حسين فهمى للثوار:مستقبل مصر أهم من دفاترنا القديمة

 

كتبت :منال عثمان

عقلانيته وترتيبه لأفكاره وثقافته المتعددة المناحي وصلابته الوطنية التي لم تخضع يوما للمزايدة أو الحب غير المشروع ففي شبابه عندما ترك الوطن تحت وطأة نكسة 67 .. وكان وقتها يدرس الإخراج بأمريكا .. ولا يستطيع لهذه الظروف العودة .. كان كأنه يقف علي حد السكين .. لا يرتاح أبدا والوطن الجميل يئن وعندما سالت دماؤه بالهزيمة .. انكسر الشاب الوسيم حسين فهمي وعاد ووضع أول خطوات النجومية ولم يتردد لحظة أن يقبل دور مشاهد معدودة في فيلم «الرصاصة لاتزال في جيبي» لأنه فقط سيؤدي دور ضابط يصرخ بوطنية عفية في رجاله يحثهم علي القتال وحين تضع الحرب أوزارها يأبي إلا أن يكتب كلمة الانتصار في 1973 بدمائه «الله أكبر» علي العلم .. إنه وطني حتي النخاع نجمنا الكبير حسين فهمي الذي يجلس أمامي وكأنني أراه لأول مرة .. به نفحة من الحماس ومن التفاؤل معتز بالتغييرات المرحلية التي يشهدها الوطن يقول

لم أفقد يوما إيمانى بهذا الوطن الرائع .. أعرف أن مصر قد تمرض لكن لا تموت .. تمرض حين يتكاثر حولها غبار أتربة الفساد ومحاولات الاستفادة القصوى من المناصب حين يتولاها عديمو الذمة والكرامة يعشقون المال والثروات أكثر من مصر !! لا أعرف كيف !! أنا لا أقول لا يتكسبون ولا يعيشون أبهه المركز يتكسبون ويفرحون لكن لا ينهبونها لا يسلبونها جمالها وخبراتها وثرواتها المصرى جدع ابن بلد شهم خدوم .. هذه الصفات سرقت منه غدرا كيف أطلب من جائع مشرد مريض بسبب المياه الملوثة ومسرطنات الفاكهة واللحوم أن يكون جدعا وشهما ؟ كيف يقف بجوارك وهو لا يستطيع أن يقف بجوار نفسه ولا أولاده؟

لم يكن أحد يعرف بأى معيار كانت تدار مصر .. لماذا سحقت الكفاءات وطارت إلى الخارج لتأخذ حظها وتنجح .. لأن المعيار الوحيد هناك الكفاءة .. فى سويسرا رئيس أكبر بنوكها من أصل مصرى .. فى كندا صاحب أكبر سلسلة مطاعم أسماك خاصة فى «تورنتو» مصرى .. ناهيك عن د. زويل ود. مجدى يعقوب و.. و .. فى أى مجال صدقنى علمى أو غير علمى .. هناك بصمات مصرية رائعة .

 واضح أن فى القلب الكثير يا أستاذ حسين ؟

- أنا من مواليد برج الحمل وهؤلاء يختنقون بسرعة .. قدر الحب والتلقائية والمشاعر المشتعلة لديهم بقدر الغضب والاحباط الذى يصيبهم أمام أى خطأ .. فما بالك بالأخطاء والخطايا التى كانت تملأ حياتنا قبل 25 يناير .. صدقينى أنا لا أكلمك من وراء غلاله أو ساتر أو كنت أسكن الأدوار العالية ولا أعرف كيف الناس تعانى .. صدقنى الراحة المادية ليست كل شىء ولابد أن تصدقونى فى هذا.. فى منزلى فى العين السخنة كنت أرى بعيونى الأسوار حول الأراضى المنهوبة التى أخذت هكذا بدون وجه حق .. كان هناك أماكن لسيارات جمارك السويس المركونة لأن أصحابها لا يستطيعون دفع جماركها فيستولون عليها .. كنت أرى حين يأتى أحدهما فتغلق البلده ويسير مزهوا كالطاووس فقد صدق نفسه .. أنا أصدق جدا أن الرئيس السابق حكمنا فقط عشرين سنة من الثلاثين لأن العشر سنوات الأخيرة .. كنا لعبة فى يد آخرين يحيطون به.

 كنت ضد التوريث ؟

- طبعا .. أنا ضد المبدأ نفسه فقد غضبوا منى فى سوريا لأنى قلت فى أحد البرامج .. لا ينفع أن نفصل قوانين ودساتير على كيفنا من أجل أن يأتى (بشار الأسد) رئيسا فقد جعلوا السن أصغر ليحصل (بشار) على الرئاسة أما هنا فيدوسون على رقاب الكل ليأخذ (جمال) الرئاسة والحمد لله قام الثوار بالثورة .

 تخشى على الثورة ؟

- نعم ومقالات (عادل حمودة وعبدالحليم قنديل) تخوفنى أكثر فأنا أثق فى كتاباتهما وهما يران أن الأمر لو استمر على هذا قد تفلت الثورة من أيادينا .. وعندما استمعت للرئيس السابق مبارك على قناة (العربية) مؤخرا بعد غياب طويل وأعلن أنه على استعداد لأية محاسبات مالية هو وزوجته وأولاده وأنه يأسف كثيرا لكل ما يكتب ويقال عنه .. ودهشت ولم أعد أعرف هل أصدقه أم أصدق من يقول عندهم المليارات و.. و .. أنا أعرف أننا كنا سنمر بهذه الفترة عدم التوازن لكن ليس بهذا الشكل .. حروب نفسيه وشائعات وأقاويل مغرضه .. وسلفيين وأخوان مسلمين ومظاهرات أقباط فى ماسبيرو إيه .. فى إيه !!

 علاقتك بمبارك كيف كانت ؟

- متوازنة .. لم تكن قوية ولا ضعيفة .. علاقة فنان برئيس دولته والحقيقة هو كان رجلا لطيفا كلمنى بعد أن توليت رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى وتقابلت معه أكثر من مرة .. مع مجموعات النجوم فى توشكى ومكتبة الإسكندرية وإحدى قمم شرم الشيخ .. وقد حدثنى تليفونيا معربا عن عزائه لى فى وفاة والدتى منذ سنوات .. وأيضا أخى الكبير حسن عندما رحل رحمه الله لكن مؤخرا لم يكن هناك أية علاقة .

 لكن علاقتك بالسادات كانت أقوى ؟

- يقول باقتضاب - هذا حقيقى .

 ما رأيك فيما فعلته السيدة رقية السادات حين رفعت دعوى لمعرفة حقيقة ضلوع مبارك فى قتل السادات؟

- لا .. لا أظن ، فقط أريد أن نكف عن البحث فى دفاترنا القديمة المستقبل أهم .. بلدنا أهم .. لازم نشتغل أكثر والسياحة تدور والإنتاج يزيد .. الدكتور عصام شرف والمشير طنطاوى لن يتحملا كثيرا .. وصدقونى الحمل والعبء ثقيل جدا .. أبنائى وأخواتى ثوار يناير .. واصلوا جهودكم لا تطلبوا فقط محاكمة فلان وعلان هيتحاكموا .. هيتحاكموا لكن لابد أن نعمل كثيرا  

 

المصدر: مجلة حواء- منال عثمان

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,861,817

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز