كتبت :منال عثمان 

 اقتربنا من العام الأربعين ومازلنا نحلم بفيلم يروى بشكل حقيقى هذا الانتصار العظيم الذى حققناه فى حرب أكتوبر المجيدة عام "1973"..مازال فى القلوب غصة جيل وراء جيل لأن الحدث العظيم هذا سُرد فقط فى أفلام ثمانية أو أقل ولم يكن هذا الحدث هو متن العمل أو حادثه الأعظم بل كانت معظمها أفلاما اجتماعية مابين عام "74 و78" فى حين لو شخصت بنظرك إلى السينما الأمريكية أو الألمانية أو حتى الشيكوسلوفاكية ستجد روائع من زبد الأفلام وأجملها وأوقعها رصدت الحرب العالمية الأولى والثانية وحروب هتلر وروميل "أسد الصحراء" وغيرها من الأفلام العظيمة 

وهناك العديد مثل هذه الأفلام لا يتسع المجال لذكرها... أما نحن فأعتقد أن المنتج الراحل "رمسيس نجيب" كان يحاول تخليد الحدث الرائع فى حياتنا وكأنه كان يعرف أن الأيام ستمر ولن نستطيع تخليده، فقدم"نجلاء فتحى"فى فيلمين أمام "محمود ياسين"هما(بدور،والوفاء العظيم)،و"نجوى إبراهيم" قدمت فيلمين (الرصاصة لاتزال فى جيبى،وحتى آخر العمر)وهناك أفلام أخرى لعل أهمها (العمر لحظة)بطولة وإنتاج "ماجدة"عن قصة لـ"يوسف السباعى" وأيضا أول أفلام المخرج "على عبد الخالق" (أغنية على الممر)،وفيلم "محمد راضى" (أبناء الصمت)..كلها أفلام تركيبتها الأساسية اجتماعية،والحدث الأكتوبرى الهائل - إن جاز التعبير- خط قاطع فى الأحداث..ما يؤكده فقط المشاهد الشهيرة للعبور واقتحام خط بارليف عن طريق خلخلته بخراطيم المياه،وبعد الانتصار يعود البطل للبطلة وينتهى الأمر كشأن معظم الأفلام وقتها نهاية سعيدة ،وإن لزم القول الآن عن فيلم المخرجة المبدعة "إنعام محمد على" (الطريق إلى إيلات ) لكنه كان رصدا فقط لهذه الواقعة واقتحام المدمرة الإسرائيلية إيلات،وأيضا فيلم المخرج "على عبد الخالق"( يوم الكرامة )..لكن لم نصنع أبدا فيلما يمجد الحرب ذاتها بأمانة .. يقول للأجيال كيف اهتدت العقول لتدابير هذه الحرب المهمة،كيف خطط لها ومتى اتخذ القرار، ولماذا كانت لحظة البدء يوم 6أكتوبر العاشر من رمضان والساعة الثانية ظهرا بالذات،وطريقة الهجوم وشكل المعدات؟ كل هذا كان لابد من ذكره وتخليده بشكل روائى عميق من خلال دراما محبوكة وصناع فى غاية المهارة والوطنية لتكون الحيادية طابعهم وهم يسردون فيلما له هذه الخصوصية،وقد حدث فى حقب فائتة أن اقترب الحلم من التحقيق لكن العراقيل وضعت فى وجه المشروع وانتهت به فى الأدراج.

من المسئول

كل مرحلة سواء فى الثمانينيات أو التسعينيات أو حتى فى الألفية الجديدة كانت لها خفافيشها التى تعرقل المشروع تماما،فمثلا الكاتب الكبير الراحل "أسامة أنور عكاشة" كان هذا الحلم يسكنه تماما ووطنية أسامة كبيرة كما نعرف .

وشحذ الرجل همته وفعل كل مابوسعه وسجل وقتها لأكثر من عشرين أو ثلاثين ظابطا رتبة اشتركوا فى حرب أكتوبر وكانت خطواته إلى وزارة الدفاع التى يقولون أمدته بالعديد من المعلومات وشرع "أسامة" فى التنفيذ أكثر من مرة فى الثمانينيات والتسعينيات لكن الأيدى كانت تمتد دائما لتعرقل الخطوة العملاقة مرة خوفا من ناصرية "أسامة" المعروفة لأن الأحداث كانت ستبدأ بعد 67 وقد تغلب عليه ناصريته فلا يعطى للرئيس السادات حقه! ويقول ويصرخ أنه لن يزور التاريخ ،ومرة أن الفيلم مكلف جدا ويحتاج لبعض الوقت ليدبرون تكاليفه لأنه لايمكن لمنتج واحد أن ينتج فيلما بضخامته لذا ستنتجه الدولة وقيل وقتها الميزانية ستتحملها وزارتى الثقافة والدفاع معا وانتظر"أسامة"كثيرا حتى مات ولم يرد عليه أحد بشأن هذا الفيلم .

وفى حقبة أخرى تحمس شباب لتقديم العمل ومنهم شاب اسمه "محمد خضر" وضاع الحلم مع ادراج الرياح أمام العقبات وعدم إعطاء تصريحات والإغلاق التام على المعلومات..

لا أحد يعرف لماذا كان هذا التعنت والعمل بقوة على إجهاض مشروع مثل هذا يخلد أروع حدث فى حياة المصريين ،وقد رضينا أن تنحصر فقط هذه الحرب العظيمة فى الضربة الجوية الأولى وقد شاع الخبر فى السنوات الأخيرة من حكم "مبارك" المهم أن يخلد الحدث بعمل قوى وعظيم ..لكن حتى هذا واجهته المصاعب أليس فى الإمكان بعد تغيرالأوضاع الآن أن تجتمع أكثر من جهة سواء وزارات أو هيئات وقد يشارك أفراد ونقدم للعالم حدثنا الأعظم "انتصار أكتوبر" فى فيلم قوى .... أتمنى أن يحدث هذا قريبا{

الفن لحظة ممثلة أضحت فى سنوات قليلة نجمة جيلها لأنها فعلا موهوبة ومتميزة، وهذا - لو تعلمون فى فترة بداية التسعينيات - كان مهما عندما كان مازال البيت الفنى مرتبا وأنيقا ولا يعطى جواز المرور إلى مملكته إلا لأصحاب المواهب الحقيقية، وغدت الصغيرة وكأنها تصارع الزمن ..كل شىء تفعله دائما قبل موعده بسنوات ..السرعة هى الطابع الأهم فى شخصيتها فى كل شىء .. حتى غدت الصغيرة وهى فى منتصف العشرينات زوجة وأم لطفلين ونجمة ساطعة، وفجاة قررت أن ترتدى الحجاب ورغم دهشة البعض وقتها إلا أن الجمهور استساغ من صغيرته هذا الاتجاه الدينى الجميل وفرح لها بعد أن خرجت عليه فى أحد البرامج الشهيرة وقالت لمقدمه إنها كانت تعيش صراعا بين نجوميتها والحجاب وأخيرا استقرت وقدمت العديد من المسلسلات بحجابها، وبشكل غامض أعلنت زواجها وإنجابها لثالث أطفالها وأيضا طلاقها، والبعض لم يعلم أنها طلقت من والد أولادها الذى قالت عنه أنه كان يرفض حجابها..هكذا كل شىء بسرعة ..فمؤخرا بعد مسلسل رمضانى جيد عالج قضية شائكة خرجت النجمة بخبر اعتزالها فى برنامج تليفزيونى يقدمه مذيع لبنانى وأعلنت أنها كانت تعيش صراعا آخرا بين التزامها وحجابها وبعض متطلبات التمثيل التى لم تستطع أداءها فخرج أداؤها ناقصا.. لذا هى اختارت الاعتزال، وتقبل الجمهور قرارها وتمنى لها حياة سعيدة لتكشف لنا الأيام عن سر هذا الاعتزال أنه زواجا مشروطا بالاعتزال تم بين النجمة وشقيق رجل أعمال يعد من كبار القوم فى النخبة أو الصفوة الآن ..بالطبع لاننكره عليها فهذا شرع الله لكن لاتأتى وتقول لنا صراعا وأنها لديها هاجس يحرمها من متعة الاستمتاع بالنجاح لأن الفن قد يكون حراما .. لا يانجمة.. افعلى ماشئت فهذا شأنك وطابعك السريع الذى تتحملى وحدك نتائجه ..

ولا لكى ترضى وجع البعاد تحرمى بهجة الروح !!!

لست فى حاجة لذكر اسمها .. تعرفونه طبعا 

 

 

المصدر: مجلة حواء- منــــال عثمان

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,692,880

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز