<!-- <!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} --> <!-- [endif]---->
من النعم التي أغدق بها الله سبحانه على مصر أن كل محافظة من محافظاتها الممتدة شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، تتميز بخصوصية سياحية وتاريخية خاصة بها، وكل ما عليك هو اكتشاف مميزات ومعالم كل رقعة من أرض مصر الطيبة وفي أي وقت من العام يمكنك الاستمتاع بها ومن ثم شد الرحال إليها؛ وعلى سبيل المثال فإن مدينة ساحرة مثل الإسكندرية نعرفها جميعا كمصيف ينافس شواطئ البحر الأبيض المتوسط العربية والأوروبية، ولكن البعض منا لا يدرك سحرها شتاء عندما تتكاثر السحب ويهطل رزاز الأمطار شتاء على كورنيشها الذي ليس له مثيل، وقتها نشعر أننا اغتسلنا من همومنا ومن عناء ومشقة عام مضى، وقد يقول البعض: وما الجديد؟
هنا نوجه انتباهه إلى رقعة أخرى ساحرة شتاء قد نسمع عنها ونحن غافلون عن روعتها وسحرها الأخاذ، نقول لك يا سيدتي هل شددت الرحال جنوبا إلى محافظة الفيوم، ذلك المنتجع الذي حبانا به الله ولا نعرف قيمته، إنها"بلد السبع سواقى" التي أصبحت الآن 4 سواقي فقط، حيث يوجد بها بقايا أكثر من 200 ساقية موزعة على جميع أنحاء المحافظة ذات الطبيعة الريفية البكر, وهي مسجلةضمن الخريطة السياحية،لما تمثله من كونها المحافظة الوحيدة المميزة بالسواقي حتى اليوم.
ويزيد من سحرها وقيمتها في الوجدان المصري أن سواقى الفيوم قام بالغناء لها العديد من كبار المطربين والمطرباتتتقدمهم كوكب الشرق السيدة أم كلثوم "سبع سواقي بتنعي على اللي حظه قليل"، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب "موال سبع سواقي", والفنانة شادية في أحد أفلامها "يا أهل الفيوم".
قبل أن تشدي الرحال إليها عليك أن تعلمي أيضا أن سواقى الفيوم تدار بقوة دفع المياه وتستخدم في نقل المياه من منسوب أدنى إلى منسوب أعلى دون وجود أى آلات أو ماكينات, وتتميز بصوتها الأجش الذى يشد الآذان حتى يستحوذ على انتباهك، ومن المعروف تاريخيا أن عمر سواقي الفيوميزيدعن 2000 عام، والتي تم ابتكارها في العصر البطلمي، بعد أن اتجه المصري القديم إلى الزراعة في الفيوم، حيث تعتبر المحافظة الوحيدة منخفضة المنسوب ولحاجة الفلاح القديم إلى ري الأرض من منسوب أدنى إلى منسوب أعلى، كان عليه أن يفكر في وسيلة لرفع الماء إلى الأرض الزراعية، فاستغل البطالمة شلالات بحر يوسف، في دفع سواقي الهدير، لتجلب هذه السواقي المياه من أسفل إلى أعلى بفعل قوة دفع المياه ذاتها.. نتمنى لك ولأسرتك نزهة ممتعة.
ساحة النقاش