الناخبون حائرون

الرئيس من يكون ؟!

كتبت : ماجدة محمود

الناخبون حائرون، يتهامسون، يتساءلون، رئيسنا القادم من يكون؟ مع الاعتذار لكلمات الأغنية، هذه هي الحالة المصرية الحادثة الآن بعد الانتخابات الرئاسية، الجميع في حيرة، فى صدمة، فى تخبط، غير راضين عن النتيجة التى خرج بها الصندوق وكأن شعبا آخر غيرهم هو من خرج للإدلاء بصوته ، هكذا نحن معشر المصريين غير خاضعين لأي مقاييس. مدهشين لمن حولنا، دائماً ما نفاجئ الآخرين، ولهذا خالفنا كل التوقعات، فجاءت نتيجة الانتخابات مخيبة لآمال وأهواء كثيرين، فعلنا هذا ثم أصبنا بالإحباط والاكتئاب لأننا أبدا لم نكن نريد هذا الاختيار الذي خرج به الصندوق، الذي ذهبنا بأنفسنا إليه، واخترنا ما اخترناه، هذه الحالة العجيبة التى يعيشها البيت المصري الآن، من حراك سياسي وديمقراطي محمود تشهده الأسرة بكل أفرادها كبيرا وصغيرا، حراك يحسب لها ، كل فرد له اختياره، الى الحد الذي وصل الأمر فيه إلى أن الأب يختار مرشحا، والأم آخر، والأبناء قد يتفقون فيما بينهم على اختيار واحد أو أكثر، هذه الحالة الفريدة لم نكن نتخيل أن نعيشها ولا فى الأحلام، وهذه الحالة نفسها هي التي ستجعلنا نفكر بحكمة، وترو، ودقة، لنخرج بمصر من أزمتها ، ونضعها بحق على أول طريق للديمقراطية، إلا أنها ديمقراطية منقوصة لأنها جعلت ابنا يخفى بطاقة الرقم القومي الخاص بوالده حتى لا يختار الأب مرشحا غير راغب الابن عنه، هذا الموقف تناولته صفحات "الفيس بوك " في إشارة واضحة إلى أننا ما زلنا فى البداية وبحاجة إلى مزيد من الديمقراطية، ولهذا مازال أمامنا وقت كبير حتى نصل إلى مرحلة النضج السياسي، والدليل السؤال الحائر الآن بين كل الطبقات بكل توجهاتها الفكرية والاجتماعية من نختار رئيساً؟ الحيرة والتخبط هما السمة والعنوان الرئيسي لهذا السؤال، فهناك من سيتجه لاختيار غير راغب فيه، ولا راض عنه، ويعلم في قرارة نفسه انه يذهب باختياره هذا إلى عصور ولت ومضت، لكنه يقول : إنه أفضل السوء، وهناك من سيختار من أطلق عليه الفلول، وهو اللقب الذي وصف به كثيرون ممن احتسبوا على النظام السابق، حتى أصبحنا الآن نصف به بعضنا البعض، أما الحالة الثالثة فتتمثل في الامتناع عن التصويت والاكتفاء بالجلوس فى مقاعد المشاهدين حزنا على ما حدث، الانقسام الحادث الآن فى الشارع المصري سيجعل القادم هو الأصعب، إلا أننا دائماً ما نعول على فطنة وذكاء وقدرة الشعب المصري على حسن التصرف والاختيار والحسم فى الأوقات المناسبة، وهو ما يبهر الآخرين دائماً ، وفى النهاية لا نستطيع إلا أن نردد المقولة الدارجة " اللهم ولى من يصلح " فمصر تستحق كل الخير والصلاح، ويكفينا ما عشناه من حراك سياسي، فكرى واجتماعي كنا وبحق في أمس الحاجة له

المصدر: مجلة حواء- ماجدة محمود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 426 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,835,158

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز