أنا مصرية

كتبت :ليلي  أمين

إذا كنت قد كتبت هذين الموضوعين صباح يوم 27ديسمبر 2010 فإنني منذ فجر الأول من يناير 2011 لم ينقطع نحيبي، لأن خنجرا مسموما من الإرهاب قد نفذ إلي قلب هويتي .. فإنني أعتز جدا بأنني مصرية .. مصرية.. مصرية حتي النخاع، حتي لم يعرف أحد من قرائي وقارئاتي وعلي مدي عملي بالصحافة لأكثر من 40سنة ما إذا كنت مسيحية أم مسلمة لأن قلمي كان دائماً مغموساً بمداد ماء النيل، وتراب وطني مصر، في كل كلمة أكتبها سواء في الأيام العادية أو المناسبات الدينية لكل المصريين: مسلمين ومسيحيين، بما يكلل الحب والسلام بين الجميع.. جميع المصريين.

وفى صباح يوم 3يناير تساقطت مع نحيبى دموع الشكر لله القوى الواحد الأحد عند كل المصريين عندما شاهدت زميلا إعلاميا فاضلاً فى برنامج «مانشيت» استعرض رسالة على الفيس بوك من مواطن مصرى فاضل أول اسمه «محمود» يقترح فيها «أن ينزل المصريون المسلمون فى مساء الخميس 6يناير ليحيطوا بأسوارالكنائس فى مصر كلها حيث تقام صلوات ليلة عيدالميلاد المجيد لتأمينها وحراستها بمن فيها من مصلين»

اكتشفت أن دموعي التي فاضت مع نحيبى هى دموع الشكرلله العظيم لأن هويتنا المصرية سوف تنتصر وتغلب كل الخناجر المسمومة.q

لماذا 25 ديسمبر أو 7 يناير

ll بداية لابد من التأكيد علي أن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في 25 ديسمبر، وكذلك في 7 يناير، هو نفس الاحتفال، بنفس يوم ميلاد السيد يسوع المسيح من كلية الطهر القديسة مريم العذراء.

وكذلك لابد من التأكيد علي أن السبب ليس من الدين في أي شيء، ولكن السبب الوحيد هو الاختلاف في التقويم المعمول به في حساب هذا اليوم، ولهذا الحساب قصة واقعية، وتاريخية شيقة؟

يوليوس قيصر

وعندما أراد يوليوس قيصر العمل بالتقويم الشمسى بدلاً من القمرى فى الدولة الرومانية، فلم يجد أمامه سوى التقويم المصرى.. فأحضر أحد الكهنة المصريين من علماء الفلك، ووضع له التقويم على أساس السنة 365 يوماً، وربع اليوم.

ومع الوقت بدأوا يلاحظون أن هذه الحسابات ليست دقيقة تماماً، بل إن هناك فروقاً صغيرة، لكنها مؤثرة أقل من ربع اليوم.

فقام البابا جورجياتى باستدعاء عالم آخر، فقام بحساب الفرق بدقة، فوضع النظام المعمول به حتى الآن.. ويقضى بإنقاص يوم من كل قرن (أى كل مائة عام).. فمثلاً عام 1900 من المفروض أنه يقبل القسمة على 204 وبالتالى فإن المفروض أنها سنة كبيسة، ولكنها حقيقة هى سنة بسيطة.

وعندما لاحظ القدماء هذا الأمر قاموا بوضع أساس جديد لحساب السنة الكبيسة، وهي أن تقبل القسمة على 400 (أربعمائة) وليس على 4 (أربعة) فقط، وقياساً على ذلك فإن عام 2000 مثلا، يقبل القسمة على 400 (أربعمائة) فهى سنة كبيسة، وذلك عند حساب بدايات القرون فقط.

ومع الوقت بدأت كثير من الشعوب الأخذ بهذا التقويم «الجورياجوفى».. حتى إننا قد طبقناه فى مصر فى عهد الخديوى إسماعيل.. ولكننا لم نطبقه فى التقويم القبطى، أو المصرى القديم.

تاريخان للعيد

ومما سبق فإن عيد الميلاد المجيد يختلف موعده فى الغرب فهو 25 ديسمبر، أما فى مصر فهو 7 يناير، وهذا ناتج عن قرق التقاويم 12 يوماً بحسب السنة الجورياجوفية، خاصة أن الأرثوذوكس يلتزمون بتاريخ الميلاد بالسنة القبطية وهو مايوافق 29 كيهك من كل سنة للشهداء.

ولذلك، فيعتبر اختلاف وقت الاحتفال بعيد الميلاد المجيد فقط بسبب اختلاف التقويم، وليس هو اختلافاً دينياً بأى حال من الأحوال.

أما الطريف فهو أن هذا الموعد يتغير أيضا كل قرن (أو كل مائة سنة) ففى القرن العشرين كان الاحتفال بعيد الميلاد المجيد هو 7 يناير، وبالطبع كان من المفترض أن يصبح العيد فى القرن الحالى (21) 6 يناير، لكن ظل 7 يناير، لأن سنة 2000 كانت كبيسة، فلم نطرح من القرن يوماً، أى أن المسألة لها حسابات دقيقة، لجأ لها الإنسان ليحسب الزمن.

تثبيت عيد 7 يناير

ومن الأحداث المفرحة جداً فى حياة بلادنا، أن جمع الرئيس محمد حسنى مبارك بين قلوب كل المصريين، وأصدر قراره التاريخى بأن يكون يوم 7 يناير عيداً، يمنح فيه كل المصريين اجازة رسمية، فوحد بين قلوب المسلمين والمسيحيين الشرقيين، يتشاركون فيه الاحتفال وتبادل التهانى والأمنيات الحلوة، كما يتشاركون فى كل الأعياد الإسلامية والمسيحية الشرقية على المحبة والسلام.

وبنفس هذه المناسبة السعيدة، بهذا القرار الحكيم، المحب، والرائع، قام قداسة البابا شنودة الثالث، بطرس الكرازة المرقسية، وبابا الاسكندرية بإعلان قراراً باباوياً بتثبيت يوم 7 يناير للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، على مر الأزمان والسنين، مهما تغيرت حسابات الأيام، أو الثوانى، من عام إلى عام.

فكل عام وكل المصريين، مسلمين ومسيحيين، فى محبة وخير، وتواصل، ورب الكل، الخالق العظيم قادر على أن يبعد عن شعوبنا كل شرور وأذى، وقادر على يهدى كل النفوس لجمال التسامح، بل لجمال المحبة والسلام.. نتوجه إليه ضارعين فى عيد ميلاد السيد يسوع المسيح، رمز السلام، فهو الكلمة الحق بحسب كلمات القرآن الكريم، والكتاب المقدس الكريم، كل عام ومصر كلها فى خير، وسلام، ورخاءo

 

 

المصدر: مجلة حواء -ليلي أمين

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,756,070

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز