سرى للغاية

كتبت :مروة لطفي

أكتب لك بعد أن ضاقت بى الدنيا ولا أجد من أبوح له بمشاكلى بعد أن خذلنى الإنسان الوحيد الذى كنت أعتبره صندوق أسرارى.

فمنذ أن تفتحت عينى على الدنيا والمناقشات بين والداى لا تكف ليل نهار والتى تصل لحد الإهانات المتبادلة بينهما.. الأمر الذى أثر سلباً على نفسيتى، لذا انعزلت عن العالم الخارجى طوال مراحل دراستى المختلفة حتى لا تأتى إحدى زميلاتى للمنزل وتشاهد فضائح والداى اللانهائية..

هكذا .. أمضيت طفولتى وشبابى حتى تخرجت فى الجامعة والتحقت بالعمل فى إحدى الشركات .. وهناك التقيت به .. ونظرة فكلمة .. فابتسامة عرف قلبى الحب لأول مرة .. وقد بادلنى نفس المشاعر، لذا وجدت نفسى أبوح له بسر معاناتى كما صارحته بأدق التفاصيل العائلية وما بها من جراح وآلام .. وازدادت ثقتى به حين تقدم لخطبتى رغم كل ما عرفه من مشاكل أسرية .. وبعد عام تزوجنا..

فاعتقدت أن الحياة قررت أخيراً الابتسام فى وجهى بعد ما وجدت الحبيب والصديق الذى يداوى جراحى، لكن يبدو أننى كنت واهمة .. فبعد الزواج تغيرت معاملته وأصبح يجرحنى بأفظع الألفاظ عند الاختلاف على أبسط الأشياء وإذا رفضت أسلوبه يعيَّرنى بالخلافات الأسرية التى بحت له بها من قبل مؤكداً أن ألفاظه أفضل كثيراً من تلك التى يستخدمها والدى مع والدتى .. فهل أخطأت حين كشفت له عن أسرارى؟! .. وماذا أفعل كى يكف عن هذا الأسلوب؟

ع.أ «الاسكندرية»

> حزنك لوضع عائلى ترفضينه شئ طبيعى لكن الاستسلام للمشاعر السلبية الناجمة عنه هو الخطر الحقيقى الذى وقعت فيه .. فقد انغلقت على نفسك على مدار سنوات طويلة خوفاً من اطلاع أحد على ظروفك مكتفية بالتركيز على السلبيات دون البحث عن أى إيجابيات تخفف من حدة معاناتك حتى ينبض قلبك بالحب .. فانتشعت رغبة الفضفضة الإنسانية داخلك وانفجر بركان الغضب المدفون لتبوحين بأدق أسرارك العائلية والتى كان لايجب أن يطلع عليها أحد خاصة إذا كان شريك العمر، فعادة ما يبحث الرجل فى شكل تعاملات أفراد أسرة شريكة عمره فإذا كان الاحترام هو السائد فى علاقتهم انعكس ذلك على تعاملاته معها فيما بعد .. ولأنك ببساطة شديدة أزحت ستار الاحترام فكانت النتيجة هذا الأسلوب الجارح فى المعاملة .. لذا عليك مواجهته بضرورة الكف عن ذلك الأسلوب حتى لا يخسرك للأبد، مع التلويح له من بعيد أن فى حياة كل منا أسرار وتفاصيل قد يرفضها وبإمكانك أنت الأخرى استغلال أسراره لمضايقته لكن حبك له يمنع ذلك..

وليكن ما حدث درساً لك كى تتوقفى فوراً عن سرد أى تفاصيل تخص أسرتك ومشاكلها فهذا الأمر شخصى للغاية ولا يجوز لأحد سواء كان زوجك أم غيره الاطلاع عليه .. وأدعو القراء لكتابة تعليقاتهم على هذه المشكلة عبر موقع المجلة الإلكترونى التالى

بذور السعادة

أيام تمر .. وأخرى تأتى..

سنوات ترحل ومعها يمضى العمر .. وحياتى محلك سر .. لا شىء يفرح قلبى .. ولا أمل يدق على أبواب عمرى الذى أضعته فى نيل رضاك .. مسافات طويلة قطعتها .. وخطط لا نهائية وضعتها من أجل الفوز بلقب اسمك متحدية كل الدلائل والبراهين التى تؤكد على الاختلافات الشاسعة بيننا، وبالفعل تحقق المراد وتزوجنا، فهل وجدت سعادتى معك؟!

لقد غابت الضحكة عن حياتنا بفعل تلك الاختلافات التى تناسيتها بإرادتى أو رغماً عنى، معتقدة أن الحب يصنع المعجزات .. ولأننى أكره الفشل وأخشى عواقب النهايات .. فلا يبقى لى سوى البكاء على الورق محذرة النساء من الانسياق وراء حب غير متكافئ .. فزمن المعجزات ولى وانتهى .. وبذور السعادة لا يمكن أن تثمر على أرض قلب بور..

 

المصدر: مجلة حواء -مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 649 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,704,596

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز