"براكسا".. مشكلة الحكم فى 2014

"براكسا" أو مشكلة الحكم للكاتب الكبير"توفيق الحكيم".. القصة التى تكشف الصراع على الحكم منذ قديم الزمان استطاعت هذه القصة أن تلفت انتباه الشباب ليقدمها فريق مسرح كلية الألسن-جامعة عين شمس- فى عرض  مسرحى متميز للغاية, ضمن عروض مهرجان العربي على مسرح الهناجر, والتى تم عرضها على مسرح الجامعة قبل ذلك.

تكثيف الفكرة ..

فى البداية تحدث محمود طنطاوى، مخرج العرض, طالب فى الفرقة الثالثة أنه أيضا من قام بإعداد النص والتركيز على نقطة واحدة(خط واحد) وهى فكرة الصراع على الحكم وتوضيح مساويء الحكم المنفرد وتم اختيار قصة "براكسا" تحديدا لأنها تصلح للوقت الحالى رغم أنها قصة قديمة إلا أنها تناقش مشكلة كل العصور, وهى الصراع على الحكم وأي سياسة ومنهج يصلح للحكم, وقد شاركت فى تمثيل شخصية "هرونيموس" وهو قائد الجيش الذى انقلب على "براكسا" ووصل للحكم بعد الإطاحة بها.

براكسا.. والسقوط فى الفوضى

"المرأة فى الحكم تستطيع النجاح إذا ما توافر لديها مساعدين أكفاء" بهذه الكلمات أوضحت نانسى نبيل رأيها فى قدرة المرأة على تولى القيادة , وتضيف لقد قدمت شخصية "براكسا" برهبة وقلق لأنها من ضمن الشخصيات الأساسية فى العرض والتى تقدم ثلاث مراحل فى حياتها, من ثائرة من عامة الشعب – التى تجمع النساء حولها مطالبة بتولى الحكم- إلى حاكمة وأخيرا سقوطها وسجنها وذلك بعد خيانة "هيرونيموس" وزوجها "بليروس" الذى استولى على الحكم، وقد كان السبب فى سقوط حكمها هى الحرية التى أعطتها للشعب وباتت البلاد فى فوضى التى جعلت الشعب يثور عليها وفقدت السيطرة عليه.

انتهازية..

ويأتى "بليروس" القاضى وزوج "براكسا" الذى انتهزا فرصة تولى الحكم وانقلب على "براكسا" و"هرونيومس" فهى فرصة لم يكن يتخيلها, ويتحدث (إسلام على)طالب بالفرقة الثانية-  عن دور"هرونيموس", لقد اجتهدت فى تقديم الشخصية لتخرج بهذا الشكل الذى أعجب الكثيرين وهى شخصية انتهزية بقدر ما كانت سازجة فى البداية, فقد استغل الفرصة لينفرد بالحكم . ويرى إسلام أن نجاح العرض من نجاح كل شخص مهما كان دوره ولو كان الدور بسيط فلابد أن يقدمه الممثل بأفضل ما عنده لأن ذلك سيترك انطباعه لدى الجمهور.

كاتمة السر..

الذكاء .. الدهاء .. سعة الفكر , كل هذا تجمع فى (أميرة فوزى)- طالبة فى الفرقة الثالثة-  "كاتمة السر" للملكة "براكسا" والتى تميزت بعرض شديد الإتقان بين استغلال الأمور وعدم الكشف عن نواياها لحين الوصول لغرضها,  وتقول أميرة:  لقد تدربت على الدور لمدة 6 أشهر حتى أستطيع تقمص الشخصية بشكل كافى وعن المسرحية تقول , أى لعبة سياسة تعطى الفرصة لمن يستغلها وعلى كل من يعمل بالسياسة التحلى بالذكاء والفطنة للحفاظ على مكانته بل والوصول لما يريد دون خسارة أو إيذاء لذاته.

أيهما أصلح للحكم ..

ويأتى الفيلسوف أبقراط والذى جسده ميشيل ميلاد - طالب بالفرقة الثالثة- والذى فاز بجائزة أحسن ممثل دور تانى فى مهرجان العربى , ليصنع للفيلسوف دورا ذات أهمية فى الاسترشاد برايه فى الحكم .. ففى نهاية المسرحية يأتى كل حاكم ليعرفوا أى حكم منهم أصلح فيجيب الفيلسوف بل سلانى أى الحكم أفسد! فقد تحدث عن حكم "براكسا" التى حكمت بمفردها وهى "الفوض" والحكم الثانى أدى إلى الهمجية وقد وصل نهاية الحوار بينهم أن الحكم المنفرد بذاته لا يصنع حكماً ناجحاً. ويرى ميشيل أنه استطاع تقديم الفيلسوف بشكل غير تقليدى حتى لا يصاب الجمهور بالملل أو عدم الاهتمام به.

جوائز وممثلى العرض..

وقد فازت المسرحية بجائزة أحسن ممثلة (نانسى نبيل) وأحسن ممثل تانى (إسلام على) وأحسن ممثل أول (ميشيل ميلاد) وذلك على مستوى جامعة عين شمس وهى من إخراج (محمود إبراهيم طنطاوي)تمثيل:نانسي نبيل- ميشيل ميلاد بشاي- إسلام علي- أميره فوزي- إيه سامح- جومانا بشرى- سلمى صلاح- صابر عادل - أروا أشرف- عاصم عمر- عمرو أسامه- لبنى المنسي- محمود ابراهيم طنطاوي- نغم محمد- هند راغب ديكور (أحمد فتحى).إضاءة (محمد جبر).موسيقى (إسلام على) و (جون ميلاد).ملابس (أميرة صابر) و (نوران مدحت).دعاية و إعلان (هاله زيدان) و (راندا عرفة)..

وأخيرا اتفق جميع الفريق على ضرورة الاهتمام مرة ثانية بدور المسرح وما يقدمه للجمهور وخاصة أن مسرح الجامعة يستطيع تقديم مادة مفيدة للجمهور وإن كان بها سخرية أو ترفيه ولكنها فى نفس الوقت تحمل رسالة معينة.

أميرة إسماعيل