انتهت أجازة عيد الأضحى المبارك.. كان أجمل ما فيها خلو الفضائيات من برامج التوك شو المثيرة للأعصاب، أسبوع كامل عشناه بين الأهل والأصدقاء دون اللهاث وراء برامج تعرض لآراء سياسية مختلفة ومتضاربة ومتلاحقة.
أسبوع واحد حصل فيه العقل المصرى بكل طوائفه على أجازة من السياسة.. من هذا الصخب المجنون وما يتبعه من انقسامات تهدد استقراره المعنوى.. متاهات طويلة أشد تعقيدا من كل متاهات الأساطير والفلسفات الإغريقية، حيث يطل علينا صاحب الكلام الوطنى المعسول، يأخذ ألباب الناس حتى يصبح رمزا وحكاية.. وفجأة تظهر لنا على شبكات التواصل الاجتماعى جوانب أخرى للموضوع الذى كان يتحدث عنه أو جوانب أخرى من حياته لم نكن نراها، وليتنا ظللنا لا نراها، فتصيبنا الحيرة ولا نعلم ما هو الأفضل؟ أنراها فنخسر صورة النقاء التى كانت مطبوعة فى أذهاننا؟ أم لا نراها فنبقى مخدوعين مدى الحياة؟ وقتها يود الكثيرون أن يصرخوا في وجه المتكلمين: أرجوكم دعونا نظن أن في العالم خيرا، وأن من اعتقدنا أنهم ينتمون لنخبة هذا المجتمع يمتلكون من الحقائق ما يدفعوننا به إلى الأمام. 
لذلك كان من حقنا أن نستريح قليلا بعد أكثر من ثلاثة أعوام جلسنا فيها أمام الفضائيات نشاهد ونتابع وصلات من التناقضات والشتائم والتجاوزات التى لا تليق بشعب عظيم كان يوما مدرسة للأخلاق والسلوك الرفيع، أسبوع واحد حصلنا فيه على أجازة من المزايدات والأحلام الكاذبة وتصفية الحسابات بين القوى السياسية التى لم تدرك القيمة الحقيقية للديمقراطية ولا المعنى الحقيقى للحوار.
وانتهى الأسبوع وعدنا نتعارك مع بعضنا البعض.. نحاول بشتى الطرق إقناع من يختلفون معنا بوجهة نظرنا، نحاول أن نثبت أننا على حق ونتمسك بأمل خادع مفاده أن النصر اللحظى فى موقف الصراع سيضمن لنا النجاح الدائم، بينما الواقع يؤكد عكس ذلك، ليتنا ندرك أننا إذا كنا نتعامل مع من يختلف معنا على أنه عدو فإننا نسعى لهدمه وإخضاعه وليس إلى حل المشكلة أو إقناعه، وليتنا ندرك أن محاولات التوفيق بين المصالح والأفكار المتضاربة يشكل منبعا أساسيا للأفكار المبدعة والحلول المبتكرة، فمواقف الخلاف تفجر مخزونا هائلا من الطاقة يمكن لفائدتها أن تكون عظيمة لو وجهت الاتجاه الصحيح.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 459 مشاهدة
نشرت فى 27 أكتوبر 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,951,801

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز