هذه قصص حقيقية من واقع الحياة نعرضها علي صفحات حواء حتي تستفيد منها القارئات، إنها مشكلات ربما تعجز عن معرفتها أقلام الكتاب وتقف حائرة في عرضها سيناريوهات المؤلفين وقد يكون الواقع أحيانا أكثر مرارة من التأليف والخيال، هذه دعوة لكل فتاة كي تأخذ الحذر عند الارتباط وتفكر وتسأل وتبحث في شريك حياتها، ولا تستسلم لضغط العنوسة أو ضغط المجتمع أو أية ضغوطات تقع تحت وطأتها كي تحصل علي لقب متزوجة.

حدثتنا س. ع قائلة: لقد عشت 13 عاماً وحدي بمفردي في شقة تمليك بعدما توفيت أمي وتزوج أبي من امرأة أخري لا تتفق معي في الثقافة فقررت أن أستقل بحياتي وحيدة لايملؤها سوي ضجيج رنين التليفونات من أجل عملي، وصخب الأسفار داخليا وخارجيا، ولقد كنت نموذجاً حياً للفتاة المحترمة المهذبة التي لا يجرؤ أي شخص علي التعرض لها ولا خدش حيائها وكان هذا هو الحال حتي بدأ الجيران والاصدقاء والأقارب بعد وصولي سن الثلاثين بالإلحاح علي في الزواج، وعرضوا علي شباباً كثيرين ولكن لم أقبلهم لأني كنت أشترط في شريك حياتي أن يكون مثقفاً وحاصل علي شهادة عليا وله وظيفة محترمة ولديه امكانيات مادية جيدة وظل هذا هو الحال حتي أخبرتني صديقة لي أنها وجدت رجلاً به كل المميزات التي ينشدها أية عروس، وذهبت للقائه وأخذ يحدثني عن نفسه بثقة وبلغة تنم عن الصدق والشفافية أخبرني أنه مقدم في أمن الدولة وأن راتبه يتعدي الثلاثة آلاف جنيه شهريا وأن لديه شقة تمليك بخلاف بيت قديم وأنه مطلق ولديه طفلة، ومع الأسف الشديد صدقت هذا الرجل، وعرفته علي أبي وتم الزواج سريعاً بعدما أطلعنا علي كارينهات تدل علي عمله في أمن الدولة، وبعد الزواج وبعدما رزقت بطفلة منه عرفت من أحد أقاربه أنه لا يعمل في أمن الدولة بل هو موظف علي المعاش في وزارة السياحة وأن معاشه لا يتعدي الـ 600 ج شهرياً وأنه لا يمتلك بيتا ولا شقة ولا أي شئ، وبدأ في استغلال راتبي أسوأ استغلال ويطالبني بالانفاق علي المنزل، كل هذا وصبرت عليه ولكن ذات يوم سمعته يتحدث في التليفون مع طبيب عن وجود فيروس «C» عنده لقد كان لديه فيروس «C» في الكبد ولم يخبرني بذلك وكانت إمكانية العدوي من 15 إلي 20% وعندها هلعت مما سمعت وواجهته فأنكر فأصررت علي عمل تحليل دم لي وله والحمد لله أنني نجوت من هذا الفيروس اللعين ولكني اكتشفت أنه مصاب به ولم يخبرني، عندها طلبت الطلاق ولكنه رفض أن يطلقني إلا بعد ما تنازلت عن كل حقوقي وحقوق الطفولة التي رزقت بها، وأصر أيضا علي أخذ مبلغ 15 ألف جنيه كي يرمي علي يمين الطلاق، هذه هي قصتي ومشكلتي الحقيقية أنني لم أطلع علي شهادات هذا الرجل ولم أسأل عنه قبل الزواج منه.

تزوجت 3 أشهر

وتقول د. ع مهندسة: لقد تزوجت 3 أشهر فقط لا غير فلقد ذهبت للحصول علي «كورس» لغة إيطالية بأحد المعاهد وتعرفت علي مدرس للغة الإيطالية بهذا المعهد وكنت قد تجاوزت التاسعة والعشرين وأعيش في فيلا بمدينة نصر مع والدتي وحدنا وبدأ هذا المدرس يتقرب مني أكثر فأكثر حتي عرض علي الزواج وعرضت الأمر علي أمي فشجعتني لأنني في نظرها كنت عانسا وسهلت أمي له كل شئ فلم تطالبه بشقة ولا مهر ولا أثاث ولا شبكة واشترت لي خاتما من الماس كي يقدمه لي كشبكة أمام الناس وتمت الزيجة في أقل من شهر وبعد الزواج فوجئت أنا وأمي أن هناك أشياء تختفي من الفيلا: تحف وانتيكات وقطعاً ذهبية وأخذت أراقبه فوجدته هو الذي يستولي علي هذه الاشياء كي يبيعها وعندما واجهته لم ينكر وقال لي: «أنتم ناس أغنياء ومش هتفرق معاكم الحاجات دي» وعندها طلبت الطلاق فطلقني بعد ثلاثة أشهر من الزواج واكتشفت بعدها أنني حامل وأنجبت ولداً لم يعرف عنه أي شئ والأن عمر ابني 15 عاماً ولا يعرف والده ولقد رهنت عمري لتربية هذا الطفل حتي أراه رجلاً يستطيع الاعتماد علي نفسه ويتعلم كيف يتحمل المسئولية.

غلطة أبي

وتضيف ص. أ: لقد خطبت أكثر من مرة وفسخت خطبتي لأسباب كثيرة وأنا أحمد الله أنني أعرف كوارث ومصائب خطابي قبل الزواج وحقاً نحن نخسر أموالا في حفلات الخطوبة ومستلزماتها من الفساتين والمكياج وخلافه ولكن كل هذا لا يهم المهم أنني مازالت علي البر، ولقد غصب علي أمي في إحدي الخطوبات عندما تعرفت علي شاب وسيم ويبدو عليه أنه «ابن ناس» ولكن الحقيقة خلاف ذلك فنظراً لأنني ذات 31 ربيعاً كانت أمي تستعجل زواجي حتي لا أصبح عانساً وتقدم هذا الشاب فرأت انه مناسب لي واخبرها انه لديه شقة ولكنها بدون تشطيب وطلب منها إعانته في تشطيبها حتي يتمكن من الزواج في أقرب فرصة والمشكلة أن أمي صدقت هذا الشاب وانفقت علي الشقة 30 ألف جنيه دفعة واحدة ما بين طلاء حوائط وسيراميك وفوجئنا أنه تزوج من فتاة أخري بعدما انتهي من تشطيب الشقة ولم تستطع أمي الحصول علي مليم واحد مما دفعته في الشقة- أليست هذه هي غلطة أمي؟!

في العجلة الندامة

وتعلق الدكتورة نورا رشدي أستاذة الخدمة الاجتماعية علي مسألة النصب علي الفتيات واستغلال العنوسة قائلة: صدق من قال في العجلة الندامة فالتسرع والتلهف علي تزويج الفتيات الآن أصبح مصدر استغلال من العديد من الرجال والشباب والمسألة ليست «جوازة والسلام» فلابد أن تختار الأسرة لفتياتها الرجل المناسب ومن الضروري جداً أن يسأل الأهل علي الشاب في عمله ومن المهم رؤية الشهادة الدراسية والبطاقة الشخصية وكافة الأوراق الرسمية الخاصة به قبل الزواج لأن هناك كثيرين يدّعون أنهم يعملون في أماكن معينة وتكون الحقيقة مخالفة تماما لما يدعونه كذلك من المهم عمل فحص ما قبل الزواج نظراً لمعرفة الأمراض المعدية واتخاذ الحذر، كذلك أنصح أن تطول فترة الخطوبة من 6 أشهر إلي سنة حتي يتسني للفتاة دراسة الشخص جيداً عن قرب، وأيضا أقول للآباء والأمهات بضروة عدم التسرع في دفع أية مبالغ مادية كمساعدة للشاب إلا بعدما تتم الزيجة .

 

 

 

المصدر: سمر عيد - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,057,422

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز