هل من مخرج؟
المرشدون فى البيت .. والسياحة تستغيث
كتبت :حنان هزاع
الحياة فى البيت لم تعد تطاق» بهذه الكلمات بادرتنى صديقتى الحميمة عندما ذهبت لزيارتها للاطمئنان عليها، لم تنتظر حتى ألتقط أنفاسى من المشوار الطويل حيث تقطن بالتجمع الخامس أضف إلى ذلك صعوبة المرور فى كل شوارع مصر - طلبت فنجاناً من القهوة لأستوعب ارتباكها وتوترها الشديدين، ومع أول رشفة بدأت هى فى نوبة من البكاء الحاد استعصى معه تذوق طعم أى شيء. صديقتى تعمل طبيبة وزوجها «مرشد سياحي»، منذ عام تقريبا وهو لم يبرح المنزل، الأزمات مستمرة والسياحة متوقفة، وهى من ينفق على البيت، الأولاد، المدارس، متطلبات الزوج وحتى مصروفه الشخصى الذى أصبح يمد يده ليحصل عليه يوميا فى مشهد يندى له الجبين تقول: -
«الحياة فى البيت لم تعد تطاق» بهذه الكلمات بادرتنى صديقتى الحميمة عندما ذهبت لزيارتها للاطمئنان عليها، لم تنتظر حتى ألتقط أنفاسى من المشوار الطويل حيث تقطن بالتجمع الخامس أضف إلى ذلك صعوبة المرور فى كل شوارع مصر - طلبت فنجاناً من القهوة لأستوعب ارتباكها وتوترها الشديدين، ومع أول رشفة بدأت هى فى نوبة من البكاء الحاد استعصى معه تذوق طعم أى شيء. صديقتى تعمل طبيبة وزوجها «مرشد سياحي»، منذ عام تقريبا وهو لم يبرح المنزل، الأزمات مستمرة والسياحة متوقفة، وهى من ينفق على البيت، الأولاد، المدارس، متطلبات الزوج وحتى مصروفه الشخصى الذى أصبح يمد يده ليحصل عليه يوميا فى مشهد يندى له الجبين تقول: -
كل هذه الأشياء لا تضيرنى بالعكس أفعل ذلك عن طيب خاطر ومن منطلق الواجب لأن زوجى كان كريما معى لأبعد الحدود عندما كان يعمل، ولكنه أصبح حساساً جداً لأقل شيء. اللفتة، الكلمة غير المقصودة الاهتمام بالأولاد تصوري. عندما يطلب ابنى كوباً من الشاى وأقدمه له، ولا أفعل مثله لزوجى أو أنسى اسأله إذا كان هو الآخر يريد كوبا من الشاى أم لا. ينظر لى فى ضيق ويقول:
«طبعا. لازم تهتمى بابنك» وكأنه ابنى لوحدي، أشياء صغيرة جداً تؤلمه، أشعر بإحساسه. فهو مطعون فى رجولته. لأننى أصبحت من وجهة نظره الرجل الذى ينفق على البيت وهو جالس فى انتظار عودتى من الخارج.. يا ناس حرام عليكم. كفاية تظاهرات واعتصامات أعطوا فرصة للبلد وللبشر كى يتنفسوا ويتحركوا ما يحدث خراب فعلى للبيوت، البلطجة والانفلات الأمنى ضربا البلد.
منزل للإيجار
مأساة صديقتى تهون أمام هذا النموذج الصارخ لزوجين يعملان بالسياحة، فجأة وجدا أنفسهما بلا دخل، الوقت طال وهما فى انتظار انفراج الأزمة دون جدوي. العام قرب على الانتهاء البداية كانت الإنفاق من المدخرات التى هى أصلا ليست بالكثيرة لأن السياحة كانت متوقفة قبل الثورة بأشهر ثم أثاث المنزل، ثم وهذا كان بالنسبة لهما الحل الوحيد والأخير تأجير مسكنهما بنظام «محدد المدة» والإقامة بأطفالهم الثلاثة عند «حماتها» فى حجرة لا يبرحاها إلا للذهاب إلى المدرسة أو الحمام لأن حالة الاكتئاب الذى يعيشانه جعلتهما لا يبرحا الحجرة مفضلين تحديد إقامتهما لحين إشعار آخر .. قلت لصديقتى من يرى مصيبة غيره، تهون عليه مصيبته!! رددت هناك مصائب أخرى أكثر بفضولى الصحفى طلبت منها الاسترسال فى الحديث ليعرف من يطالب بتغطية التماثيل بالشمع أنه مسئ لتاريخ وحضارة مصر أو تحويل السياحة للفتوى بمجمع البحوث للبت فى شرعيتها ووقف حال الناس «وقطع عيشهم» بالحال التى آلت إليه كثير من البيوت، خراب وهدم العلاقات الإنسانية والزوجية بين أطرافها نتيجة للأزمات المالية التى يعانون منها، ماذا سيقدمون لهؤلاء الأسر؟ وهل سيوفرون لهم وظائف أخري. وأى مهن غير السياحة يمكن أن يزاولوا؟.
ست بـ«100» راجل
وقبل أن تسترسل صديقتى فى سرد قصص زملاء وأصدقاء زوجها من العاملين فى مجال السياحة تذكرت جارة شقيقتي. التى تعمل بإحدى الشركات السياحية التى قامت بتصفية الموظفين بها تاركين هذه السيدة الفاضلة التى تعول أسرتها لأن زوجها كان يعمل بشركة للكمبيوتر وانتهى عقده ولم يجد عملاً آخر ولديها طفلين أحدهما «من ذوى الاحتياجات الخاصة» يتطلب علاجه التردد على طبيب أطفال، طبيب مخ وأعصاب وطبيبة علاج طبيعي. وبالطبع ستفضل الموت جوعا ولا تترك طفلها بدون علاج خاصة وإن حالته فى تقدم . مانفع هذه السيدة إلى جانب دخلها من عملها. عائد من إرث الأشقاء فضلوا التنازل عنه شهريا لشقيقهم من باب المساعدة. فماذا لو أنهت الشركة عقد عملها هى الأخرى خاصة وأنه لا توجد أفواج سياحية تحضر لمصر الآن!!
لا . لقطع الرزق
أعود لأزمات المرشدين السياحيين الذين وجدوا أنفسهم فجأة بلا عمل، بلا دخل ولا عمل بديل فالفنادق أيضاً فى حالة يرثى لها.. وها هو أحد شباب المرشدين السياحيين وليس «الإخوان» على وشك الإنفصال عن خطيبته لأن مدخراته وضعها فى الشقة وتجهيزها والآن لا يستطيع الوفاء ببعض الالتزامات التى قطعها على نفسه. مثلا: الموبيليا، شهر العسل، والفرح حتى لو كان بسيطا، ثم إنه غير قادر الآن على «فتح بيت» كما يقولون لأنه خطيبته لا تعمل، وهو أيضاً بلا عمل ولا بصيص أمل فى العمل قريبا وليست لديه مؤهلات للعمل بمهنة أخرى فهو خريج «سياحة وفنادق» هذا بخلاف أنه لا توجد فرص عمل من الأساس، وأسرته غير قادرة على إعطاء زوجته مصروفا هى الأخري. العلاقة أصبحت شائكة ليس فقط مع خطيبته بل مع كل المحيطين به. حالته تزداد سوءا مع تفاقم الأزمة وعدم وجود بارقة أمل فى حلها. فلا عمل، ولا زواج ولا مستقبل، هذا الحال يتشابه مع زميل له وإن كان حاله أصعب منه بكثير. لأنه متزوج ولديه طفلة بـ اKG2ب مطلوب منه مصاريف مدرسية ومصاريف شخصية للطفلة. والأصعب أنه يتيم الوالدين، والأشقاء كُل فى جهاده مع الحياة وبالتالى هو فى القارب يصارع الأمواج والحياة وحيداً.
دعوة لإنعاش السياحة
والمجلة ماثلة للطباعة أعلن المرشدون السياحيون عن تنظيم وقفة احتجاجية للتعبير عن غضبهم من استمرار وقف الحال الذى يعانون منه نتيجة لتعرض السياحة للتوقف بسبب الأحداث المتتالية، مطالبين بالحد من الاعتصامات والتظاهرات، وعودة الأمن للشارع المصرى حتى تعود السياحة لسابق عهدها.
محمد غريب نقيب المرشدين السياحيين.. عن رؤيته المستقبلية للسياحة فى مصر قال: لو اتفقنا على الاستقرار ودوران عجلة الإنتاج واستقرار الشارع فهذا سوف يكون أول خطوة جدية لانتعاش السياحة وعودتها.
أما د. حسام حامد وهو صاحب إحدى الشركات السياحية يقول: «عند مراسلة الشركات السياحية العالمية يصلنا الرد أننا مستعدون لإرسال مجموعات إلى مصر وكل محاول منا لبناء جدار الثقة بعمل الدعاية والمؤتمرات الخارجية نفاجأ بانهيار لكل الجهود.
ويؤكد معتز السيد المرشح لمنصب النقيب محاولة تدعيم عودة السياحة بكل الطرق فنحن مهتمون بمناشدة كل الناس فى العالم ومن أهم الخطوات التى حدثت وكان لها أثر إيجابى، الانتخابات فقد أعطت صورة حضارية مثالية عن المصريين وكل ما نريده أن نوصل رسالة إلى العالم «نحن فى انتظاركم».
وترى السيدة مايسة مصطفى مرشدة سياحية أن: قطاع السياحة تحديداً إذا كان بخير فسوف يعم هذا الخير على البلد ككل وننظر للكم الهائل من العاملين به بالإضافة إلى الدخل الذى يعود به على مصر البلاد فهو بمثابة أول مصدر للدخل مع قناة السويس وطبعا لايخفى على أحد الظروف الصعبة التى يحياها كل العاملين فى هذا القطاع وذلك نظراً لأن السياحة متوقفة منذ 25 يناير .
ساحة النقاش