لعبت مصر دورا ريادا فى القارة السمراء على كافة المستويات السياسية والاقتصادية وغيرها، وحملت على عاتقها حل المشكلات التى تواجه الشعوب الأفريقية ومد يد العون لها أثناء الأزمات الأمر الذى أهلها لرئاسة الاتحاد الأفريقى، فماذا يمكن أن تقدم مصر للدول الأفريقية على صعيدى المرأة والشباب، والأهم هل هناك تجارب أفريقية ناجحة يمكن نقلها إلى مصر والاستفادة منها؟
هذه التساؤلات وغيرها الكثير تجيب عنها السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية سابقا فى هذا الحوار..
- فى البداية كيف ترين رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي ؟
لا شك أن هذا القرار نتيجة لثقة الدول الأفريقية في مصر, والتغييرات الإيجابية التي شهدتها خلال الفترة الأخيرة, والنهج الذي تسلكه الدولة لإعادة علاقاتها بالدول الأفريقية، وأرى أنها فرصة جيدة للاستفادة من خبرات الدول الأفريقة الناجحة فى مجال المرأة وتبادل خبراتنا الناجحة فى كثير من المجالات.
- كيف ستسهم مصر في إفادة الدول الأفريقية في مجالي المرأة والشباب؟
سيكون هناك اهتمام وتركيز على تحسين وضع المرأة والشباب في الدول الأفريقية باعتبار أنهما قطاعان مهمان لإحداث التنمية،إلى جانب أنهمامن الفئات المهمشة خلال الفترات السابقة،وسيتم من خلالها نقل الخبرات المصرية حيثنجحت مصر فى تحقيق إنجازات للمرأة والشباب خاصة فى مجال التمكين الاقتصادي، وأود أن أشير إلى أن تبادل الخبرات سيمكن مصر من الاستفادة من تجارب ناجحة لدول أفريقية وصلت فيها المرأة إلى مناصب قيادية كرئيسة للدولة أو الحكومة والبرلمان ، ووزيرة للدفاع والخارجية، إلى التمثيل المشرف داخل البرلمان.
- وما أكثر المشكلات التي تواجه المرأة الأفريقية من وجهة نظرك؟
أرى أن نسبة تمثيل المرأة الأفريقية في النزاعات الدولية ضئيلة جدا، لذافنحن في حاجة إلىأن تكون المرأة ممثلة في المفاوضات التي تخص تحقيق السلام وإعادة الإعمار، فالمرأة في رأيي قادرة على تقديم المساعدة في تحقيق السلام فهى بطبيعتها تسعى للمصالحة والسلمية على عكس طبيعة الرجل الذي يسعى للعنف والحلول الجذرية الحاسمة.
- إحجام بعض رجال الأعمال عن الاستثمار في أفريقيا من القضايا المهمة، فما الآليات التي من خلالها يمكن حل هذه القضية؟
أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى عن إنشاء صندوق لضمان المخاطر في مؤتمر الاستثمار أفريقيا 2018 الذي عقد في شرم الشيخ، وهو موضوع مهم جدا لأن إحجام كثير من رجال الأعمال المصريين عن الاستثمار في أفريقيا ناجم عن تخوفهم من تعرضهم لأي مخاطر، فوجود صندوق يقدم ضمانات على الاستثمارات والتجارة من شأنه طمأنة المستثمرين، لذا يجب الترويج له جيدا ونشر الوعي للتوجه بقوة أكثر لباقي الدول الأفريقية.
- مصر لديها العديد من التجارب الناجحة في مجالات المرأة والشباب فما هي الاستفادة المتوقعة والخبرات المتوقع أن ننقلها للدول الأفريقية؟
بالفعل لدينا إنجازات عديدة ووضعنا الآن أفضل بكثير من ذى قبل، وهذا يتجلى فى زيادة عدد الوزيرات والمحافظات ونائبات المحافظين، وغيرها من المناصب التى نجحت المرأة فى اقتحامها، إلى جانب التشريعات التى انتصرت للمرأة مثل تغليظ عقوبة التحرش والختان وزاج القاصرات، وسوف يتمتبادل الخبراتمن خلال عقد دورات تدريبية تنظمها وزارة التخطيط للقيادات النسائية في مصر، وقد عقدت دورة حول تمكين المرأة في التجارة البينية ونعتزم تكرارها في عدد من دول أفريقيا.
<!--الختان من أكثر المشكلات الاجتماعية التي تعانيها الدول الأفريقية فهل تعتزمون مناقشة هذه القضية؟
مما لا شك فيه أن الختان من القضاياالمهمة، وهناك الكثير من الخبرات لدول أفريقية يمكن الاستفادة منها، فمثلا كينيا كانت من الدول التي تعاني من هذه المشكلةوكانت لديها حملة قوية جدا وممنهجة وممتازة للقضاء على هذه الظاهرة،لذا نتطلع إلى الاستفادة من هذه التجربة.
- وما الدور الذي سيسهم به المجلس القومى للمرأة؟
المجلس له دور مهم جدا،حيث يقدم عددا من المقترحات لأنشطة سيتم إقامتها خلال العام الحالي، يناقش فيها بعض الموضوعات المهمة منها دور المرأة في تحقيق السلم والأمن الأفريقي، والذى يستعرض دور المرأة فى مكافحة الإرهاب، والتصدى للهجرة غير الشرعية، وكيفية تمكين المرأة للقيام بدورها على أكمل وجه في هذا المجال، بالإضافة إلى نقل تجرب مصر فى الشمول المالي للمرأة للعديد من الدول الأفريقية.
ساحة النقاش