تجولنا فى الأسواق..

احوال الصاغة «لا تسر عدو ولا حبيب»

كتبت :سمر عيد

تشهد الساحة المصرية تغييرات في أسعار سلع كثيرة ،ففي الوقت الذي يشهد فيه المجتمع ارتفاعا كبيرا في أسعار الخضراوات واللحوم والسلع الأساسية ،فإن شريحة كبيرة من المجتمع تعاني من ارتفاع أسعار الذهب،وعندما يرتفع سعر الذهب لا يعاني من ذلك الشباب المقبل على الزواج فحسب،بل يعاني من أصحاب محلات الذهب أيضا،الذين أصبحت سلعتهم تشهد ركودا غير مسبوق ،حواء ذهبت إلى الصاغة كي ترصد الوضع الذي يعاني منه الجميع بعد ارتفاع أسعار الذهب

التقينا بحليم الباشا صاحب أحد محلات الذهب والذي حدثنا قائلا:لقد ارتفعت أسعار الذهب عالميا وهذا بدوره رفع سعر الذهب في مصر حيث وصل الجرام من الذهب عيار 18 إلى240 جنيها،وعيار ال21(300) جنيه ،وهذا أدى بدوره إلى ركود كبير في بيع الذهب وجعل من الصعوبة لدى محلات ذهب كثيرة توفير الإيجار ومصاريف العمال.

وواصل حديثه قائلا: نحن نجلس في المحل من أول النهار لا نبيع ولا نشتري وأغلبية الزبائن أصبحوا يأتون إلى الصاغة للفرجة فقط ، وقد يأتي إلى المحل تقريبا عشرة زبائن في اليوم ولكن مع الأسف لا يشترون بسعر يغطي تكلفة فاتورة كهرباء اليوم،لأن الناس قد أصبحت حريصة جدا على المال في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

ويضيف الباشا :لا يشتري الذهب إلا المضطر مثل الشباب الذين يشترون الشبكة فتتكلف الشبكة العادية من 20إلى 25ألف جنيه وهذا المبلغ من الممكن أن يشتري 50جراما فقط، وأصًبحت أغلبية الشبكات الآن عبارة عن إسورة وخاتم وتعليقة وسلسة ،أما من يريد الحصول على شبكة محترمة طقم ذهب مثلا فعليه أن يدفع 50ألف جنيه،وهذا أدى إلى عزوف كثير من الفتيات عن الشبكة التقليدية وأصبحن يكتفين بالدبلة و(التوينز) وتعليقة خفيفة ، الأمر الذي يتطلب 10آلاف جنيه على الأقل.

هدية للحفيدة

وفي الصاغة التقينا بسيدة محمد التي حدثتنا قائلة: لقد أتيت اليوم إلى الصاغة لشراء هدية رمزية لحفيدتي الصغيرة مجرد حلق وفوجئت أن الجرام ب255جنيها وكنت أتمنى أن أشتري لها شيئا آخر لكن سعر الذهب نار ولا أعلم الذين يشترون الشبكة كيف يستطيعون شراءها الآن في ظل هذا الارتفاع غير المسبوق للذهب وسوق الصاغة كما ترين لا بيع ولا شراء لأن الذي في يده جرام ذهب يحافظ عليه الآن خوفا من ارتفاع الأسعار في السلع الأخرى وأنت تعرفين المصريات يحببن تخزين الذهب(للزمن)،أما بالنسبة للشراء في الصاغة فلا أحد يهادي أحدا بذهب الآن واعتمد التجار على الشبكات فقط ، والله يكون في عون الجميع.

ركود لم يحدث

وحدثنا عصام عبد السلام -تاجر ذهب- قائلا: أعمل في تجارة الذهب منذ عشرين عاما ولم أر ركودا مثل هذا في سوق الذهب ،فلقد شهدت سوق الذهب انتعاشا منذ حوالي شهر إلى شهر ونصف حيث كان الجميع يخشون من تعويم الجنيه المصري وسعى أناس كثيرون إلى شراء كميات كبيرة من الذهب وتخزينها ولكن بعد استقرار الأحوال ووضوح الرؤية أمام الاقتصاد المصري شهدت سوق الذهب ركودا كبيرا خاصة بعد ارتفاع السعر العالمي للذهب.

وفي مصر نعاني من دفع الفواتير للمحلات التي نستأجرها من كهرباء وماء وضرائب وعمال،ولقد وصل الحد مع بعض تجار الذهب أنهم أغلقوا محلاتهم

أما بالنسبة للصاغة فلم يغلق أحد محله بعد ولكننا جميعا نعاني من الركود، وأكثر ما لفت انتباهي في هذه الأزمة أن أولياء أمور الفتيات لا يراعون ارتفاع سعر الذهب في طلبات الشبكات وليس لهم دخل بهذه الأسعار فهم يطالبون العريس بشراء 100جرام ذهب ولا دخل لهم كم يكلف ذلك العريس. الألماس

ولقد شهدت سوق الألماس ركودا هي الأخرى بجوار الذهب على الرغم من استقرار أسعار الألماس، ولعل الأوضاع السياسية هي السبب في ارتفاع أسعار الذهب عالميا حيث أن المنطقة العربية تشهد حالة من عدم الاستقرار ونحن نعلم ما يحدث في سوريا والمناوشات التي تحدث بين إيران وإسرائيل ، وكلما ازداد الوضع السياسي سوءا أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الذهب عالميا.

شراء الشبكة

التقينا في الصاغة بمحمد وصابرين وهما يشتريان الشبكة وحدثنا محمد قائلا:لقد كان حماي متفهما جدا لأسعار الذهب الحالية وعندما أتينا إلى الصاغة فوجئنا بهذه الأسعار ولقد اتفقنا على شبكة بعشرين ألف جنيه ولكن مع الأسف هذا المبلغ لم يشتري سوى كمية قليلة جدا من الذهب ،لكن أهل خطيبتي تفهموا الوضع ولم يطالبوني بزيادة هذا المبلغ.

أما صابرين فقالت: كل يوم نشهد ارتفاعا في أسعار الذهب وكنت أتمنى لو كان سعر الذهب أقل حتى نستطيع شراء ما اتفقنا عليه مع خطيبي ولكن ما باليد حيلة فمبلغ العشرين ألف جنيه لم يشتر إلا طقم ذهب خفيف جدا،وأنا لا يهمني الذهب بقدر ما يهمني الإنسان نفسه فخطيبي رجل لا يقدر بالذهب ومسألة الشبكة هي من الشكليات التي ينبغي ألا يدقق فيها الإنسان كثيرا وأنا أنصح الفتيات بالتنازل عن الشبكة والاكتفاء بالدبل فقط مراعاة لظروف الشباب في ظل ارتفاع أسعار الذهب.

الذهب البلدي

ويضيف جمال عبد الرحمن- تاجر ذهب-:وداعا للذهب البلدي والغوايش البندقي،فالآن كل الناس تشتري الذهب على الموضة وأصبحت هناك موضات للذهب وكل الفتيات يردن أن يسرن على الموضة والمشكلة أن الذهب الحديث الذي على الموضة غالي جدا لأن مصنعيته أعلى بكثير من الذهب العادي ،وهناك ماركات معينة أصبحت تطلب بالاسم وهذه الماركات سعر المصنعية فيها باهظ جدا وتختلف قيمة المصنعية باختلاف الشغل في الذهب ،وتصر الفتيات على شراء الشبكة على الموضة ومن ماركات معينة للذهب، الأمر الذي يكلف العريس مبلغا كبيرا

المصدر: مجلة حواء -سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 954 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,467,734

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز