كتب:طاهر البهى

افتتح الوزير النشط محمد صابر عرب وزير الثقافة، الدورة السادسة من المهرجان القومى للمسرح المصرى، وكان ملفتا للانتباه استقبال ضيوف المهرجان بالوقفات الاحتجاجية من قبل شباب المسرح، الذين اصطفوا على جانبي البهو الرئيسي للقاعة الكبرى من دار الأوبرا المصرية، يمسكون بلافتات كرتونية تعبر عن رفضهم لإقامة المهرجان القومي السادس للمسرح في هذا التوقيت؛ حيث يطالبون بالتأجيل، وبما وصفوه بالطريقة المهينة للحركة المسرحية وصناعها، بحسب البيان الصادر من الشباب والذي حصلت حواء على نسخة منه بتوقيع : ( مسرحيون شرفاء )، والأخطر ما قالوه بعد ذلك في وقفتهم أمام قاعة الاحتفال الكبرى بدار الأوبرا >>

فقد رفعوا لافتات ضد "أخونة المسرح"، وضد إقامة المهرجان، ووزعوا بيانا موجها للدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة قائلين فيه: "إزاء إصرار المسئولين عن الدورة السادسة للمهرجان القومى للمسرح على إقامته فى هذا التوقيت الحرج الذى تمر به البلاد، وبهذه الطريقة التى يرونها مهينة للحركة المسرحية وصناعها، كما تقدموا لوزير الثقافة بهذا البيان الشامل لعدد من الخروقات التى حدثت، ومازالت تحدث، ومنها عدم الإعلان عن التقدم للمهرجان من خلال الصحف الرسمية، وهو ما يجعله باطلا، بالإضافة لإلغاء الجوائز المادية، مع اقتصار ميزانية المهرجان على مكافآت لجان المهرجان، واختراق لائحة المهرجان بقبول عروض تتعارض مع بنود اللائحة، وذكر البيان العديد من الخروقات والمخالفات للائحة المهرجان".

والحقيقة أنه كان مشهد سيئ يستقبل به المهرجان ضيوفه، ورغم أنه جاء مشهدا متناغما تماما مع الوضع العام المتوتر، إلا أننا كنا نتمنى أن يلتزم الغاضبون بالتعبير عن آرائهم داخل البيت المسرحي، وأن يعملوا على إنجاح المهرجان باعتباره يبرز أهمية فن المسرح وهو أبو الفنون، وأن مصر بحاجة إلى نشاط يعبر عن جريان الدماء وتواصل النبض في قلب الفن المصري.

ولهذا كله كان طبيعيا أن تسيطر بعض الهفوات على حفل الافتتاح كان أفدحها هذا الحضور الهزيل لنجوم المسرح المصرى وما أكثرهم، حيث حضر القليل من النجوم، وهو عيب يسأل عنه مسئولى المهرجان، كما كان واضحا تواضع مستوى التنظيم والتأخر فى موعد الافتتاح مما أدى إلى تململ الضيوف، وجاء التقديم يفتقر إلى وجود بروفة مسبقة، حيث ظلمت المذيعة سماح عبد الرحمن في نطقها الخاطئ لبعض الكلمات بسبب عدم تدريبها وحفظها قبل الافتتاح، جاء الوزير ورئيس المهرجان ومديره وعدد قليل من المسرحيين النجوم، وافتتحوا الدورة، في تحدى واضح للمعترضين الذين لا ندري هل تم التفاوض معهم أم أن العناد أصبحت عنوانا للتعامل بين المتخاصمين !، وكانت الكلمة التى قالها مدير المهرجان ماهر سليم مدير البيت الفنى للمسرح كلمة معبرة وجيدة، على الرغم مما يواجهه من انتقادات شديدة بسبب أدائه منذ توليه رئاسة البيت الفنى للمسرح، وما يتهمه به الخصوم من تراجع الحركة المسرحية، فهناك فارق كبير بين ما نشاهده اليوم في فعاليات المهرجان القومي السادس، وبين ما شاهدناه بالأمس قبل عامين من التوقف في نفس المهرجان.

أما الافتتاحية التى قدمت بعنوان "ما الدنيا إلا مسرح كبير"، فالفكرة جيدة، ولكن عابها استجداء الضحكات، وقد دارت فكرتها من خلال خروج عدد من فنانى المسرح المصرى ورواده من صندوق مثل يوسف وهبى ونجيب الريحانى ومارى منيب وعادل خيرى وإسماعيل ياسين وشويكار وفؤاد المهندس وعادل إمام ومحمد صبحى، وقد انقطعت الموسيقى أكثر من مرة خلال العرض، وكرم المهرجان فى افتتاحه عددا من المسرحيين، هم الفنان الكبير نبيل الحلفاوى والكاتب والمخرج المسرحى والناقد رأفت الدويرى والناقد والمخرج كمال عيد والفنان على سعد والفنانة التشكيلية سكينة محمد على ، واسم الراحلين كمال ياسين وهناء عبدالفتاح 

 

المصدر: مجلة حواء-طاهر البهى

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,792,445

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز