"ياريتنى اتولدت في بلد ثانية كانت حياتي اختلفت" عبارة سمعتها بأذنى أثارت حزني على أطفالنا, كيف وصل طفل صغير أن يتمنى تغيير بلده؟ كيف تركته أسرته حتى وصل لهذه الأمنية؟ وتوجهت للدكتورة مديحة الصفتى لأسالها عن دور الأسرةفي تقوية أو زعزعة الانتماء؟ وكيف نترك أولادنا يعيشون بلا هوية واضحة؟ وأثر ذلك عليهم وعلى الأسرة والمجتمع ككل؟ فقالت: تلعب التنشئة الاجتماعية للطفل دورا رئيسا في تكوين مجموعة المفاهيم والقيم والمبادئالتي ترسم ملامح شخصيته وسلوكه, وكلما كان هناك وعى تربوي كانت تنشئة سليمة لا تحدث تذبذبا في عقل ووجدان الصغير, وإذا كان كل طفل يحب أن تلبى كل طلباته فهنا علينا كأسرة عندما لانريد تلبية طلب ما أن نشرح ونوضح أن نعتبر كل موقف يمر علينا فرصة للتعلم فالإنسان عدو ما يجهل, فعندما نصدر له فكرة أن الحياة والظروف الاقتصادية صعبة وسيئة سيحلم بالعيش في مكان آخر ظروفه أفضل وأحسن, سيتخيل أن الجنة في هذا الوطن الآخرالذي لا أنتمى له فأتمنى لو كنت من مواطنيه لأنى لم أسمع غير الجوانب المضيئة لهذا الآخر دون أن أسمع عن معاناة الآخرين بداخله, دون أن يشرح ليأحد أن الوطن نعمة لا تباع ولا تشترى وأن حتى لو أتاحتلي الظروف جنسية هذا الوطن الآخر فلن أكونبها قد دخلت الجنة وضمنت السعادة الأبدية فلكل وطن أزماته والظروف الاقتصادية صعبة في كل دول العالم, وأضافت على الأهل الانتباه جيدا في تربية أولادهم حتى لا يصدروا لهم حالة السخط والرفض للوطن ثم يندمون لعدم انتمائهم لهم ورغبتهم في السفر, وقالت اهتموا بالحديث مع أولادكم عن فكرة الوطن وقيمة الأرضالتي استشهد بها الكثيرون للحفاظ عليها, فالأوطان لا نختارها حسب ظروفها الاقتصادية لكنها حيث تنتمي الجذور وليس سهلا الاستغناء عنها ولن يدركوا ذلك إلاإذا مروا بتجربة الغربة وعوملوا كمواطنين من الدرجة الثانية, فالشرح والحكى يساهم في رسم صورة متكاملة تجعل الطفل لا يتمنى مثل هذه الأمنية وهو لا يدرك هل ستسعده أم لا, انتبهوا جيدا لما تغرسونه من أفكارفي عقول الصغار لأنكم أول من سيجنى آثارها.