<!--

<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->

 

 

 

ذكريات جميلة لا تنسى عشتها فى رحاب كنيسة العذراء بالزيتون، فى رفقة الأخوة وأبناء العموم عندما كانت القلوب عامرة بالبراءة.

 

 

 

 

سؤال بريء ولا يرمى لأبعد من مجرد سؤال بمناسبة احتفال إخواننا الأقباط بمولد السيدة العذراء هذا الأسبوع، أو كما نقول »ستنا مريم«.

وستنا مريم تتمتع بمكانة عظيمة فى نفوس المسلمين جميعاً، فهى السيدة الوحيدة التى نزلت باسمها سورة كاملة فى القرآن الكريم »سورة مريم« , وهى التى كرمها الله سبحانه وتعالى، ولبقت بخير نساء العالمين ومريم البتول، وغيرها من الألقاب التى كانت من نصيبها وحدها، لما لها من مكانة خاصة فى نفوس المسلمين والمسيحيين على حد سواء.

وبالنسبة لستنا مريم مكانة خاصة فى نفسى، فقد شاءت الظروف أن أسكن بجوار كنيسة العذراء بالزيتون، القابعة فى منتصف شارع طومنباى أواخر السيتينيات من القرن الماضى، وعاصرت تلك الاحتفالات التى صاحبت ظهورها لأول مرة فوق برج الكنيسة، وكنت مازلت طفلة صغيرة، وقد هالنى حجم الحشود التى توافدت على الشارع، الذى أصبح مزاراً بين يوم وليلة، وامتلأ بالمسلمين والمسيحيين لرؤية العذراء مريم، حيث افترش الزائرون أرضية الشارع منذ الغروب وحتى الشروق، أيام وليال، وقد جاءوا إليها من كل صوب وحدب فى انتظار ظهورها، وكانت »بلكونة«  شقتنا تبعد عشرات الأمتار من الكنيسة، ومثل كثير من المصريين اكتظت البلكونة بالأقارب والأصحاب، وقد تسمر كل فى مكانه بالساعات رافضاً التحرك حتى لا يفوته مشهد ظهور »ستنا مريم«، ورؤية هالة النور التى كانت تحيط بها، وكم قضينا أياماً وليالى فى انتظار ظهورها، ونحن نتناول أكواب الشاى والمشروبات الباردة، والمسليات، وتبادل الحكايات والروايات والطرائف والمواقف، وكثيراً ما كانت تعلو ضحكاتنا البريئة فى ليالى الصيف الجميلة، حيث الأجازات والانطلاق والسهر حتى الصباح بعيداً عن المسئوليات، أيام وليالى الشتاء الطويلة المحملة بالأعباء الدراسية، والمذاكرة والامتحانات.

أتذكر كم من ليال قضيناها، ونحن نحملق فى السماء أعلى برج الكنيسة حتى لا يفوتنا المشهد، وكلما أصابنا الملل من عدم ظهورها نصبر أنفسنا بالحكمة المصرية الجميلة  »الدنيا ماتديش محتاج«، وقد كنا فى حاجة لرؤيتها كمسلمين مثل آلاف المسيحيين تبركاً بخير نساء العالمين التى كان ظهورها بمثابة بارقة أمل ورسالة سلام لأتباع وليدها المسيح عليه السلام, كما أخبرتنى صديقتى العزيزة إلى قلبى وكثير من أصدقائى الأقباط، بأن ظهورها يعطيهم الطمأنينة ويهبهم القوة لمواجهة الصعاب وقت الشدائد والمحن، وتعينهم على مواصلة رحلة الحياة.

ذكريات جميلة عشتها فى رحاب كنيسة العذراء بالزيتون، ولم تمحها السنوات من وجدانى، وقد تذكرتها هذه الأيام مع نهاية الاحتفالات بمولد السيدة العذراء، بعد أن تلفت حولى، ولم أجد رفقاء السهر فى ليالى الصيف الجميلة من الأخوات وأولاد العم والعمة، منهم من توفى فى ريعان الشباب وتركنا نجتث الذكريات ونترحم عليهم، ونقرأ لهم الفاتحة، وندعو لهم بأن يجعل مثواهم الجنة، ومنهم من اختطفته الغربة بعيداً عن الوطن، وصار وحيداً سوى من بعض الذكريات الباقية فى وجدانه، والباقون فى مصر يصارعون الحياة من أجل البقاء بعد أن أصابهم الشيب، وأخذت منهم الأيام بعضاً من الشباب وكثيراً من الصحة، وطحنتهم دوامة الحياة والعمل والانغماس فى متطلبات ومشاكل الأبناء، ولم يعد التواصل بينهم لا يتعدى سماعة التليفون فى الأعياد، وبعض الكلمات القصيرة على مواقع التواصل الاجتماعى، تعلن عن وجودهم على قيد الحياة.

تذكرت ذكرياتى الجميلة أيام الطفولة فى رحاب »ستنا مريم« وترحمت على هذه الأيام، ولم أتمالك نفسى إلا أن أسأل أقاربى وأخواتى ممن ظلوا على قيد الحياة، هنا أو هناك،  »هل أضأتم شمعة لستنا مريم«  شكر وتقدير لها، وهى التى جمعتنا يوماً فى رحابها، عندما كانت نفوسنا نقية بريئة، طاهرة، لم تلوثها الأيام.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2175 مشاهدة
نشرت فى 9 سبتمبر 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,019,449

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز