رغم صغر سن ابنى إلا أن وزنه يزداد بمعدل كبير عن المعدل الطبيعى لأقرانه علما بأنه لا يتناول كميات كبيرة من الطعام ما يثير قلقى وتخوفى عليه من الإصابة بالأمراض وهو فى سن صغيرة.
كانت هذه مشاعر قلق تتملك إحدى الأمهات على طفلها الصغير بسبب السمنة وما تسببه من أمراض، حالها كغيرها من الكثير من الأمهات، فماذا عن أبرز أسباب إصابة ابنائنا بالسمنة وما هى طرق علاجها..
البداية مع د. وفاء محمد كمال، أستاذ مساعد السمنة والنحافة بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة وتقول: يعاني بعض الأطفال زيادة فى الوزن تتحول إلى سمنة غير مرغوب فيها بالإضافة إلى إصابته بالكثير من الأمراض فى سن صغيرة منها مرض السكرى وارتفاع معدل الكوليسترول فى الدم والاكتئاب ومشكلات التنفس أثناء النوم، كما تؤثر السمنة على سلوك الطفل حيث يتصف بعض الأطفال بالعدوانية بسبب تنمر زملائهم عليهم بسبب بدانتهم وغيرها من المواقف التي تدفعهم لاتخاذ سلوكيات عدوانية مع الآخرين.
وترجع د. وفاء الإصابة بالسمنة إلى إهمال بعض الأمهات الرضاعة الطبيعية والاعتماد على الألبان المصنعة والتى تعد أحد أسباب زيادة الوزن عند الرضع، بالإضافة إلى بعض العوامل الوراثية وجهل الوالدين بدوافع وفهم شخصية الطفل وكيفية التعامل معه نفسيا ما يدفعه لتناول الطعام بكثرة، إلى جانب إهمال الطفل ممارسة الرياضة بشكل يومى.
مرض السكرى
يقول د. إلهامى رفقى، أستاذ طب الأطفال بجامعة الزقازيق: تتسبب تناول الأطفال للمشروبات والأطعمة التى تحتوى على نسبة عالية من السكريات كالمشروبات الغازية والعصائر المعلبة والحلويات والبسكويت والشيكولاتة فى إصابته بالسمنة، بالإضافة إلى عدم تشجيع الوالدين للطفل على ممارسة الأنشطة والهوايات كالقراءة والرسم، ورغم زيادة الوزن لدى الطفل بسبب الإفراط فى تناول السكريات إلا أنه قد يفقد وزنه بشكل ملحوظ وهنا يجب على الأم استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات الخاصة بمرض السكرى وقياس وزن الطفل ومقارنته بعمره، إلى جانب مساعدة طفلها على التحكم فى نسبة السكر التى يتناولها فى طعامه بشكل يومى للوقاية من مخاطر السمنة التى تعد سببا رئيسيا فى الإصابة بمرض السكرى، مع العلم أن الكثير من الآباء والأمهات يقعون فى خطأ وهو مكافأة الطفل بتناول الأطعمة التي يحبها عند فعل أمور إيجابية.
وينصح د. إلهامى الوالدين لوقاية أبنائهما من الإصابة بالسمنة بتنظيم الطعام للطفل وإنقاص وزنه بنحو نصف كيلو شهريا وعدم حرمانه من تناول السكريات بشكل مفاجئ، كما يمكن تناول الشيكولاتة الداكنة والفواكه مع شرب اللبن واستخدام مشتقاته في عمل الأطعمة والحلويات داخل المنزل.
طرق الوقاية
يرى د. تامر فرج سلوم، استشارى التغذية العلاجية والسمنة بمستشفى شبين الكوم التعليمى، أن ذهاب الطفل مع والديه للتسوق وشراء الأطعمة من الطرق التى تساعده على الوقاية من السمنة لأنه يتعود على رؤية الأطعمة الصحية ومعرفته لغير الصحية، بالإضافة إلى رؤيته لسلوك والديه الشرائى، كما أن تناوله الطعام داخل المنزل يقيه من السمنة، وينصح الوالدين بعدم تناول الطعام بشراهة أمام الأطفال لأنهم قدوة لهم، موضحا أن السمنة نوعين، درجة أولى تبدأ من وزن 30 كيلو، وأخرى تبدأ من 35 كيلو، بينما تبدأ السمنة المفرطة من 40 كيلو فأكثر، فيما تبدأ زيادة الوزن من 25 كيلو.
يشير د. شريف الشافعى، استشارى الباطنة والسكر والغدد الصماء بجامعة المنوفية، إلى أن هناك أسبابا أخرى للسمنة منها الاختلال الهرمونى في جسم الإنسان ولعل من أهم الغدد الصماء الموجودة فى جسم الإنسان هى الغدة الدرقية المسئولة عن زيادة الوزن الناتج من الاضطراب الهرمونى، ويقول: يرجع قصور هذه الغدة إلى تناول الوجبات السريعة واختلال نسبة الماء والأملاح فى الدم، ويزداد الوزن كلما زادت نسبة الكربوهيدرات والدهون فى الوجبة لذا يجب تناول الطفل للخضراوات كالجزر والخس والجرجير وغيرها لأنها تمد الجسم بالمعادن والفيتامينات اللازمة لمرحلة النمو، مع تجنب تناول الأغذية التى تحتوى على المواد الحافظة والوجبات السريعة التى تمد الجسم بالدهون المسببة للسمنة.
ويختتم د. شريف حديثه ناصحا الوالدين بمتابعة الفحص الدورى للطفل عند الطبيب المعالج وقياس وزنه واتباع نمط غذائى صحى وسليم.
***
السمنة فى الوطن العربى
كشفت آخر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية عن بعض الدول التى سجلت النسبة الأعلى فى الإصابة بالسمنة وذلك حسب متوسط وزن أجسام المواطنين ولياقتهم البدنية وهى:
- الكويت 42.8٪: تربعت هذه الدولة على عرش الشعوب الأكثر بدانة في العالم في السنوات الأخيرة، ما جعل الكويتين يلجأون إلى تدبيس المعدة، حيث يتم إجراء حوالى 5 آلاف عملية سنويا.
- السعودية 35.2٪: تعانى أكثر من ثلث النساء في المملكة العربية السعودية مشاكل أو مضاعفات صحية ناجمة عن مشاكل زيادة الوزن، وتزعم بعض الدراسات أن السمنة في المملكة قد تكون أسوأ بكثير من الرقم المذكور.
- الأردن 34.3٪: ثمة أوجه شبه بين الأردن والإمارات العربية المتحدة عندما يتعلق الأمر بمشكلة السمنة، فعلى سبيل المثال السمنة أكثر شيوعاً لدى النساء منها لدى الرجال، والفرق واضح بصورة خاصة في الأردن حيث يبلغ معدل السمنة لدى النساء ضعفه لدى الرجال.
- الإمارات 33.7٪: يعد النظام الغذائى الخاطئ الذي يعتمد على الوجبات السريعة السبب الأبرز لإصابة الإماراتيين بالسمنة.
ساحة النقاش