تنافس مولات المهندسين ومدينة نصر

غلابة مول

كتبت :سمر عيد

دخلت «نيفين» شارع السد بالسيدة زينب مع صديقتها هالة، إنها المرة الأولي التي تدخل فيها سوقاً شعبية، حيث تعودت أن تشتري كل احتياجاتها من المولات الكبري بالمناطق الثرية كالمهندسين ومدينة نصر وغيرها، ولكن هالة أصرت علي اصطحابها إلي سوق السيدة زينب.

وجدت «نيفين» ملابس داخلية بأسعار مغرية وخامات ليست جيدة جداً، ولكنها معقولة، ونسيت أنها من حي مدينة نصر وبدأت في الشراء من سوق السيدة زينب، هذا هو حال أي إنسان يري سلعة رخيصة، ولكن هل هذا الرخص تقابله عيوب في الجودة؟! هذا ما حاولنا الإجابة عليه.

التقينا بـ «آلاء ماهر» عروس تجهز للزفاف والتى حدثتنا قائلة: أنا أجد فى الأسواق الشعبية ما أبحث عنه فأنا عروس وأجهز للزفاف، وأحتاج أشياء كثيرة فمثلاً أحتاج قمصان نوم، وقميص النوم يتراوح سعره من 100 إلى 200 جنيه وربما أعلى إذا اشتريته من مول وقيسى على ذلك، لكن هنا فى السوق الشعبية، أجد قميص النوم بـ 30 أو 40 جنيها كحد أقصى والملابس الداخلية القطعة بسبع جنيهات ونصف، والمفارش السرير المفرش بمائة وخمسين جنيها، وأحتاج البطاطين البطانية المستوردة بسبعين جنيها، يعنى أجد أشياءً فى المتناول وعلى قدر الميزانية أما لو فكرت فى الشراء من محال كبرى فإننى سوف أدفع أضعاف ما أدفعه هنا فى السوق الشعبية.

البضاعة درجات

ويرى جمال جابر صاحب أحد المحال أن البضاعة فى السوق الشعبية درجات ويقول: البضاعة أنواع فهناك تاجر يشترى بضاعته من مصانع «تحت السلم» فتبهت الألوان ويتقطع القماش ويكون فيها عيوب خطيرة، وهناك تاجر يشترى من مصانع معقولة وماركات معروفة، ولكنه لا يحقق مكسبا إلا 2 أو 3 جنيهات فى القطعة، وهنا لابد للمشترى أن يفرق بين سلعة وسلعة، ليست الأسواق الشعبية كلها سواء.

قادمة من دار السلام

وقد يترك البعض المنطقة التى يعيش فيها ويأتى إلى أقرب سوق شعبية له، تقول كوثر السيد - ربة منزل:

أنا قادمة من دار السلام وآتى إلى سوق السيدة زينب لشراء مستلزمات طفلى، فهنا أجد فانلة الأطفال بسبع جنيهات ونصف أما فى دار السلام فأجدها بـ 10 و12 جنيها ولو ذهبت إلى العتبة سوف أحصل على 3 فانلات بـ 10 جنيهات، ولكنى لا أذهب إلى العتبة للازدحام الكبير هناك، واستمرار المظاهرات فى وسط البلد.

كل يوم يسعر

وتقول منى إسماعيل صاحبة محل فى سوق السيدة: القطن كل يوم بسعر، لذا نجد يوما التيشيرت القطن بـ 10 جنيهات ويوماً آخر بسبع جنيهات ونصف وكنا نشتريه العام الماضى بثلاث جنيات ونصف، ولكن القطن أيضاً درجات وخامات ولا ينبغى أن ينخدع المشترى برخص السعر وهناك محال تضع أى «تيكيت» بأى اسم على السلعة وربما تكون غير صالحة للاستخدام.

الفارق ليس كبيراً

وبينما يجد أناس فارقاً كبيراً فى الأسعار بين المحال وبين الأسواق الشعبية، يرى البعض أن الفارق ليس كبيراً فى سلع كثيرة، وحدثنا أحمد محمود صاحب محل مفروشات بسوق السد : «الناس خايفة تشترى فى ظل الأوضاع القائمة والمظاهرات، وكل فين وفين لما تيجى عروسة تريد الجهاز، بالأمس أتى زبون يشترى فدمعت عيناه من الغازات المسيلة للدموع المنتشرة بالمكان، ثم ترك المحل وغادر، وأى صراخ بالشارع تجدين الناس تركض، إن أوضاع الأسواق الشعبية فى ظل المظاهرات ومع وجود البلطجية قد أصبحت سيئة للغاية، وخاصة بعدما أصبحت مصانع الغزل تزيد فى الأسعار أصبح الزبون يقبل على المنتج الصينى أكثر من المصري، والمصرى أفضل فى خامته ولكنه سىء جداً فى التفعيل، أما المستورد فخامته .. أقل من المصرى فى الجودة ولكن تقفيله جيد، وعلى أية حال نتمنى أن يسود الأمن فى مصر حتى يستطيع الناس النزول من منازلهم والشراء.

وقف حال

الأسواق الشعبية

وتعلق الدكتورة ليلى البيلى عضو الغرفة التجارية على وضع الأسواق الشعبية قائلة:

الأسواق الشعبية «وقف حالها» فى ظل المظاهرات والمليونيات التى تعقد فى ميدان التحرير، فلدينا سوق شعبية مثل العتبة أصبح الناس لا يذهبون إليها خوفاً من الضرب والغازات المسيلة للدموع، الأمر الذى دفع العديد من التجار إلى إغلاق محالهم هناك، والسوق الشعبية الآن غير آمنة نظراً لوجود البلطجية الذين ينهبون أى شيء وأى إنسان أمامهم، ناهيك عن الغش التجارى فى الأسواق الشعبية، حيث نجد بعض التجار يشترون من المصانع الرديئة «تحت بير السلم»، فلا رقابة على الجودة ولا مراقبة من الصحة على الألوان المستخدمة فى الدباغة ومع الأسف يقبل الناس على شراء مثل هذه السلع نظراً لأنها رخيصة الثمن، ولكن أحذر الناس إن مثل هذه الملبوسات قد تسبب لهم أمراضاً جلدية وغيرها، وعلى المستهلك أن يفحص البضاعة جيداً لأنه قد يكون بها عيوب أو مقطوعة، ومع كل التحذيرات التى يطلقها جهاز حماية المستهلك وجمعيات حماية المستهلك لتوعية الناس من شراء السلع من الأسواق الشعبية، إلا أن مثل هذه الأسواق تجد إقبالاً لأنه لدينا 55% من الشعب المصرى تحت خط الفقر، ولا تملك المال لشراء السلع الجيدة الموجودة بالمحال والمولات.

المصدر: مجلة حواء -سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1277 مشاهدة
نشرت فى 15 ديسمبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

20,051,968

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز