لا تدمرنى بعصبيتك !

كتبت : مروة لطفي

  قد تكون معاناتي شبيهة بالعديد من الزوجات إلا أنني لا أستطيع التأقلم معها .. فأنا ربة منزل في أواخر العقد الثالث من العمر.. تزوجت بطريقة تقليدية منذ أكثر من خمسة عشر عاماً من رجل لا يعيبه شيء سوى عصبيته الزائدة و مشاحناته على أتفه الأسباب .. في البداية اعتقدت أن أسلوبه هذا ناجماً عن عدم اعتياد كل منا على الآخر و سيتحسن بمرور الوقت و قدوم أبناء يقربوا بيننا .. لكن يبدو أننى واهمة ! .. فقدت مضت الأعوام و أنجبنا ثلاثة أولاد بينما لا يزال النكد مستمراً، فهو يثور على أبسط الأشياء ، فتارة يتشاجر على عدم سماعى لرنين الهاتف و تارة أخرى يوبخنى بعنف لتأخر أبنى 15 دقيقة عن موعده .. و لو صمت على صوته العالى ازداد صياحه حتى يوقظ الجيران .. و لو رديت عليه و انفعلت وصل الأمر لخصام يدوم بالأسابيع بل و الأشهر فى بعض الأحيان ! .. فأضطر إلى الاعتذار عن خطأ لم أقترفه حتى لا يؤثر مناخ الخصام المنزلي على استذكار الأبناء .. هكذا , أعيش في سلسلة من الهم دون مبرر يستدعيه ! .. فهل من سبيل للتخفيف من عصبيته خاصة أننى كدت أدمر نفسياً من جرائها ؟!

ف ع "الدقي"

- تعتبر العصبية من الطباع الحادة التى يصعب تحملها,.. لكن عندما يتعلق الوضع بتهديد استقرارنا و مستقبل أبنائنا الذى يأتى في المقام الأول .. فالأمر يحتاج لمزيد من الصبر و الذكاء الأنثوى في التعامل مع انفعالات زوجك .. و لكى يحدث ذلك عليك أولاً بمراجعة مسببات إثارته و عناده .. و بدلاً من الوقوف أمام سلبياته ركزى أكثر على إيجابياته .. بعدها ضعي الاثنين في الميزان .. فإذا رجحت كفه مميزاته ساعدك ذلك في التعامل مع عيوبه و الابتعاد عن مناقشته في حال انفعاله , و تركه لبعض الوقت ثم يأتى رد فعلك الهادئ الذى لا يخلو من الحب الممزوج باللوم .. و تذكرى أن مهارة تحكمك في لسانك لا تكفي وحدها للحد من انفعالاته إنما يعتمد هذا أيضاً على مراقبتك لتعبيرات وجهك حتى لا يبدو عليك التذمر أو عدم المبالاة مما يزيد من عصبيته تجاهك .. فإذا نجحت في ضبط ردود أفعالك و غلق جهازك العصبي أمام عصبيته و عناده أصبحت سيدة الموقف المسيطرة على انفعالات زوجها و القادرة على امتصاص زلزال غضبه مهما ارتفعت درجته أو بلغ حجمه .. و أدعو القارئات من صاحبات التجارب المشابهة إرسال حكاياتهن إلى باب قلوب حائرة 

أبجدية العناد !

لماذا تصر على تكبير موقف صنعته بنفسك , و تتعمد تصيد الهفوات ؟!.. و ما فائدة تسجيل الكلمات و تضخيم معانيها طالما قررت الخصام ؟!.. كل هذا لإيجاد وسيلة تبرر بها أخطائك أم أنك أعتدت لعب دور الضحية لتحقيق مزيد من البطولات الزوجية ؟!.. فإذا كان الأمر كذلك ... فليتك تدرك أن البطولة الأبدية تكمن في عدم ظلمك لأحبابك عدا ذلك أدوار ثانوية في كتاب الحب الذى لا تعرف أبجديته أحرف العناد !

إما أن تستمر إلى النهاية

أو لا تحاول على الإطلاق ! أوفيد

 

 

المصدر: مجلة حواء -مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 610 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,789,422

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز