كان كل شيء مهيئ لنصر مبين من عند الله سبحانه، وكانت علامات النصر تبدو كشهب مضيئة فى سماء المحروسة، ومن يرجع بذاكرة الوثائق إلى الساعات القليلة التى سبقت العبور يدرك أن مصر كانت على موعد مع الانتصار، وأن هناك علامات وبشائر تشير إلى اقتراب لحظة العبور، لعل من بينها ما تردد عن زيارة شيخ الأزهر الأسبق العالم الجليل عبد الحليم محمود إلى منزل بطل الحرب والسلام الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، وإخبارهبأنه رأى رؤيا فى منامه أن الجيش المصرى العظيم يعبر قناة السويس وأن الله يبارك النصر، وكان السادات كتوما فلم يبح للشيخ بما أعده من عدة، لكنه أومأ برأسه ولم يعلق، وكان ذلك ليس سوى بشرى تطمئن بها القلوب، ومن غرائب القدر لمن يعود إلى سجلات الإذاعة المصرية ووثائقها الصوتية ما حدث عند نقل شعائر صلاة الفجرالتىأقيمت بمسجد مولانا الإمام الحسين - رضى الله عنه ـ حفيد رسول الله وشقيق الطاهرة السيدة زينب اللذين استقر بهما المقام بأرض مصر مهد الديانات وملاذ أولياء الله الصالحين وآل البيت الكرام، كان قارئ قرأن الفجر المشهود هو القارئ الشيخ الراحل محمد أحمد شبيب، قارئ الإذاعة المصرية، الذي ألهب المصلين ومعهم ملايين المستمعين فى ربوع مصر وخارجهاحماسا وخشوعا ـ لا تعارض ـ بأيات من سورة آل عمران مستدعيا آهات السامعين، كانت الآيات البينات من كتاب الله الكريمتتحدث عن فضل الشهادة في سبيل الله، وظل الشيخ شبيب يكرر الآيات في صوت خاشع مهيب، حتى قال بعض من حضروا الشعائر فى فجر ذلك اليوم أن هواء باردا منعشا قد غشيهم فانتعشوا وتمايلوا مع تجويد الشيخ، لكن الأجمل أنهم استشعروا أن نصر الله على الأبواب وأن العبور قادم؛ فلم يكن المصريون دعاة حرب إنما كان ثأرهم وبأسهم على من ظلمهم شديد، وبعد أقل من ثمانى ساعات كانت نفس الإذاعة تبث بيان العبور.. بيان العزة والكرامة..

المصدر: بقلم : طاهــر البهــي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 354 مشاهدة
نشرت فى 11 أكتوبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,466,249

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز