الرجال يصرخون

حبنا أفعال لا أقـــــوال

كتبت : نجلاء ابو زيد

«دائما أنا متهم، مهما فعلت لايعجبها ، مهما أحضرت لايرضيها ، دائما تطالبني أن أشاهد المسلسلات التركي لأعرف ماهو الحب، لكنني ببساطة أحبها بالمصري لا بالتركي والحب عندنا أفعال لا أقوال».. كانت هذه واحدة من آلاف الحكايات التي يعيشها المتزوجون الذين يرون الحب بشكل لايتفق مع ما تراه زوجاتهم ، وحول طريقة حب الرجال بعد الزواج والأخطاء التي يقعون فيها وكيف يكون أرضاء الزوجات كان هذا التحقيق ll

البداية كانت مع الرجال حيث تحدث وليد سالم مدرس قائلاً:

أحب زوجتى وبيتى وأحرص على التواجد معهم عندما لايكون عندى عمل، لكن هذا لايرضى زوجتى التى ترانى تغيرت وأن حبى قلّ بعد أن تزوجتها، وأننى نسيت قصة حبنا التى تحاكى عنها الجيران قبل الزواج، وفى الواقع لم أنس أى شىء لكنى أرى أن المشاعر تهدأ وتستقر بعد الزواج ثم إن كثرة تكرار كلمة أحبك تفقدها معناها، لكنها لاتستوعب ذلك وفى كل أزمة تصرخ أننى لم أعد أحبها وبصراحة زهقت !!

أستاذ أشرف عبدالعزيز موظف قال : الرجل عندما يهتم بأسرته ويحضر طلبات زوجته وأبنائها ويحاول توفير مستوى معيشى لائق لهم كل هذا دليل حب بالنسبة للرجل وتعتبر أفعاله خير دليل لأن هناك من يضربون زوجاتهم ويهينونهم ويبخلون عليهم ويجب على المرأة أن تكبر عقلها وتفهم أن ماتسمعه فى الأغانى أو تشاهده فى المسلسلات التركى ليس هو الحب الحقيقى لكنه حب مراهقين !!

يتفق معه أشرف كمال موظف قائلاً :

- الحب قبل الزواج تغلب عليه المشاعر والشوق لابتعاد كل طرف عن الأخر لكن بعد الزواج تختلف الأمور على أساس أن الأثنين أصبحا فى بيت واحد وكل شخص أصبح على طبيعته وعندما يشعر الرجل أن زوجته نعمة من الله وأنه يفعل كل مافى وسعه لإسعادها ويتوقع منها أن تقدر ما يقوم به لكن للأسف كثير من الزوجات لايرضيهن شىء وتعتبر أى فعل يقدم عليه زوجها عادى مثل باقى الرجال وتؤنبه فى كل مناسبة لأنه لم يقل أحبك أو يشتر لها ورداً وبصراحة الورد بعد الزواج ليس له أى معنى والأفضل شراء أشياء مفيدة للبيت والأولاد.

أما هانى سيد - موظف - فيرى أن المسألة نسبية وتختلف من رجل لآخر حسب طبيعته فهناك من يحب ويجيد التعبير عن مشاعره وهناك من يعتقد أن رعايته لزوجته عندما تمرض أو مساعدته لها فى أعمال البيت والاهتمام بكل شئونها يكفى لكى تشعر بالسعادة والرضا، لكن المشكلة أن الدراما التركية أصبحت تقدم للنساء نموذجاً غير واقعى للحب بين الأزواج وللأسف النساء يصدقن ويفتعلن المشاكل ويخربن البيوت من أجل كلمات بينما كل أفعال الرجل تؤكد حبه إذا ركزت فيها.

وإذا كانت هذه تصريحات الرجال وانتقاداتهم للنساء فما رأى النساء؟

تقول رانيا سعد - ربة بيت - أعرف جيداً طباع زوجى ومتأكدة أنه يحبنى لكنه ثقيل لايعبر ولا يقول، لكن أثناء ولادتى لأبنتى الأولى بكى إلى جوارى وظل يبكى حتى إطمأن على خروجى سالمة من غرفة الولادة لذا لا أقف عند مسألة عدم تعبيره عن حبه، ويكفى أن بيتى لاينقصه شىء وأنه يعمل فترتين ليريحنى ولا أعمل، وأعتقد أن سماع كلمات الحب جميل، لكن يجب على الست أن تفهم زوجها حتى لاتخرب حياتها بيدها .

ترفض رأيها ولاء محمد قائلة: زوجى إنسان طيب ويلبى كل طلباتى لكنه غير رومانسى تماماً وأدى ذلك إلى الملل فى حياتنا وأحاول كثيراً إشعال أحاسيسه بأن أرسل له رسالة حب وأطالبه أن يدللنى لكنه دائما يؤكد أنه لايعرف ويسخر من رغبتى فى استعادة أيام الخطوبة بعد مرور 15 سنة على زواجنا ولايدرك أننى أحاول أن أحمى حياتنا بصراحة أنا زهقت من البيت!!

نشوى فاروق - موظفة - تقول: الست دائما تتمنى سماع كلمات حلوة مثل (تسلم إيدك ، ربنا يخليك، شكراً على تعبك) لكن الرجل لايقول هذه الكلمات ويكتفى بأن يقوم بدوره فى تلبية احتياجات البيت الاقتصادية ويعتبر أن رعايته لأسرته دليلاً كافىاً على الحب وفعلاً هذا يؤكد حبه، لكن قليل من الرومانسية ينعش الزوجة ويجعلها تجدد من نفسها، لكن الرجل المصرى اتعود أن كلمات الحب بتاعة مراهقين أو من يرسمون على زواج أما المتزوجون فلا يعرفونها.

وإذا كان كل طرف يلوم الأخر فللمتخصصين رأيهم فى الحب بعد الزواج وأسلوب التعبير عنه .

عن ذلك تحدثت د. زينب شاهين - خبيرة قضايا المرأة والأسرة - قائلة : الحب وإظهار المشاعر والعواطف يختلف بين الرجل والمرأة حيث يفتر بعد الزواج عند الرجل بينما يظل مشتعلاً عند المرأة وهذا التباين فى التعبير عن المشاعر بالكلمات بين الرجل والمرأة له أرهاصات منذ الطفولة، حيث تتم تربية الولد بطريقة مختلفة عن البنت، فهى يطلب منها أن تكون ناعمة وودودة وحنونة، والولد يطلب منه أن يكون شجاعاً، عقلانى ويطالبونه ألا يبكى لأن الرجال لايبكون لكن البنت بكاؤها عادى وطبيعى لأنها أنثى، هذا الأسلوب المتباين له انعكاسات على السلوك فى علاقة الحب المرأة تطلب إظهار المشاعر لأنها تدربت على ذلك بينما الرجل يحجم عن أظهار مشاعره لأنه يراها خاصة بعد الزواج مظهر من مظاهر الضعف، ودائما يقول أيام الخطوبة شىء والزواج شىء تانى وهذا يغضب المرأة لكنها تعتاده لأنه السائد فى المجتمع، وإذا أردنا أن ننهى المشكلة يجب أن تكون هناك دعوة للطرفين للتعبير وإظهار المشاعر، لأن هذا شىء إيجابى يزيد تماسك الأسرة وأن نعلم أولادنا أن التعبير عن المشاعر ليس ضعفاً وأن الزوجات يستحققن أن نعبر عن مشاعرنا تجاههن وعلى المجتمع ككل أن ينشىء الأولاد والبنات بنفس الأسلوب، ليكون هناك لغة مشتركة فى الحوار والمطالب والتوقعات، كل طرف من الأخر.

يتفق معها ويؤكـد مـا قالـت د. عادل المدنى - أستاذ الطب النفسى - حيث يقول: حب الرجال بعد الزواج يأخذ شكلاً مختلفاً تماما عما كانوا يقومون به خلال أيام الارتباط الأولى أو أثناء الخطوبة، حيث يرى الرجل أن لكل مرحلة أسلوباً للتعبير عن الأحاسيس خلالها، ففى المراهقة والخطوبة تكون كلمات الحب والورد والأغنيات الرومانسية هى رسول الغرام الذى يعتمد عليه فى جذب إنتباه الطرف الأخر، لكن بعد الزواج يكون أميل للواقعية من الرومانسية. ويرى أن الحب سلوك وأداء رجولى داخل البيت دون أن يتوقف عند الناحية الرومانسية بل يتهم المرأة بالفراغ والثبات المرحلى إذا أخذت تلح عليه بإظهار عواطفه أو أحاسيسه، وهنا تحدث الصدمة النفسية للكثير من المتزوجات حيث يتعايشن مع الواقع ولايتيح لهن المجتمع فرصة التعبير عن أن افتقاد الرومانسية مشكلة لكن يعشن حياة أخرى مع الأغنيات الرومانسية والمسلسلات التركى، وهنا تكمن الخطورة حيث تعيش المرأة فى عالمين واقعى دون إرادتها، رومانسى فى خيالها وهذا يحدث أزمات نفسية شديدة عند من لاتستطيع التكيف !!

المصدر: مجلة حواء - نجلاء ابوزيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1048 مشاهدة
نشرت فى 9 فبراير 2012 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,835,836

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز