في قاعة «مارجوفيون» للفن بالجامعة الأمريكية بوسط البلد.. افتتح معرض الفنانة جيهان السادات حرم الرئيس الراحل أنور السادات.. في حضور الشاهبانو فرح ديبا حرم شاه إيران السابق رضا بهلوي ود. بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان .. والكاتب الساخر أحمد رجب والفنان مصطفي حسين نقيب التشكيليين والإذاعية ليلي رستم ورموز الفكر والفن والثقافة.
ضم المعرض أكثر من خمسين لوحة بألوان الاكليريك ما بين اللوحات المتسعة واللوحات الصغيرة فى إطارات كلاسيكية عريضة .. وهذا هو المعرص الأول للسيدة جيهان السادات والذى يمثل منتخبات من أعمالها الفنية فى الفترة ما بين عامى 1986 و2009 موقعة عليها باللغة الانجليزية .. وقد اطلقت عليه «مناظر للقلب» بما يعنى جلب المسرة والمتعة البصرية للمشاهد من خلال تلك المناظر التى نقلتها بإحساسها البديهى البديهي الطازج وجمعت فيها بين اللمسات التأثيرية القصيرة وتلقائية الأداء .. وهى مناظر من الشرق والغرب .. من ريف مصر خاصة قرية ميت أبوالكوم بالمنوفية مسقط رأس الرئيس الراحل محمد أنور السادات .. ومناظر للنيل والجمال والمراكب الشراعية والهرم .. وأخرى تمثل مشاهداتها بأمريكا لمناظر الغابات والنباتات والشجيرات والشلالات والبحيرات.
والعجيب والمدهش اتساع مساحة الخضرة بشكل كبير فى لوحات المعرض .. فتطل البيوت الريفية بلمستها الحانية مع الجوامع والمآذن محفوفة بالأشجار .. كما تطل المياه بين مساحتين من الخضرة وتتألق البحيرات والشلالات والينابيع وسط خضرة ظلية وغابات كثيفة .. بما يجعل المعرض بحق مناظر من القلب وللقلب .. والأعمال عموما نقلت فيها الفنانة جيهان سحر الحياة بمصر وأمريكا فقد اختارت بقلبها وإحساسها تلك الزوايا التى تنفرج عن مساحات من التفاؤل والإشراق .. نلتقى فيها مع زرقة المياه والأشرعة البيضاء وبيوت الفلاحين .. على مرأى من تلك التشابكات الخضرا وفى خضرة النخيل وأشجار التوت وعناق الأفق للمرتفعات الجبلية وتدفق المياه من الشلالات.
بداية الرحلة
جاء شغف الفنانة جيهان السادات بالفن بعد زواجها مباشرة من الرئيس الراحل أنور السادات .. كان ذلك منذ 55 عاما .. وكان الرئيس فى ذلك الوقت مثقلا بالمسئوليات السياسية .. وقبل مجيئ الأبناء وبتشجيع منه تلقت دروس فى الفن على يد فنان إيطالى كان مقيما بمصر .. وبدأت ممارسة الرسم بالفحم .. وكانت ترسم صورا شخصية «بورتريه» لمعارفها والمحيطينن بها من الأصدقاء والأقارب .. ولكن ومع مجيئ الأبناء والانشغال بالحياة توقفت عن الابداع .. واكتفت بتأمل الأعمال الفنية .. خاصة وقد زارت مع الرئيس الراحل معظم متاحف العالم من اللوفر بباريس والبرادو بأسبانيا والتيت جاليرى بانجلترا .. بالاضافة إلى تلك الأعمال التى تقتنيها هنا ببيتها بالجيزة وبيتها بأمريكا من أعمال الفنانين جاذبية سرى وحسنى البنانى وحسن سليمان ومنير فهيم ورفعت أحمد وغيرهم .
ولكن بمجئ عام 1986 بدأ الحنين فى الإبداع من جديد بعد تلك الفترة من الانقطاع .. وفى كل مكان تتأمل تلك المناظر المحيطة بها .. مثلما أعجبتها المناظر حول جامعة ميريلاند حيث كرسى الرئيس الراحل السادات .. وحيث تقوم بالتدريس هناك .. فتلتقط ما يعن لها من مشاهدات.. وأيضا مناظر حول بعض الجامعات الأمريكية والتى تقوم بإلقاء المحاضرات فيها.. ومثلما يحدث بأمريكا يحدث بريف مصر ومناطقها الشعبية ومناظر النيل والنخيل وقرى الجنوب والنوبة .. من كل هذا تقوم باقتناص الزوايا التى تنفرج عن سحر الطبيعة وتصورها بالكاميرا .. وفيما بعد تختار منها ما يروقها وتقوم برسمها من جديد .. وإعادة تشكيلها.
«أملي في السلام»
جاءت مناسبة المعرض مع احتفال الجامعة الأمريكية بمرور 50 عاما على إنشاء قسم النشر بها والذى أصدر من قبل كتابا للسيدة جيهان أحدث ضجة إعلامية .. كتاب «أملى فى السلام» ، وقد صدر بالإنجليزية وترجم إلى العربية بعد ذلك.
والفنانة جيهات ظلت فترة طويلة تربو على ربع قرن مكتفية بمتعة الابداع .. وهى سمة من سمات هواة الفن .. الذين يجتذبهم عالم الخطوط والألوان والأضواء والظلال .. كوسيلة للاستفادة من وقت الفراغ بعض الأحيان وفى أحيان أخرى للتحلل من مشاغل الحياة اليومية والهروب إلى واحة الفن .. وقد ظلت فترة طويلة لا تفكر فى العرض.
ساحة النقاش