كتبت- فاتن الهوارى

حلمت حلماً جميلاً ربنا يجعله خير، حلمت إن اليوم أول أيام الدراسة ومصر كلها صاحية بدري والطلبة كلهم سعداء وصاحين في صباح أول أيام العام الدراسي وهم في قمة النشاط والسعادة ، ولما لا فحظر التجوال والنوم مبكرا يساعد علي الهمة والنشاط ، والمصريون تأقلموا مع حظر التجوال بالصحيان مبكرا، وإنجاز كل أعمالهم قبل الحظر .. المهم .. رأيت في الحلم المدارس تحولت بقدرة قادر إلي واحة جميلة ، فالمدرسة واسعة ونظيفة وفناء المدرسة مليء بالأشجار والورود الجميلة والفصول واسعة وبرحة تستوعب كل الطلاب ، وأعداد التلاميذ فيها لا يزيد عن 30طالب وطالبة .. في كل فصل وقبل بداية الدراسة قاموا الطلبة مع الأساتذة بتحية العلم وقالوا في حماس النشيد الوطني ، وخطب الناظر خطبة جميلة حث فيها التلاميذ علي حب الوطن والاجتهاد ؛ لرفع رايته عالية , وتوجه التلاميذ إلي الفصول في نظام ويسر ، وكانت الفصول مزينة بلوحات الحائط الجميلة التي تحس التلاميذ علي النظام والجمال والنظافة واحترام المعلم والآخر وتعاليم الدين ، كل تلميذ جلس علي دكة سليمة وكانت الحصة الأولي عن حب الوطن ، وقام المشرف علي مخزن الكتب بتوزيع الكتب علي التلاميذ "أربعة كتب فقط " ، " يا سلام إيه الحلاوة دي " المناهج قليلة وجميلة ومركزة ولا يوجد فيها حشو، كتاب اللغة العربية لأنها لغة القرآن ولغة بلدنا، وكتاب اللغة الإنجليزية لأنها لغة العالم ، وكتاب الرياضيات لأهمية دراستها في حياتنا ، وكتاب للمعلومات العامة فيه كمية من المعلومات الجميلة عن العلوم والجغرافيا والتاريخ .. بعد توزيع الكتب جاءت حصة الدين وفيها جلس المسلم بجوار المسيحي ودخل مدرس الدين يعلم الأولاد أن الله واحد أحد هو رب الكون ورب محمد وعيسي وموسي ، والدين لله والوطن للجميع، وأن الأديان السماوية كلها تدعو إلي المحبة ونبذ العنف واحترام عقائد الغير ، وأن مصر وطن جميل يجمعنا ويعيش فينا والدين ليس كلاماً ولكن أفعال ومعاملة حسنة , نعامل بها بعضنا البعض ، وقبل أن يدق جرس الفسحة دخل المشرف علي الغذاء ووزع علي الأطفال وجبة جميله لكل طفل ، بعدها بدقائق دق جرس الفسحة ولعب المسلم مع المسيحي والولد مع البنت ، فالبنت ليست كمالة عدد ولكنها مثل الولد تماما ولها كل الحقوق ، يتعلم الولد كيف يحافظ علي زميلتة الصغيرة فهي بالنسبة له أخت وعليه احترامها حتي ينشأ في طفولته علي احترام المرأة وتقديرها .. بعد الفسحة ذهب التلاميذ إلي الفصول وكان موعد حصة اللغة الإنجليزية وقامت المعلمة بتعليمهم حواراً جميلاًُ وبسيطاً حتي يتمكنوا من التحدث بالانجليزية، وكان مسك ختام اليوم الدراسي حصة الموسيقي ، والموسيقي غذاء الروح ، فذهب الطلاب إلي المسرح الكبير المليء بالآلات الموسيقية وسط فرحة التلاميذ باللعب عليها ، بعدها غادر التلاميذ المدرسة في سعادة ونشاط مع حقيبة خفيفة وأحلام كبيرة جميلة ، فعادل يريد أن يكون ضابط شرطة يحمي الوطن وأحمد يريد أن يكون طبيباً وجورج يريد أن يكون مهندساً ، ولميس تريد أن تكون مثل لميس الحديدي ، وعلياء تريد أن تكون مدرسة ومحمود يريد أن يكون ناشطاً سياسيا..ً صحيت من النوم وقرأت في الجرائد أن حكومة د. الببلاوي قررت التخفيف علي أولياء أمور طلبة المدارس الحكومية وإعفائهم من المصاريف ، مما يكلف الحكومة مليار جنيه .. هذا هو تفسير الرؤية ولسه البشاير قادمة مع مدارس نظيفة واسعة ، تقدم العلم والتربية والسلوك القويم لأولادنا .. نفسي أحلم بحصول طلبة جامعة النيل علي حقوقهم والعودة لجامعاتهم وأن يتركها لهم د. زويل حتي يتجنب دعوة الطلبة وأهاليهم عليه وهي دعوة مظلوم ترفع لسابع سماء .. وعلشان أحلم هذا الحلم لابد أن أنام كثيرا ، لأن الحلم صعب وتحقيقه أصعب ولكن لا شئ صعب أمام قدرة الله سبحانه وتعالي ، فالله وحده قادر علي تحقيق الأحلام  

المصدر: مجله حواء-فاتن الهوارى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 769 مشاهدة
نشرت فى 19 أكتوبر 2013 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,952,965

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز