كتبت - ايمان حمزه

كل عام وأنتم بخير.. أيام قليلة ونستقبل العام الجديد ..كل منا يتمني أن يكون عاما أكثر استقرارا في حياتنا , أكثر أمنا وأمانا علي كل أمور حياتنا وأيضا علي أحوالنا الاقتصادية والتي وصلت إلى أدنى مستوياتها وهو ما يشعرنا جميعا بالخطر ، الخطر من الغلاء الزائد في الأسعار مع عدم ارتفاع الرواتب والدخول المحدودة بالنسبة لهذا الغلاء الذي طال كل شيء ليس .. فقط الغذاء .

أمنيات غالية نتمناها من الله في العام الجديد لمصرنا جميعا ولأبنائنا، أمنيات نعرف أنها لم تتحقق فقط بالدعاء ولكن بالسعي الجدي في العمل والأخذ بكل الأسباب .

فلنبدأ أن نجتمع جميعا علي حب مصر بالمصالحة الوطنية وتوحيد قوى وطاقات الشعب ككل ، من أجل النهوض بما تمر به البلاد من أزمات تنعكس على حياتنا جميعا وحياة أبنائنا وأحفادنا ، فلنتمسك جميعا ونحن نستقبل عامنا الجديد بالأمل وبإصرارنا وإيماننا ، أن نتحدي الصعوبات الكثيرة التي نواجهها الآن وأن نلغي من حياتنا كلمات الفشل واليأس والإحباط وأنه ليس هناك فائدة .. بل ليكن هدفنا أن نحقق ذاتنا من جديد .

"نكون أولانكون" فلنواجه تحدياتنا لنخرج جميعا من عنق الزجاجة التي وصلنا إليها ..لنجد معا الطريق الذي فقدناه ..أن نتمسك جميعا بكل ما يساعدنا ويقوي عزيمتنا ، نستغل كل قدراتنا الموجودة بداخلنا ، أن نستعيد طاقات الحب والقيم الجميلة للمصريين من الحب والإيثار والتسامح ، أن نبيد الفرقة التي ملأت القلوب بالضغائن ، أن نتحد علي قلب مصر من جديد ، علي مصلحتنا جميعا كما ظهرت جلية في روح ثورة 25يناير 2011 التي وحدت المصريين لا فرق بين مسلم ومسيحي ولا فرق بين غني وفقير، امرأة ورجل ..ولا فرق بين الأحزاب السياسية والتيارات الدينية كلنا ننتمي لمصر أولا، كلنا مصريون يد واحدة في مواجهة الظلم والفساد من أجل استعادة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والعيش والحياة الكريمة من أجل استعادة مكانتنا مكانة مصر وقامتها ..أن نستعيد قيمتنا كمصريين انحني لنا العالم من عظمة ثورتنا السلمية البيضاء الذي خصبها دماء شهدائنا الغالية التي فاضت أرواحهم فداء للحرية الغالية وغدر الرصاصات التي لم ترحم أبناء الوطن ، رصاصات أعداء الوطن من النظام السابق وأعوانه وغدر أعداء الخارج ، ولكن بالتوحد والإصرار نجحت الثورة ونجح شعب مصر السائر التي اجتمع علي قلب رجل واحد، الشباب الذي فجر الثورة وكل أطياف الشعب كبيرا وصغيرا ضرب أروع صور التحضر ، والآن علينا أن نستعيد هذه الروح العظيمة من جديد ونحن نستقبل عاما جديد 2013 ، فكيف نصل لهذا الوضع الذي يحزننا جميعا، كيف يقف مصري ضد مصري ، لذا ما يدمي قلوبنا ويخنق أحلامنا ..فلننهض جميعا من غفوتنا ، ننتفض لنعيد الحب بيننا من جديد ، الحب الذي يدعو إليه ديننا الحنيف ولنتوحد كلنا كمصريين من جديد ، المصريون الذي كان أهم ما يميزهم هذا التماسك لافرق بينهم مهما اختلفت ديانات شعبنا السماوية ، مسلما ومسيحيا كلنا مصريون ، نسيج واحد ، ولدنا وتربينا وعشنا ودرسنا وتعلمنا معا في مدرسة وفصل واحد وشارع واحد ، جمعت بيننا أفراحنا في جوامعنا وكنائسنا ، جمعتنا أحزاننا وشدائدنا ،فالدين لله والوطن للجميع ، هكذا كنا دائما كمصريين معا علي الحياة بحلوها ومرها ..نمر بكثير من الأزمات والحروب والنكبات توحدنا وتقوي من صلابتنا ، فمن المحن والصعاب يخلق أقوي الرجال والنساء ..دائما نواجه المستحيل بالتوكل علي الله والإصرار علي الخروج من المحن بالإصرار والتحام كل جهودنا وطاقاتنا وصمودنا في وجه العقبات والتحديات مثل كل هذه الحروب القاسية التي واجهناها وخرجنا منها بالنصر علي عدو لا يهزم كما كان يقول علي نفسه من قوة عتاده وقوة معاونيه في حرب أكتوبر..ليزهل الإنسان المصري والجندي المصري العالم من قبل ونستعيد أرضنا كلها ونستعيد كرامتنا ، عشنا جميعا كمصريين نربط علي بطوننا ونعيش علي 33%من دخل اقتصادنا حين وجه الأكثر للحرب ..وها هو الوضع ؟ قد وصل بنا إلي خطر يهددنا جميعا كمصريين , ولن نخرج منه إلا بأنفسنا وليس بمنحة أو قرض من الخارج لايساوي شيئا لنفجر نحن بأيدينا كنوز بلادنا ونصل إليها بسواعدنا ، بوحدتنا بتجميع كل طاقتنا ، بنبذ خلافتنا فمصر لنا جميعا كمصريين وليس لأحد حق أن يستأثر بها لنفسه ، أو أن بفتت وحدة شعبنا ، الوقت لم يعد يسمح بذلك ، بل أصبح الوقت كسيف حاد إن لم تسبقه قطعك ، نهب جميعا فى مواجهة كل ما يحدث من حولنا من أجل استعادة بلادنا ، أن نعمل معا لنعيد حركة دوران مصانعنا وأعمالنا ، أن نستعيد أفكارنا الخلاقة بعقولنا المبتكرة من العلماء والشباب من أجل الخروج من المحنة ، من أجل استقلال ثرواتنا البشرية الكبيرة لاستثمار قدرات بلادنا ومواردنا الطبيعية، من أجل الزراعة والصناعة والموارد الطبيعية من طاقة متجددة من رياح وطاقة شمسية ومن تحويل القمامة إلى طاقه إيثيل وإلى أسمدة وإعادة تدوير للمنتجات الورقية والبلاستيكية والمعادن وغيرها بالطرق العلمية السليمة والنظيفة كنقل ثرواتنا من المعادن فى باطن أرضنا ، أن نستغل نباتاتنا الطبيعية من أجل الطب والدواء، أن نستغل كل شبر من أرضنا الاستغلال الأمثل الصحيح ، وأن نواجه الأمية والبطالة معا بخلق فرص عمل مرتبطة بمحو الأمية ، نستعيد المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية وجهود كل المصريين بالداخل والخارج ونشعرهم بالأمان من جديد من خلال القيادة الجديدة التي انتخبها الشعب حين وعدت أنها جاءت من أجل استعادة مصر وأنها لكل المصريين لا فرق بينهم ، هكذا كان رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم يوحد أبناء دولته علي حق المواطنة ، كل المواطنين لهم نفس الحقوق والواجبات لا فرق بين عربي وأعجمي ، مسلم ومسيحي ويهودي ، امرأة ورجل كبير وصغير ، الكل سواء يجمع بينهما بالعدل والتسامح والحب والإيثار والعمل ، من أجل المصلحة العامة ، من أجل السلام والتآخي بين البشر ...كانت دعوته إنما بعثت لأتم مكارم الأخلاق ..كانت دعوته بالحب والموعظة واللين .."قل ادعو لسبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " ، "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "صدق الله العظيم هكذا كان رسولنا الكريم ينطلق بشرائع الله تعالي من أجل أن يوحد البشر علي حسن المعاملات بينهم لنشر العدل والمساواة في الحقوق والحب والتكافل الاجتماعي والتسامح والاحتياج للآخر حتي يقوي المجتمع ويعم الخير علي الجميع لا فرق بين إنسان وآخر إلا بالتقوي والعمل الصالح ، ما أحوجنا جميعا أن ننبذ الفرقة ونعتصم بحبل الله جميعا من أجلنا وأبنائنا لنصل الي بر الأمان  

المصدر: مجله حواء- ايمان حمزه

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,695,956

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز