إلي كل نفس مهمومة ومتعبة .. تبحـث عن ملجأ آمن تلقي فيه بأدق أسرارها .. إلي من يبحث عن مكان للراحة والهدوء النفسي يتوقف فيه ليتأمل ذاته ويراجع خطواته ويواجه أخطاءه

نقدم استراحة نفسية لننفض عن النفس همومها ومتاعبها فإن كانت لديك مشكلة نفسية تحيركنا أرسليها لنا بالبريد العادي أو البريد الأليكتروني .. ونحن في انتظارك.

ترددت كثيرا قبل أن تقرر البوح والحديث عن تلك المصيبة التى حلت بها وبابنتها .. هى تدرك تماما خطورة هذه المشكلة وتعلم أن الحديث عنها صعب على نفسها .. ولكن لا يهم .. المهم عندها ان تنقذ ابنتها من المستقبل المظلم الذى ينتظرها .

تبدأ فى سرد مشكلتها بعد أن استجمعت شجاعتها وتقول :

- كارثة كبيرة حلت بى وبأسرتى الصغيرة .. فابنتى التى لم تتجاوز الثالثة عشر تعرضت لحادث اعتداء جنسى .. وللأسف الشيطان الذى فعل بها هذا هو من أحد محارمها .. لم يخش الله فيها وتجاوز كل الأعراف والقيم والأخلاق وتعاليم الدين واعتدى على هذه الطفلة التى لا تعى من الحياة شيئا وقضى على مستقبلها بهذه الجريمة الشنعاء .

لقد استغل علاقة الدم بيننا وفى غفلة ارتكب جريمته ومنذ هذا اليوم المشئوم وابنتى فى حالة نفسية سيئة .. وانقلبت حياتنا رأساً على عقب وأصبحنا نعيش فصول كابوس رهيب لا نجد منه خلاصا، فكرنا فى ابلاغ النيابة عنه ولكن تراجعنا خوفا من الفضيحة ولأن الابلاغ لن يفيدنا فى شىء فالمجرم من المحارم ولا يجوز زواجه من ابنتى بعد هذه الجريمة.. اننا نبحث عن طوق نجاة وخلاص من هذه الكارثة فماذا نفعل ؟!

- ولهذه السيدة أقول .. للأسف ماتت الضمائر وانعدم الايمان وتلاشت القيم والأخلاق .. ونسى البشر تعاليم دينهم الإسلامى .. وسيطر الشيطان على نفوسهم واهوائهم .. وكانت النتيجة أعمال وأفعال هى من فعل الشيطان .. تقشعر لها الابدان وتتوجع منها النفوس وتتحطم معها علاقات انسانية لا يمكن أن تعوض على الاطلاق ..!

القضية لم تعد غريبة على مجتمعنا الآن .. أصبحت شائعة للأسف الشديد - وهى نذير خطر داهم على مجتمعنا - فتاة صغيرة السن فى بداية مرحلة البلوغ تتعرض لحادث اعتداء جنسى عليها من جانب أحد محارمها .. قد يكون الخال أو العم أو الأخ أو الأب ذاته .. إنها كارثة بكل المقاييس .. ولا نملك الا الحرص والدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يرحمنا ويرفع غضبه ومقته عنا .

والآن .. ماذا تفعل هذه الأسرة المنكوبة فى مواجهة هذا الكارثة .. د. عبدالحميد هاشم أستاذ الطب النفسى بكلية طب قصر العينى يقول:

- لابد وأن نفرق بين التحرش الجنسى والاعتداء الكامل .. ولكن فى كثير من الأحيان تتساوى التبعيات بالنسبة للضحية فى كلا الحالتين فالنتيجة والآثار النفسية تكون واحدة .. الفرق الوحيد أن الفتاة التى تم عليها الاعتداء قد كتب عليها أن تعيش مستقبلا مظلما بعد أن فقدت عذريتها .. أما التى حدث لها تحرش جنسى فهى تجنى ثمار هذا فى أثار نفسية مؤلمة على المدى القريب والبعيد..

وإذا تحدثنا عن الضحية هنا تحديدا لأنها هى التى تهمنا فى المقام الأول نقول أن التأثير النفسى الذى يحدث لها نتيجة هذه الواقعة يعتمد على عدة عوامل هى :

أولا : السن الذى وقعت فيه عملية الاعتداء .

ثانيا : كم مرة حدث فيها هذا الاعتداء .. مرة واحدة أم عدة مرات .

ثالثا : علاقة الشخص المعتدى بهذه الفتاة .. إذا كان ذو سلطة أب أو أخ أكبر أو عم أو خال أو مدرس أم شخص غريب . فالصدمة النفسية تكون أكبر فى حالة وجود حق الولاية لهذا الشخص على الفتاة .

والتأثير النفسى هنا ينقسم إلى تأثير قريب المدى يتمثل فى حدوث اضطراب ما بعد الصدمة ويتمثل فى أحلام وكوابيس وفى سرعة ضربات القلب وبرودة فى الأطراف ورعشة فى اليدين .. واسهال واعياء ودوخة . أما الآخر فهو بعيد المدى فالآثار النفسية التى تصيب الضحية على المدى البعيد خطيرة فلقد ثبت علميا أن الفتاة التى تتعرض للتحرش والاعتداء الجنسى فى سن ما قبل العاشرة تكون عرضة للإصابة بأمراض نفسية محددة مثل الاكتئاب الجسيم وهو نوع من الاكتئاب شديد الحدة يصيب المريض بالاعاقة الكاملة فى ممارسة حياته .. أو الوسواس القهرى مثل وسواس النظافة أو المخاوف المرضية منها مثل الخوف من الأمراض أو الحيوانات أو الأماكن المرتفعة ومن الآثار النفسية بعيدة المدى أيضا - الخوف من الزواج والعلاقة الجنسية فى المستقبل لذلك تكون رافضة لفكرة الزواج وإذا أقدمت عليها تكون حياتها الزوجية فاشلة .

المصدر: نبيلة حافظ - مجلة حواء
  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 785 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,801,761

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز