الكل يرفض ويندد:لن ينالوا من وحدتنا الوطنية

كتبت:مــــنار السيد

أميرة إسماعيل

أسماء صقر

فى بيتنا أم مينا بتشرب مع أمى القهوة.. وجرجس دافع عن أخته فاطمة لما الشباب حاول يعاكسها.. وفى فرح ماريا جرينا على الكنيسة نفرح لها ونحضر إكليلها.. ولما غدرنا العدوان مقدرش يهزمنا .. لأقانا إيد واحدة بتدافع عن وطنها..

وأما اختلطت الدماء مسألناش فين دمك يا قبطى من دم أخوك المسلم.. ولما لاقينا الأشلاء معرفناش دى إيدك يا مسلم ولا إيد أخوك القبطي.. مقولناش عليهم غير إنهم دول أبطالنا اللى دفعوا حياتهم علشان يحموا وطنا.. وطنا اللى مهما حاولوا يشعلوا فيه النيران.. قادر نهر النيل يخمدها..

هى دى مصر .. التى تسمع فيها صوت الآذان مع صوت أجراس كنيسة العذراء.. مصر المحبة.. مصر السلام.. مصر الأمان.. و«مصر هتبقى بأولادها رغم أنف أعدائها».

يقولها اللواء سامح سيف اليزل الخبير والمحلل الأمنى ورئيس مركز الجمهورية للدراسات السياسية والأمنية.

أنه لابد علينا كشعب واحد «مســــلمين وأقباط» أن ندرك أن مصـــر مستهــدفة من بعض الدول والتنظيمات الخارجية، وهدفهم هو بث روح الفتنة وعدم الاستقرار داخل مصر.

الأمن الداخلي

ويضيف اللواء سامح أن هذه الجهات تعمل على بلبلة الأمن الداخلى وإحداث الفتنة باعتبار أن الشعب المصرى هو شعب مؤمن ومتدين بطبيعته سواء كانوا مسلمين أو أقباط لذلك فهم يستهدفون إحداث الفتنة من خلال الدين.

التضامن والتكاتف

وما حدث يعتبر تهديدا للشعب المصرى بأكمله وليس جزءاً منه ويجب أن نعى أن مصر حالياً تمر بتحديات صعبة لذلك فيجب التضامن والتكاتف معا، والوعى بعدم الإنسياق وراء الإشاعات أو الفتنة ورفع شعار «مصر فوق جميع الأولويات» .

دور حواء

ويؤكد اللواء سامح يجب على جميع قوى الشعب التضافر والتكاتف لحماية بلدهم، وعلى المرأة دور هام فى هذه المرحلة، فيجب على كل أم زرع روح المحبة والولاء لبلدنا الحبيب مصر، وأن تذكر أطفالها باستمرار قصة الشعب الواحد الذى أعلن اتحاد «الهلال مع الصليب»، وأننا نعيش معاً منذ قرون فى أمان وسلام نأكل من طعام واحد ونشرب من ماء نهر النيل ونعيش فى حى واحد وبيت واحد وعلى كل أم إحياء هذه الفكرة على فترات مستمرة كى يتشبع الطفل بداخله بحب مصر، وبحياتنا كشعب واحد يستطيع التصدى لكل التحديات حتى تكون، مصر قادرة على تخطى هذه الأزمة بسلام.

العذراء والمسيح

وتقول الدكتورة ماجى الحلوانى عميدة كلية الإعلام بجامعة 6 أكتوبر أن مصر دائماً وللأبد هى بلد الأمن والأمان منذ أن جاءت إليها العذراء والمسيح عليه السلام لاجئين إلى مصر هرباً من الاضطهاد الروماني.

المعالجة الإعلامية

أما المعالجة الإعلامية المطلوبة فى مثل هذه الأمور فلابد أن تؤخذ بكل هدوء وحذر، فالجميع متوتر خاصة الإخوة الأقباط لأنهم يترقبون القصاص، ونحن جميعاً معهم ولابد التأكيد على مفهوم الوحدة الوطنية والتآخى بين المسلم والقبطى فمثل هذه الأعمال الإجرامية تدل على الخسة والندالة لمن يثير الفتنة ويحاول تهديد الأمن القومى لمصر.

التنشئة الاجتماعية

وتؤكد الدكتورة إنشاد عز الدين أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية أن التنشئة الاجتماعية منذ الصغر لها دور كبير على ردود الأفعال للشباب أو الكبار فيما بعد والمتمثلة فى التربية الصحيحة والتعليم فى مراحله الأساسية.

الأمن القوي

وترى الدكتور إنشاد أن المشكلة الأكبر التى تواجهنا فى مثل هذه الأمور هى بطء اجراءات التقاضى مما يجعل الأمر سهل التكرار، وتوضح أن الأجواء كلها مشحونة بالغضب والثورة ولابد من سرعة الكشف عن الجناة، فقد يكون الجناة من الداخل والذى دفعهم لذلك هى المفاهيم والرسائل الخاطئة التى يثيرها البعض بقصد البلبلة وإثارة الفتن وزعزة الأمن القومى فى البلاد.

أسرة واحدة

وتقول الدكتورة هالة سمير الغاوى خبيرة اقتصاد أن الموقف صعب ولابد أن نتصرف فيه كأسرة واحدة؟

فمثلاً مبادرة صلاة 6 يناير فى الكنيسة ستحدث نوعاً من المشاركة والعزاء على الضحايا، فلابد من إدماج حقيقى كما كنا من قبل.

ويمكننا أيضاً اقتراح بعمل يوم للوحدة الوطنية داخل مدارس جمهورية مصر العربية، ويمكن إلغاء الديانة من بطاقة الرقم القومي، وكل أم تبدأ مع طفلها فى توعيته بأن القبطى هو أخوك تأكل وتشرب وتلعب معه، فالأساس فى النشء.

المواطن المصري

وتضيف الدكتورة هالة أننا كشعب مصرى مسلمين وأقباط لا يتم التمييز أو التفريق بيننا، فالعشوائيات لم تفرق بين مسلم ومسيحى ولا مشكلة الإسكان ولا قانون الضرائب والعقارات ولا البطالة ولا أى شيء فالمسلم والقبطى داخل مصر متساويان فى كافة النواحى والأمور، وإذا كان فيه إضطهاد أو استهداف فالمواطن هو المستهدف سواء كان قبطى أو مسلم.

وطن واحد

وترى چينفياف هلال مدرسة بإحدى المدارس الحكومية أن الارهاب يصيب المسلمين والمسيحيين، وإذا كنا قد تعرضنا لهذا الحادث الأليم فهذا يعنى أن الحادث وقع على المصريين ككل «مسلمين - أقباط» لأننا وحدة واحدة ونعيش فى وطن واحد، وفى وسط الأزمات كنا نجتمع تحت راية اتحاد الهلال مع الصليب، لذلك أحث دائماً تلاميذى أقباطاً ومسلمين على الوقوف يد واحدة للعدو الآثم.

أمان واستقرار

وتقول إيرينى عادل كلية الحقوق جامعة بنها تلقيت التعازى من زملائى المسلمين على ضحايا الحادث الأليم؟ وفعلاً يشعرون بالحزن والألم لما حدث، فجميعنا نحتفل بأعياد بداية العام الجديد والكريسماس، وإحساسهم بآلامى وأحزانى جعلنى حقاً أشعر بأننا يد واحدة نعيش فى وطن واحد يسوده الأمن والأمان والاستقرار .

الهلال مع الصليب

وتضيف ماريان حنا طبيبة أطفال بإحدى المستشفيات الحكومية قائلة : عندما يسود الحب والتسامح والرحمة داخل المجتمع لا يستطيع الإرهاب تحقيق هدفه فى إثارة الفتنة الطائفية وزملائى المسلمون فى العمل يعاملوننى معاملة حسنة وسوية فلا فرق بين قبطى ومسلم، ودائماً يحرصون على تهنئتى بعيد الميلاد المجيد قبل قدومه بأيام معدودة وأنا أيضاً أشاركهم التهنئة فى مناسباتهم الدينية مثل شهر رمضان وعيد الفطر والأضحى لذلك يجب علينا التصدى للإرهاب والفتنة الطائفية بأن نكون قوة واحدة، فالاتحاد قوة لذلك أؤيد الشعار الذى تم وضعه على الفيس بوك وهو «اتحاد الصليب مع الهلال». «أنا مصرى ضد الإرهاب».

الألم والحزن

أما مجدى عبدالعزيز محاسب فى إحدى شركات القطاع الخاص يقول : إننى شعرت بالألم والإنكسار والحزن على ضحايا الحادث الأليم، وأنا كمسلم ومصرى بادرت بالاتصال سريعاً مواسياً كل قبطى فى عملى وفى شارعى الذى أسكن فيه، بل حرصت على تقديم واجب العزاء لكل قبطى فى الشارع المصرى كى أبث لهم شعورى وشعورنا كمسلمين نشعر بآلامهم ونهزم أى محاولة لإثارة الفتنة الطائفية..

وطننا الحبيب

وتقول مى فؤاد كلية رياض أطفال تواصلت على الفيس بوك مع أصدقائى لعمل شعار اتحاد الصليب مع الهلال كى يعلم الجميع ويدرك بأننا شعب واحد أقباط ومسلمين نسعى لاستقرار وأمان وطننا الحبيب.

التبرع بالدم

ويضيف أحمد جمال صيدلى إننى حرصت على تقديم المساعدة لضحايا الحادث الأليم من خلال التبرع بالدم لصالحهم لأننى وجدتها وسيلة للتصدى لإثارة الفتنة الطائفية ونثبت للجميع بأننا دم واحد، وحزن الأقباط هو حزننا نحن أيضاً كمسلمين وأحاول تفهم مشاعر زملائى فى العمل وأحرص على التحدث معهم وأشاركهم رأيهم بأن ما حدث تقف وراءه أيد خفية تعمل على إثارة الفتنة الطائفية.

 

 

 

المصدر: مجلة حواء -منار السيد -أميرة اسماعيل -أسماء صقر

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,458,119

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز