كانت مشاهد مدمنى المخدرات الذين يقبلون على تقطيع أيديهم ومناطق من أجسادهم تثير الرعب والذهول لدى الناس بمجرد رؤيتهم يفعلون ذلك وهم تحت تأثير المخدر، إلا أن ما يثير الدهشة والاستغراب لجوء شباب إلى إيذاء أنفسهم وهم فى كامل وعيهم بل ونشر صورهم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، فما الذي يدفع المراهق لتمزيق جسده وكيف يمكن محاربة هذا النوع من العنف؟
في البداية يقول د. جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس: يعانى المراهق الذي يلجأ لتقطيع جسمه اضطرابات فى الشخصية نتيجة الحرمان العاطفى فيسعى لتفريغ الطاقة السلبية من خلال "الكاتينج" والتخلص من الوجع النفسي من خلال الوجع البدني وهناك من يتجه لهذا التصرف للفت الانتباه، ومن ضمن الحالات التى رأيتها كان مريض يقطع أجزاء من جسمه لأنه فشل في الثأر من قاتل أخيه فكان لديه شعور بالذنب، وعلى كل أم لاحظت أن ابنها يقوم بهذا الفعل أن تتجه للطبيب النفسى على الفور.
المخدرات
يقول د. إبراهيم طه استشارى الطب النفسى: يلجأ إلى ممارسة ذلك النوع من العنف من يتعاطى المخدرات أو من يعاني اضطرابات شديدة فى الشخصية فيصل لمرحلة إيذاء النفس، ولا يوجد ضغوط نفسية تدفع الإنسان إلى تقطيع جسمه، فالمشكلات النفسية قد تتسبب فى فقدان الشهية أو حالة من العصبية لكن لا تتسبب فى الأفكار الانتحارية، فمن يقوم بتقطيع جسده هو شخص مندفع وينتقل من حزن لفرح فى لحظة ويهدد بالانتحار من خلال ذلك الفعل.
يد خفية
ترى د. بسمة سليم، خبيرة التنمية البشرية أن هناك يدا خفية لابد من البحث عنها وراء ظهور ذلك السلوك بين الشباب، قائلة: لن يفعل الشباب ذلك إلا من خلال توجيه مثل الأطفال الذين انتحروا بسبب لعبة الحوت الأزرق، فهناك من ينصح هؤلاء المراهقين بمثل هذه التصرفات الغريبة على المجتمع المصرى، فقديماً كان لا يقطع جسمه إلا المدمن الذى وصل لأصعب مراحل الإدمان، ولكن يتجه للكاتينج حالياً مراهقون لا يتعاطون العقاقير بناء على نصيحة البعض لهم للتخلص من الوجع النفسى فيستجيبون للنصيحة حبا فى التجربة والمغامرة والسبب غياب رقابة الأسرة على الطفل أثناء استخدامه للسوشيال ميديا ووجود صفحات لهم على الفيسبوك هو محاولة للتعبير عن أنفسهم ودعوة غيرهم للانضمام لهم، ولكن هناك يدا خفية تلعب للإطاحة بهؤلاء المراهقين من خلال دعوتهم للعنف الموجه للذات لأنه أصعب وأخطر أنواع العنف.
أما د. سهير صالح، أستاذ الإعلام التربوي بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة فتقول: قد يتجه المراهق لتقطيع جسده تأثراً بالألعاب الإلكترونية والمواقع المشبوهة التى أصبحت مصدر الأفكار الشاذة كالطالب الذى قتل مدرسته تأثرا باللعبة التى كان يلعبها، والحل هو أن يشارك الإعلام بجانب الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية فى التنشئة الاجتماعية، فلابد من وجود عنصر التربية الاجتماعية وهي من تعلم الطفل اختيار ما يشاهد، وما وصلنا له هو نتيجة عدم قيام المؤسسات بدورها ولابد من وجود رقابة من قبل الأم على استخدام أولادها للسوشيال ميديا فالتغيير لا يأتى فجأة والمراهق لن يقوم بتقطيع جسده بين يوم وليلة ولكن غياب دور الأسرة هو ما يتسبب في عدم ملاحظة التغيير الذى يحدث تدريجياً.

 

المصدر: نرمين طارق
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1565 مشاهدة
نشرت فى 25 ديسمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,207,363

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز