لا ينكر أحد أننا نمر بأزمة حادة في إنتاج الطاقة الكهربية لكن جزءاً كبيراً من إحساسنا بها يرجع إلى سلوكنا الاستهلاكي وغياب ثقافة الاستخدام الرشيد للطاقة والتي تساعد في تخفيف وطأة الأزمة على البيت المصري.
وبات حل المشكلة في يد طرفين لا ثالث لهما الدولة بما تعده من مشروعات مستقبلية والأسرة بتقليل الفاقد في الاستهلاك.. وخلال السطور التالية نستعرض ما يمكن للطرفين تقديمه في مواجهة المشكلة وتجاوز تداعياتها.    




تقول مروة إسماعيل ربة منزل: لم أنتظر حدوث أزمة في الطاقة فقد ربيت أولادي منذ الصغر على عدم التبذير كسلوك عام  وهذا أفادني كثيرا فلم أحتاج إلى أن أشرح لهم أهمية توفير الطاقة وأن نكون نحن البادئين بأنفسنا، وبالفعل قرر أولادي أن يقصروا جلستهم في البيت على غرفة واحدة مع قناعتهم التامة بأهمية ما يفعلونه.

أما أحمد شمس وكيل وزارة بالكهرباء على المعاش فيقول: حولت وحدات إضاءة منزلي للعمل باللمبات الموفرة كما استبدلت أجهزة التكييف بالمراوح توفيراً لطاقة تشغيلها وأيضا تفادياً لارتفاع قيمة فاتورة استهلاك الكهرباء  وقررت أنا وزوجتى الاستغناء مؤقتاً عن استخدام غسالة الأطباق وأساعدها بنفسي في غسل الصحون إيماناً منى  بما تمر به البلاد من ظروف صعبة لن تنتهي إلا بمساندة الشعب وبعض التضحيات في سبيل بناء المستقبل.
تليفزيون واحد

وتضيف صفاء محمد موظفة بشركة هواتف محمولة: زاد وعيى بخطورة ما يهدر من الطاقة المنتجة للدرجة التي جعلتنى أقوم بنزع شاحن الهاتف المحمول من مصدر التيار حيث علمت أنه يظل يعمل طالما بقي متصلا  بالكهرباء وهذا استهلاك دون حاجة.
وشاركتنى العائلة هذا الوعى بأن اكتفينا بتشغيل جهاز تليفزيون واحد بدلا من ثلاثة كانت تعمل في بيتنا ونحن الآن نجتمع في غرفة واحدة لنتابع الفضائيات عبر جهاز واحد.
             
نصائح مهمة

يؤكد الدكتور إبراهيم ياسين - وكيل وزارة الكهرباء ورئيس جهاز تحسين كفاءة الطاقة – على أن أزمة الكهرباء يمكن تخفيف آثارها على حياة الناس بتعديل سلوك البعض في استهلاكها وأن ترسيخ ثقافة ربط الحاجة بالاستخدام يوفر القدرة على الوفاء باحتياجات المناطق والأحياء من الطاقة الكهربية يقول: من الأجهزة كثيفة الاستخدام للكهرباء الثلاجة والتكييف وغسالة الملابس والأطباق وسخانات المياه وهنا لا أطالب الأسرة المصرية بالاستغناء عما توفره هذه الأجهزة لها من رفاهية لكن أقدم إليها بعض النصائح التي يمكن من خلالها استهلاك الطاقة بشكل متوازن واقتصادي في الوقت نفسه:
يقول رئيس جهاز تحسين كفاءة الطاقة: يفضل فصل كل الأجهزة الكهربية كالتليفزيون والريسيفر والكمبيوتر عن مصدر التيار وعدم الاكتفاء بغلق زر التشغيل، ومن المفيد استخدام اللمبات الموفرة بدلا من الأخرى المتوهجة، ويجب أن تعلم الأسرة أن الطاقة اللازمة لعمل المكواة تعادل طاقة تشغيل 20 لمبة متوهجة لمدة ساعة تقريبا.
ويراعى أن تكون المسافة بين الثلاجة والحائط 20 سم على الأقل للسماح للحرارة بالانتشار  ولتجنب إهدار الطاقة أيضا مع عدم تكرار فتح الثلاجة لأن ذلك يزيد من الاستهلاك بنسبة 30%، ويفضل ملء الفريزر كله ولو بقطع الثلج لأنه يستهلك طاقة أكثر وهو فارغ.
وإذا كان لابد من تشغيل التكييف فليضبط على درجة 24 مئوية وكل درجة ترفع استهلاك الطاقة 6% بالإضافة إلى الحرص على تنظيف الفلتر.
وأخيرا إذا كان هناك سخان كهرباء في المنزل فمن الأفضل ضبط الحرارة على المؤشر البرتقالي.



      
ماذا بعد التوفير؟
ويتساءل البعض هل سنظل نرشد الطاقة طوال حياتنا؟  يجيبنا  كبير خبراء الطاقة ورئيس المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة المهندس ماجد كرم الدين حيث يقول: قبل الحديث عن استمرار الترشيد  في استخدام الطاقة من عدمه هناك شيء مهم جدا يغفله الكثيرون عند شراء الأجهزة الكهربائية ألا وهو بطاقة كفاءة الطاقة المطبوع عليها حروف A B C"" فحرف الـA  يشير إلى استهلاك الجهاز طاقة أقل وبالتالى لو كان لدى ربة المنزل غسالة مطبوع عليها هذه البطاقة فلتقوم بتشغيلها بلا حرج والفرق في السعر بين الأجهزة الموفرة للطاقة وغير الموفرة بسيط جدا لكنه يوفر طاقة كبيرة.
القادم أفضل
ويستطرد كرم الدين.. هذا من جانب على الجانب الآخر أبشر المصريين بأن الحكومة لديها مشاريع لتوليد كهرباء من طاقات أخرى بخلاف البترول مثل الطاقة الشمسية  فلدينا محطة بقدرة 10 ميجا وات بسيوة، ولدينا أخرى بقدرة 20 ميجاوات في الكريمات، ولدينا محطات توليد الكهرباء من الرياح  وتوجد أكبر مزرعة رياح بطاقة 200 ميجا وات في منطقة جبل الزيت وهي منطقة قريبة من الغردقة ولقد تعطلت هذه المحطة بعد ثورة 25 يناير لكنها ستعود للعمل من جديد بالإضافة إلى مشروع كبير لتحسين كفاءة الطاقة نهدف من ورائه إلى إنارة المصالح الحكومية بالطاقة الشمسية وإنارة الفنادق باستخدام الخلايا الشمسية ووضع هذه الخلايا فوق أعمدة إنارة الطرق وبالفعل طبقناها في طريق بشرم الشيخ.
ورغم كل هذا يظل التحدى الأكبر أمامنا هو إنارة المنازل حيث نستهلك 40% من مجمل طاقتنا في إنارتها ولكنى على ثقة أن الأيام القادمة سوف تكون نهاية لأزمة الكهرباء .

المصدر: سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 744 مشاهدة
نشرت فى 2 نوفمبر 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,696,081

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز