيبة والحنان وعندها قدر كبير من التواضع وتعامل الناس بتلقائية وهى كأستاذة فى كلية الطب تعطى عملها قدراًمن الاهتمام ولكن دائما نحن فى هذه السن المشاعر تتحول إلى الأحفاد أكثر من أى وقت مضى ولذلك أسعد أوقاتنا التى نقضيها للأحفاد قبل الأبناء، وعندما أجلس مع أحفادى أنبسط معهم وأنا لا أحب اضاعة الوقت فيما لايفيد ولا تكون كل لقاءاتى معهم حنان وعواطف وطبطبة ولكن استغل كل الوقت فى عمل مسابقات لهم وحوافز وأسئلة معينة وأعطى لهم مكافآت وأحكى لهم مواقف فى تاريخى بما يتناسب مع سنهم وأقدم لهم النصح .

وأنا لا أحب الإنسان الهامشى أو الذى يعيش على سطح الحياة والذى لايهتم ببلده وأغرس فيهم حب الوطن ومصر .

النصف الحلو في حياة قاضي القضاه

وكان اللقاء الثانى مع النصف الطيب الحنون فى حياة قاضى القضاه الأستاذة الدكتورة سهير زكريا أستاذ الأمراض المتوطنة والكبد بالقصر العينى وفى مكتبها بمستشفى قصر العينى الفرنساوى كان حديثى معها سيدة وجهها مبتسم بشوش، قلبها ملىء بالحب والطيبة الكل يحبها وكل من يعمل من مرؤسيها يطلق عليها ماما سهير ، تحب الناس والأطفال والمرضى يدعون لها .

تقول الدكتورة سهير أنا من المنصورة والدى رحمه الله المستشار زكريا عيسى رئيس استئناف القاهرة وذهبنا معه فى كل المحافظات إلى أن كان الاستقرار الأخير فى القاهرة ، تربينا على الأحترام ، والدى كان ينادى والدتى بلقب هانم .

وعن زواجها من الدكتور سرى صيام تقول الدكتورة سهير: زواج صالونات والحب جاء بعدين وفى رأيى زواج الصالونات أشيك.

وعن الذى يعجبها فى قاضى القضاه ؟

تقول الدكتورة سهير : الذى عجبنى فيه أنه شخصية محترمة وشخصية قوية تحتوى من معه والدكتور سرى أكبر منى بأربع سنوات ، وهو طيب جداً ويترك لنا حرية الأختيار فى اتخاذ القرار ولا يفرض رأيه علينا ويترك لنا الحرية كاملة .

ود . سرى لايتحكم فى الأولاد أبداً ... خالد الصغير حصل على 92% ووالده كان يرغب كلية الهندسة ولكن خالد كان يرغب فى حقوق وحول من الهندسة إلى الحقوق ودفع مائة جنيه للتحويل ود . سرى ضحك وقال له تطلع من الأوائل ورياضة وهندسة وندفع مائة جنيه كمان .. وأصبح رئيس البورصة وكان ينجح فى الكلية بجيد جداً وطلع الأول أربع سنوات وابنى الكبير الدكتور معتز أمراض كبد وجهاز هضمى ، ومعتصم مهندس ودائما متغـرب فى الجامعة كـان فـى أسيـوط وهو مهندس اتصالات والأن كمبيوتر ويعمل فى السعودية .

وعندنا تسعة أحفاد ثلاث بنات وستة أولاد وأنا مع أولادى أصدقاء وكذلك مع زوجاتهم وأحبهم جداً ولا أتدخل فى حياتهم لا أنا ولا سرى.

وتقول الدكتورة سهير أهم شىء لكى ينجح الزواج أن يكون فى إحترام متبادل وفى رأيى أنه أهم من الحب ، والزوج البخيل لاتستطيع المرأة أن تعيش معه فالكرم مهم جداً والحمد لله سرى كريم جداً .

وعن شعورها عندما أصبح زوجها قاضى القضاه ؟

تقول : كنت سعيدة جداً لأن هذه كانت أمنية حياته والحمد لله ربنا حققها له .

وفى الدكتوراه كنت أساعده رغم أننى لا أفهم فى القانون فكان يملينى وأكتب له وفوجئت به يشكرنى وكانت مفاجأة جميلة لى.

وهل يطبق رجل القانون القانون فى بيته ؟

على الفور تقول : زوجى ظريف جداً ويحب الحياة السهلة والقعدة الحلوة ولا يوجد عنده تزمت وهو صعب فى عمله ولكنه فى البيت حنون وعندما يسافر يحضر لنا الهدايا وأنا وهو نعشق الأحفاد وعندما يأتون إلينا ندلعهم ثم نبعثهم لأولادنا .

وكيف يجدد الزوجان حياتهما؟

تقول الدكتورة سهير أعتقد أن البعد فترة أفضل «أجازة زوجية» والزوجة المصرية عيبها أنها لزقة لزوجها وأنا أعطى لزوجى مساحة حرية لأن هذا مهم جداً ويعمل اشتياق وحب .

وأسأل الدكتورة سهير أستاذة الجهاز الهضمى والكبد من يعالج قاضى القضاه إذا مرض ؟

تضحك وتقول أعالجه ولكنه صعب شوية فى سمع الكلام وعندما يزيد التعب عليه يقول أنا عايز طبيب آخر .. وأنا أخذ بالى من صحته ومشكلة المشاكل عنده الأكل فهو يحب الأكل ويلخبط ويأكل فتة ومنبار وملوخية وتعلمت الملوخية علشانه وعندما يأكل يتعب وأنا عودته على الأكل الطبى ونهتم بالخضار الطازج والفاكهة ودائما فى الأفطار طماطم وخيار وفلفل أخضر .. وللأسف المصريون سبب تعبهم طريقة الأكل المسبك والشطة والخل كل هذه الأشياء تتعبهم

 

المصدر: فاتن الهوارى - مجلة حواء
  • Currently 63/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
21 تصويتات / 2712 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,797,704

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز