<!--<!--

<!--

الصدق منجي .. هكذا تعلمنا في طشفولتنا وتربينا علــــي مقـــولة راسخة وهي أن من يكذب يدخل النار ولكن الأن أصبح الأبناء الصغار يعتبرون الكذب منجياً وأنه عادة وجزء من لغة الحوار سواء كانوا في حاجة لاستخدامه أم لا فالأمر بالنسبة لهم عادى جداً وفي محاولة منا لمعرفة أسباب إدمان الأبناء للكذب وكيفية التخلص منه كان هذا التحقيق..

البداية كانت مع الصغار وحول الكذب تحدث رامى كمال الصف الرابع الابتدائى قائلاً :

الكذب شىء عادى جداً وبيريح الكل وبالنسبة لى لا أرى فيه أى شىء خطأ فأنا أكذب على أمى وأخبرها أننى سألعب حول البيت حتى لاتقلق ثم أذهب مع أصدقائى لأى مكان بعيد فأنا أريح الكل وأحمى نفسى من الرفض الدائم إذا قلت الحقيقة . فالأهل يحبون أن يرتاحوا والكذب بيريح وأنا لا أفعل أخطاء كثيرة لكنى أكذب دائما لأرى السعادة على وجه أمى فأنا إذا طلبت منها فلوساً ترفض لكن إذا أخبرتها أن لى زميلاً ظروفه صعبة قوى وعاوز أشترى له هدية تعطينى وهى فخورة بى وطبعاً أخذ أنا الفلوس وأتفسح!!

سها عادل أولي اعدادي

اعتدت مصارحة أمى فى كل الموضوعات منذ طفولتى ولأن حياتى وأنا صغيرة كانت بسيطة لم تكن هناك مشكلات لكن بعد دخولى المرحلة الأعداية بدأت أشعر أنى إذا حكيت لها كل مايحدث حولى ومعى فأنها ستقلق وستفرض على قيوداً وبالتالى بدأت أخفى أشياء وأظهر أشياء وأكذب أحيانا لكن كذب أبيض لايضر أحداً وقد بدأ ذلك بعد أن منعتنى من معرفة زميلة أحبها لمجرد أننى أخبرتها أننى رأيت شاباً ينتظرها أمام المدرسة وجعلتنى أحلف على المصحف أننى لن أراها ومن يومها وأنا لا أخبرها بكل شىء وطبعاً أتحدث مع زميلتى وأحيانا أخرج معها وأكذب على أمى وأطلق عليها اسماً آخر كى لاتعرف أننى أتحدث معها .

أما نسرين فتعتبر الكذب عادىاً جداً على الأهل لأنهم يفرضون على أبنائهم أشياء لايريدونها هكذا بدأت حديثها وأكملته قائلة :

الكذب الأن ليس جريمة وحكاية أنه يدخل النار لم تعد تخيفنا المهم الدنيا تمشى وأفعل ما أريد ولا أدخل فى شجار مستمر مع أمى . وأذكر أنى عندما كنت فى المرحلة الأعدادية وأخبرتها أن المدرسة ستقوم بعمل رحلة للإسكندرية رفضت ذهابى بحجة أننى صغيرة وفى الثانوى رفضت وفوجئت أنها وافقت لشقيقتى على نفس الرحلة بسبب أنها أخبرتها أنها للقناطر ومن يومها تعلمت الدرس وأصبحت أقول مايضمن لى موافقتها سواء على خروجى مع صديقاتى أو حصولى على أموال وبصراحة الكذب فى الأول صعب ومقلق لكن بعد فترة يصبح أمراً عادىاً لدرجة أننى أنسى أننى كذبت وأعتبر أن ما قلته حقيقى .

محمد طه ثالثة أعدادى يؤكد رفضه للكذب تماما لأنه فى طفولته أوقعه فى ورطة كبيرة ومن يومها قرر ألا يقلد أحداً ولا يكذب على والديه خاصة وأنهما متفاهمان معه ولا يرفضان إلا الأمور التى يرون أنها ضرر عليه ودائما يتناقشون معه حتى يقتنع ويضيف أن الكذب يجعلك جباناً أما الصدق فيزيد قوة شخصيتك ويجعلك رجلاً فى طفولتك هكذا أخبره والده وهكذا يشعر كلما كان صادقاً فى أى موقف .

وإذا كانت هذه أراء الصغار عن الكذب فكيف يكتشفه الكبار .

السيدة ولاء كمال ربه بيت تقول الجيل الحالى صعب جداً فنحن لم نكن أبداً أطفال كذابين صحيح أحيانا كنا نكذب لكن فى الضرورة وكنا بعد فترة نعترف أما الآن فهم يكذبون ولا يخافون اكتشاف كذبتهم وهذا مايضاقنى بشدة. فعندما أخبرنى أبنى أنه يأخذ درساً إنجليزىاً اكتشف أنه يأخذ الفلوس ليخرج مع أصحابه عنفته بشدة واتهمته بخيانة الأمانة وأنه كذاب وكانت صدمتى فيه أنه أخبرنى أنه لم يشرب سجائر بما أخذه من أموال لكنه كان يتفسح مع أصدقائه حتى لايظهر وكأنه أقل منهم واتهمنى أننى سبب هذا السلوك لأننى لا أعطيه مايريد فأضطر للتحايل ليظهر بمظهر جيد أمام أصدقائه!!

يتفق معها ناصر نسيم موظف قائلاً الأولاد الأن يكذبون لمجرد الكذب فللاسف لم يعودوا قادرين على الصدق وتحمل عواقب مايفعلونه من أخطاء وأنا كأب ظللت لفترة أعتقد أن أولادى لم يصبهم ما أصاب الأخرين وأنهم لايكذبون حتى اكتشفت أنهم لايخبرونى بكل مايحدث فى المدرسة وأن اخفاء الأمور الهامة شىء عادى لدرجة أننى أصابنى الضغط والسكر عندما اكتشفت بالصدفة أن ابنى الطالب فى الصف الثالث الأعدادى باع الموبايل وأخبرنى أنه ضاع منه لكن الصدفة جعلتنى أقابل زميلاً له فى الميكروباص وأرى معه الموبايل ويخبرنى أن ابنى أعطاه له بسعر مبالغ فيه لأنه أخذه قسطاً وواجهت ابنى وضربته ثم أتفقنا إلى عدم العودة للكذب.