كتبت : إيمان العمري 

علم بلادي يرفرف خافقا في الأفق.. حلم كل مصري ..ولد على أرض مصر وشرب من مياه نيلها.. لكن أيعقل أن يجد على أرض الكنانة من يهين هذا العلم من يقلل من شأنه.. للأسف لقد شهدت مصر مؤخراً واقعة لا يمكن أن تتوقعها من أبنائها لقد قام بعضهم بحرق العلم في مظاهرات إحياء ذكرى محمد محمود..

فكيف يرى الأصدقاء هذه الواقعة ؟!

يجيبنا حمزة مرسي الصف الثالث الإعدادي ويقول: "لقد أصبت بالذهول، وأنا أشاهد قيام بعض من الأشخاص المفروض أنهم متظاهرين بحرق العلم المصري.. كم كان هذا المشهد صادما لي، فبصرف النظر عن الانتماءات السياسية لمن فعل هذا، ففي النهاية هناك مصريون حرقوا علم البلاد، وهذا فعل مدان بكل الطرق، وكافة الأشكال، ولا يمكن إيجاد أي تبرير له لأنه جريمة بالمعني الحقيقي لهذه الكلمة"

 أما كلارا جمال 24 سنة محاسبة تقول: "لقد سمعت عن واقعة قيام البعض بحرق العلم لكنني لم أشاهدها، ورغم ذلك فقد كان لهذه الواقعة تأثيراً سلبياً على، فلا يمكن أن يوجد مثل هؤلاء البشر إنهم في  الأساس غير منتمين للبلاد ويكنون مشاعر كره وعداء لها وسلوكهم التخريبي هذا مرفوض بكافة الأشكال.. كفاية تخريب.. إننا جميعا  نحب بلدنا ونكره أن تتعرض للتخريب أو الإهانة، لذا أطالب بضرورة فرض  العقوبات القاسية علي كل من يهين البلد والعلم حتى لا يتجرأ أحد ويهين العلم مرة أخرى، فهؤلاء الأشخاص يجب ردعهم بشدة، فالشدة هي اللغة الوحيدة التي يعرفونها..

أما محمد عبد القادر -طالب أزهر- يري أنه قبل الحديث عن واقعة حرق العلم، علينا أولا أن نحدد ما تمثله هذه الحادثة، وما تحمله من معاني ودلالات، والمتمثلة في أن بعض أفراد من  الشعب وصل إلى مرحلة عالية من الضيق والغضب، ويريد أن ينفث عن غضبه بأي شئ، وهذا هو الجانب الأهم، والأخطر في تلك الواقعة التي تأتي وسط كم من الأحداث المظلمة والسيئة والتي تزيد من معاناة الناس وغضبهم..

 

                        ليسوا مصريين

لكن تعارضه بشدة إيمان محمد –طالبة- وتؤكد أنه لا يوجد أي شئ في الدنيا كلها يجعل مصرياً يحرق علم بلاده، التفسير الوحيد لما حدث أن هؤلاء الناس أعطاهم الله نعمة كبيرة وهي الانتماء إلى مصر، وهم بكامل إرادتهم يرفضونها لذا " بالناقص " لا نريد أن ينتموا لبلادنا التي سبق، وإن أعلنوا عدم انتمائهم لها بحرقهم لعلم مصر الذي سيظل دائما أبداً خفاقاً رغم أنف الكارهين..

أما ريم نصار- طالبة- ثانوي فتقول: من المؤكد أن من قام بحرق العلم ليسوا مصريين، ولم يولدوا على أرض مصر، ولم يمروا يوما بأرضنا، هذا السلوك لا يقوم به سوى الأعداء.. لكن العلم بالنسبة للمصريين له مكانة خاصة جداً.. إننا نرفعه لنعبر عن فرحنا في أي انتصار نحرزه، وعندما تضيق بنا الأحوال نرفعه أيضا للتعبير عن صرخة غضبنا ضد الطغيان، وكم تزينا به وهو يلفنا، فرفعنا للعلم له معاني كثيرة، فمهما اختلفنا في الآراء أو الاتجاهات يجمعنا دائما علم البلاد، أفيعقل بعد كل ذلك أن يقوم مصري بحرقه ؟!

تأثر إيجابي

وتعلق على واقعة حرق العلم الدكتورة سهير صالح المدرس بكلية الإعلام التربوي وتقول: "واقعة حرق العلم هي المحصلة النهائية للعديد من الأفعال التي قامت بها الجماعات المتطرفة في الفترة الأخيرة بداية من رفض الوقوف أثناء السلام الجمهوري، ومهاجمة مؤسسات الدولة، ومحاولة إسقاطها، ومحاولة إسقاط هيبة الدولة التي لا يؤمنون بها، ويكنون لها مشاعر العداء والكراهية والتي تجسدت في النهاية في حرق علم البلاد، وما يحمله من دلالات رمزية..

وأرى أن نقل هذه الواقعة له العديد من التأثيرات الإيجابية في أنه أظهر ما تحمله الجماعات المتطرفة من عداء للدولة، ومحاولة إسقاطها بكل الطرق، وأيضا له تأثيره الإيجابي على الشباب، مثل هذه الوقائع تؤدي إلى زيادة تمسك الشباب بالوطن، فهو يري أن بلاده يحيط بها الخطر، فيزداد تمسكه بها، ويظهر حبه وتفانيه في الدفاع عن بلاده الحبيبة مصر، فشبابنا دائما وأبدا سيظل بخير، وهو عاشق لتراب هذا الوطن وقد أظهرت الثورات التي قام بها الشباب في السنوات الثلاثة الماضية مدي حب الشباب لمصر، وسعيه الدؤوب ليظل علمها يعلو خفاقاً في عنان السماء .

 

                               برواز 

            في السينيما..

                          المحروق علم إسرائيل 

مشاهد حرق أعلام الأعداء أو المحتلين تكررت كثيرا في الأفلام الوطنية أو التي ترصد فترات تاريخية، لكن لمشهد حرق العلم في فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية أهمية خاصة، فالفيلم في الأساس ينتمي للون الكوميدي عن طالب من الصعيد يدرس في الجامعة الأمريكية وما يحدث له في هذا العالم المختلف عن حياته السابقة فيتوه في البداية، ليأتي مشهد قيامه بحرق العلم الإسرائيلي بشكل تلقائي ودون أي ترتيب ليمثل لحظة التحول في حياة البطل ليعود إلى مسيرته الأولي من النجاح والجدية..

 

                               برواز 2 

               العلم المصري ألوان ومعاني 

العلم الذي يرفرفر في سماء مصر الآن تم اعتماده في عام 1984 وهو يتكون من 3 ألوان بالعرض، وهي من أعلى إلى أسفل:

الأحمر.. الأبيض.. الأسود 

ويمثل اللون الأحمر وهو لون التوهج ويدل على القوة والإشراق .

اللون الأبيض يمثل النقاء .

اللون الأسود يمثل عصور الاستعمار والتخلف التي تخلصت مصر منها.

وفي وسط المستطيل الأبيض يوجد النسر الذهبي الذي يدل على القوة.

وقد كان لمصر علم مختلف في شكله ولونه قبل ثورة 23 يوليو 1952، حيث كان أخضر يتوسطه هلال بداخله 3 نجوم لكن بعد الثورة ظهرت ألوان العلم الثلاثة لكن كانت تحمل دلالات أخرى:

فاللون الأحمر كان يمثل دماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء البلاد .

اللون الأبيض يمثل العهد الجديد.

اللون الأسود العهد البائد.

واستمرت ألوان العلم المصري كما هي لكن كان يحدث دائما تغيرات في شكل أو كونية ما يوضع في وسط المربع الابيض..

في البداية كان هناك صقر يوضع في وسط العلم كله..

وفي فترة الوحدة مع سوريا تم وضع نجمتين في وسط العلم ليمثلا مصر وسوريا 

وفي عهد الرئيس محمد أنورالسادات تم وضع الصقر في وسط المربع الأبيض ..

وفي عام 1984 في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك تم وضع النسر في وسط العلم المصري.

وسيظل العلم يرفرفر في سماء البلاد، فمصر من أوائل الدول التي عرفت الأعلام واستخدمتها وتاريخها يثبت ذلك، لذا سيظل للعلم المصري مكانته وقيمته التي تجبر الجميع على الوقوف لتحيته احتراماً وإجلالاً.. 

المصدر: مجله حواء ايمان العمرى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 444 مشاهدة
نشرت فى 2 ديسمبر 2013 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

20,064,284

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز