كتبت : فاتن الهواري

صفعة على وجه مصر .. نعم هذا ما حدث عندما قام دبلوماسى عراقى بصفع ضابط شرطة مصرى على وجهه وأثناء تأدية عمله أسفل طائرة مصر للطيران المتجهة إلى شمال العراق بعد رفض الدبلوماسى الخضوع لإجراءات التفتيش الخاصة بالحقائب التى تنص على ضرورة حمله خطابا من الخارجية يقضى بإعفائه منها كما أنه عند إنهاء إجراءات صعود ركاب رحلة مصر للطيران المتجهة إلى العراق طلب الرائد كريم أبو ستيت من ركاب الطائرة الأصطفاف فى طابور وتنظيم عملية صعودهم إلا أن الدبلوماسى للعراقى واسمه حسين أحمد خضر الملحق بمندوبتة العراق بجامعة الدول العربية رفض وتشاجر مع الضابط ثم صفعه بيده على وجهه وتطور الأمر للمشاجرة بعدها الفت سلطات مطار القاهرة للقبض على الدبلوماسى الذى لايعرف أ. ب فن الدبلوماسية ماذا يفيد القاء القبض عليه بعد أن صفع ضابط شرطة مصرى يؤدى عمله وفى بلده، فالصفعة على وجه الضابط وصفعة على وجه مصر كلها وعلى 90 مليون مصرى وعلى جهاز الشرطة، كنت أتمنى أن أقرأ الخبر فى الجرايد ضابط يصفع دبلوماسى بالقلم على وجهه ويعطية علقة سخنة بعد أن تطاول عليه وهو يؤدى عمله . هذا هو المفروض.

إلى هذه الدرجة وصل بنا الأمر .. إلى هذه الدرجة أصبحت كرامة المصرى تهان حتى وهو فى أحضان وطنه

عائلة الضابط من أكبر عائلات الصعيد ومن الممكن أن يفتكوا بالدبلوماسى ويقطعوا يده التى امتدت على أبنهم وكان من الأفضل أن يضرب الدبلوماسى الذى سمحت له دبلوماسيته أن يتطاول على مصرى داخل وطنه وأثناء تأديته عمله وبعدها يكون القبض عليه والتحقيق معه .. اتعجب لماذا لم يقم الضابط وأفراد الشرطة بضرب الدبلوماسى حتى يكون عبرة لغيره ولمن يتطاول على أى مصرى أم أن الشرطة مازالت تنتهج سياسية ضبط النفس التى جعلت كل من هب ودب يتطاول عليها .. كرامة مصر خط أحمر ولقد ذكرتني هذه الحادثة المؤلمة بتوابيت شباب المصريين التى كانت تأتى مصر من العراق أيام صدام فلهم باع طويل بالتنكيل بالمصريين .

للأسف نحن نتهاون كثيرا فى كرامتنا .. ماذا فعل وزير الداخلية وما هو موقف جامعة الدول العربية وما هو تصرف ضباط الشرطة أمام هذه الإهانة التى أصابت زميلهم ؟ أم أنهم مشغولون بقضية إطلاق اللحية .. للأسف المصرى ليس له قيمة سواء داخل بلده أو خارجه

فى السعودية وفى كل مطاراتها طابور لأبناء السعودية وطابور آخر لدول التعاون الخليجى.. وطابور للوافدين والمتعاقدين ولايستطيع أحد أن يقف فى طابور أبناء البلد أو دول التعاون ولايستطيع الاعتراض والكل ملتزم بالقانون .

أما ما حدث للضابط المصرى فما هو إلا إهانة لمصر كلها، كم كنت أتمنى أن يقوم الضابط بضرب الدبلوماسى ضرباً مبرح حتى يلقنه درس طوال حياته وحتى يكون عبرة لمن لا يعتبر وحتى يعرف من تسول له نفسه إن هذا هو رد فعل المصرى فكسر يده هى المقابل كرامة المصرى ومصر خط أحمر ولا يصلح القبض على من يهين المصريين أو التحقيق معهم عملا بقول الله تعالى السن بالسن والعين بالعين والبادىء أظلم .. فالوطن غالى وصدق ابن الرومى عندما قال: لى وطن آليت ألا أبيعه وألا أري غيري له الدهر مالكا.. وكرامة الوطن وكرامة المصريين هى أغلى شىء فى الوجود .