حماتى الأولى .. وحماتى الثانية ! «2»

كتبت :سكينة السادات

رويت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية قارئتى نهلة (36 سنة) وهى شابة جميلة من دمياط أتت خصيصا لكى تأخذ رأيى فى مشكلتها وتحملت مشاق السفر وهى حامل فى شهرها السابع لكى تناقشنى بصراحة فى أمرها عملا بنصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تكون أمورنا دائما شورى بيننا. قالت نهلة إنها درست حتى الإعدادية وتزوجت فى سن السادسة عشرة من ابن الجيران وكان شابا وسيما جامعيا يعمل مع والده فى تصنيع وتجارة الأثاث بدمياط مثل والد نهلة الذى كان تاجراً ومصدراً مشهورا بدمياط ولازال كذلك حتى اليوم!

قالت إنها تزوجت من (حمادة) لأنه كان يحبها منذ الصغر وكانت أمه (حتة سكرة) كما تقول نهلة فقد كانت تحبها وتعاملها معاملة أفضل من أولادها حتى أنها كانت لا تناديها إلا بقولها (تعالى يا مراة الغالى) وكانت تترك بيتها وتذهب إلى شقتها وهى حامل وتطهو لها أطيب الطعام بنفسها وكانت هى التى تخدمها بعد الولادة وكادت تطير فرحا بعد أن أنجبت نهلة ولدين واحداً بعد الآخر، واستمرت السعادة والفرحة فى الأسرة عشرة أعوام ثم مرض حمادة مرضا خبيثا وعولج فى مصر وفى الخارج لكنه توفى بعد عام من عودته من الخارج ولم يفلح معه أى علاج!

 

وتستطرد نهلة .. طبعا حزنت دمياط كلها على زهرة الشباب.. حمادة زوجى.. وكدت أموت وراءه لكننى تشبثت بالحياة من أجل أولادى ومن أجل حماتى التى انهارت صحتها تماما بعد وفاة ابنها وعشت أنا وأولادى معها عامين حتى تماسكت بعض الشىء وأراد الله أن يقويها ويصبرها على بلائها وعاشت سنة طبيعية كما كانت وكنت أنا فى ذلك الوقت فى السادسة والعشرين من عمرى أرملة شابة حزينة ارتدى السواد ولا أخلعه أبدا لا أرى أمامى سوى أولادى فقط !

 

وجاء أبى ذات يوم بعد مرور ست سنوات على وفاة زوجى وقال ما معناه إننى مازلت صغيرة السن ويحق لى أن أعيش وأتزوج وأبدأ حياتى من جديد يومها غضبت منه أشد الغضب واتهمته بأنه يريد أن يتخلص منى ولا يحمل همى وهددته بأن أترك بيته وأختفى أنا وأولادى من حياته فسكت تماما وربت على كتفى وأقسم أنه وكل ما يملك تحت أمرى وأمر أولادى وأننى أعز مخلوقة لديه .

ومرت ثلاث سنوات أخرى وكبر الأولاد وأصبحوا - ما شاء الله - شبابا جميلا ووجدتنى وحدى مع الأيام أكلم نفسى ولا أجد ما أفعله فى يومى سوى رعاية أولادى الذين كبروا واعتمدوا على أنفسهم فى كل شىء تقريبا .

وهذه المرة قالت لى والدتى إن هناك من يرغب فى الزواج منى وأنه هو الذى تقدم ورفضته منذ ثلاث سنوات وأنه لم يتزوج قبلى ومتمسك بالزواج منى وهو إنسان فاضل وشاب ناجح أيضا !

فكرت هذه المرة واستشرت أولادى فوافقوا على زواجى لأنهما كانا يقيمان بين بيت أبى وبيت جدهما وجدتهما لأبيهما وبصراحة تامة وجدت نفسى وحيدة تائهة تؤلمنى ذكريات فقد زوجى الحبيب والد أبنائى .

وبإختصار تزوجت وانتقلت إلى بيت زوجى وبدأت النار التى أعانى منها الآن يا سيدتى !! نار حماتى الثانية ! تقول إن ابنها أساء الاختيار وتزوج من أرملة لها أولاد وكان فى وسعه أن يتزوج (بنت بنوت) أى آنسة لم تدخل الدنيا بعد، وحماتى الثانية لايعجبها أى شىء يمت إلىّ بصلة !! طعامى لا تأكله وملابسى لاتعجبها وصوتى يؤذى مسامعها، وتقول لزوجى كما سمعت من بعض الأقارب مراتك حتجيب لك المرض مثل زوجها المرحوم، وتستطرد .. وتسأليننى عن موقف زوجى من هذه الأفعال فأقول لك إنه حزين من أفعال أمه ودائما يواسينى ويقول لى وهو يقبل قدمى .. علشان خاطرى استحمليها .. ست كبيرة ومثل أمك وأنا خدامك وحبيبك وزوجك ولاتتركينى!

وللأسف اكتشفت أننى حامل وأننى لا استطيع أن أتحمل حماتى الثانية أكثر من ذلك وأفكر فى الطلاق.. فما هو رأيك ؟

 

أنت حامل فى الشهر السابع وزوجك يقبل قدميك ويرجوك ألا تتركيه .. تجنبى هذه الحماة المؤذية ولا تحاولى الاحتكاك بها واطلبى من زوجك أن يتدخل لردعها ولكن لا أنصحك بالطلاق أبداً وأنت حامل على وشك الوضع !

المصدر: مجلة حواء - سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1001 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,765,373

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز