طموحات وأحلام نحملها معنا عند توديع عام واستقبال آخر علنا نتعلم من أخطائنا أو نتجنبها فى المستقبل، لكن بعض المشاعر السلبية قد تكون رفيقا لنا فى العام الجديد فكيف يمكننا التغلب على ذلك، بل ونتخلص من أى طاقة سلبية قد تكون إخفاقات العام الماضى خلفتها لنا، حتى نستقبل العام الجديد بأمل فى تحقيق أهدافنا وآمالنا؟
تساؤلات عديدة حملناها إلى د. منار عبدالفتاح، اسشارى الصحة النفسية والإرشاد الأسرى لنتعرف منها على بعض الإرشادات النفسية التى تساعدنا على إتمام أهدافنا بنجاح، واستقبال العام الجديد بسعادة..
<!--في البداية كيف يمكننا استقبال العام الجديد بطاقة إيجابية وحالة نفسية صحية؟
مع بداية العام الجديد لابد من محاسبة أنفسنا ووضع أسس واضحة لأهدافنا، والتسلح بنية التغيير للأفضل انطلاقا من قوله تعالى "إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، بالإضافة إلى التحدث بطريقة إيجابية فالكلمة الطيبة جواز مرور للقلوب, مع التخلص من المشاعر السلبية وطي صفحة الماضي وبداية صفحة جديدة مليئة بالتفاؤل والأحلام, مع أهمية الإيمان بالذات والشعور بقيمتها وقدرتها على تحقيق الأهدافوتجنب مقارنتها بالآخرين فكل شخص لديه قدرات تميزه عن الآخر, بالإضافة إلى البعد عن التسويف فالتأجيل عادة تدمر الإنسان مع التخلى عن كلمة مستحيل واستبدالها بأن حلمي يحتاج مجهوداإضافي لتحقيقه ما يزيد النفس ثقة وهمة, إلى جانب الإيمان بأهدافي بعيدا عن رفض المجتمع لأفكاري, وعدم التفكير المستمر في المستقبل لأنه بيد الله فالقلق منهيرهق النفس ويحبطها, والتأكد أن حب الحياة هدية من الخالق عزوجل لذا يجب الاستمتاع بكل تفاصيلها وإرضاء النفس قبل الآخرين،وتغيير الخطط اليومية إذا تعثر تنفيذها, مع الأخذ فى الاعتبار إمكانية حدوث السيئ قبل الجيد, وترسيخ الإيمان بالله والتوكل عليه لا التواكل, وحمده على نعمه, والرضا بفضله، مع بداية اليوم بكلمات تمد النفس بالطاقة الإيجابية كالسعادة والرضا وممارسة الهواية المفضلة ,مع المداومة على عمل نشاط بدني لمدة نصف ساعة يوميا, والحرص على تناول الإفطار حيث أكدت بعض الدراسات بأن تناول الإفطار يعد طاقة تساعد على التفكير وأداء العمل بنجاح.
<!--وكيف يمكن الاستفادة من أخطاء الماضي؟
من خلال فهمها جيدا لتجنب حدوثها فى المستقبل, فهذا يساعدنى على تكون خبرات نتيجة للذكريات السيئة والمواقف الخاطئة التى تعرضنا لها من قبل.
<!--ماذا عن روشتة تحقيق الأهداف بنجاح؟
كي تتحقق الأهداف بنجاح لابد من الإيمان بأن الحياة ليست كاملة أو مثالية فالنجاح يحتاج إلى جهد ومواجهة أية صعوبات تعوق تحقيق الأهداف, فأي شخص بداخله مارد وقوة روحية تمكنه من مواجهة الأزمات,مع التركيز على نقاط القوة في الشخصية وأهمها الانضباط وقوة التحمل والالتزام والإصرار والبعد عن إعلاء سقف توقعاتى فى نجاح أية مشروع منذ بدايته, ومعرفة الفرق بين القدرات النفسية والإمكانيات المادية, مع أهمية الابتعاد عن أعداء النجاح "سارقي الطاقة", والتفاؤل حتى فى لحظات الفشل وإدراك أنه ليس نهاية العالم فالأزمة لاتجعل الإنسان يقف في مكانه لكن ردود أفعالنا هي التي تجعلنا نتقدم أو نعود للخلف, بالإضافة إلى الإيمان بأن المواقف الصعبة تصقل معدن الإنسان, وأخيرا قراءة قصص تحكي عن التفاؤل والتمسك بالأمل لتحقيق النجاح وعدم الاستسلام.
<!--وهل تؤثر قصص النجاحات والنماذج الإيجابية على عقل وقلب الإنسان؟
يوجد الكثير من القصص التي تحكي عن عدم فقدان الأمل,أقربهاإلى القلب قصة سيدنا موسىعليه السلام والمرأة العقيم، حيث جاءت امرأة إلى سيدنا موسى عليه السلام, فقالت له:ادع لي ربك أن يرزقني الولد فدعا كليم الله أن يرزقها الله الذرية, فقال الله: ياموسي إني كتبتها عقيمة,فحينما أتت إليه المرأة قال لها موسى لقد سألت الله لك فقال إني كتبتها عقيمة, وبعد عام آتته المرأة تطلب مرة ثانية أن يسأل الله أن يرزقها بولد, فعاود موسي سؤال ربه، فقال رب العالمين إني كتبتها عقيمة, وبعد فترة من الزمن آتت المرأة إلى موسىوهي تحمل طفلا! فسألها موسى طفل من هذا الذي معك؟فقالت إنه طفلي رزقني الله به,فكلم موسى ربه يارب كيف وقد كتبتها عقيمة؟ فقال رب العزة ياموسى كلما كتبتها عقيمة قالت يارحيم فسبقت رحمتى قدرتى.
وغيرها من القصص والنماذج التى تمد الإنسان بالطاقة الإيجابية وتسلحه بالثقة بالنفس وقدرته على تحقيق الأهداف.
<!--كيف يتم التعامل مع الأشخاص سارقي الطاقة الإيجابية (المحبطين) ؟
يختلف التعامل معهم حسب درجة المعرفة, فإذا كان من الزملاء يجبقطع العلاقة بهم نهائيا لأن مشاعرهم السلبية تنتقل للشخص فتعرقل نجاحه,أما إذا كانوا من الأقارب فيجب عدم الإفصاح بما يريد الشخصإنجازه أمامهم كما قال رسولنا الكريم "استعينوا على قضاء حوائجكم بالصبر والكتمان".
ساحة النقاش