ميزانيات ضخمة تنفق وجهود كبيرة تبذل خلف ستار المواقع الإباحية التى تستهدف الشباب وتدمر عقولهم، فهناك فيلم جديد ينتج كل 39 دقيقة، وملايين الدولارات تدفع على مشاهدتها ما ينذر بكارثة محتومة تهدد المجتمع على المستوى الدولى وشبابه الذين هم عماد الحاضر وأمل المستقبل، فكيف يمكن حماية الشباب من مخاطر هذه المواقع، وما الأسباب التى تدفعهم لزيارتها؟ وما الآثار النفسية والمجتمعية المترتبة على إدمانهم مشاهدة محتواها اللاأخلاقى؟

تساؤلات ومخاوف عديدة نقلتها «حواء » إلى خبراء النفس والاجتماع فى محاولة لإيجاد حلول للمشكلة..

فى تجربة لافتة لانتباه قام باحثون أستراليون بعرض مقطع إباحى على مجموعة من الشباب بصورة متكررة، فى البداية كان الفيلم مثيرا لكن كلما تكرر عرض نفس المقطع كانت الإثارة أقل، وبعد 18 عرضا كادت الإثارة أن تختفى تماما، ثم فى المرة ال 19 عرض الباحثون مقطعا جديدا فارتفع مستوى إثارة الشباب إلى نفس مستوى عرض المقطع الأول، ما جعلهم يستنتجون أن الإنسان يستجيب جنسيا فقط إلى التجديد المستمرّ ولا يستثار عن طريق التكرار.

وتوصلت دراسة أخرى أجريت على أشخاص يمضون 12 ساعة أسبوعياً فى مشاهدة الأفام الإباحية إلى أن 30 % منهم مصاب بدرجة عالية من القلق النفسي، و 35 مصابون بدرجات مختلفة من التوتر النفسي، وتبين أن الشباب الذين يمضون ساعات طويلة فى مشاهدة هذه الأفام تظهر عندهم أعراض الاكتئاب أكثر من غيرهم مع الميل نحو ردود الفعل الغاضبة وفقدان التركيز.

فضول ومعرفة

عن أسباب مشاهدة الشباب لهذه المواد الإباحية تقول د. سوسن فايد، أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية: يلجأ الشباب لمشاهدة مثل هذه المواد لعدة عوامل أهمها حب الاستطلاع والتجربة حيث يتملكهم الفضول أثناء فترة المراهقة، بالإضافة إلى تأخر سن الزواج وانتشار البطالة والفراغ والجلوس مع رفاق السوء، ونتيجة مشاهدة هذه المواقع يتعرض الشخص للصراع الداخلى بن ما يشاهده وما يعيش فيه فتتولد روح التمرد والعنف الأسرى والتأخر الدراسى والرغبة فى إشباع شهواته بطرق غير سوية كالتحرش أو الاغتصاب.

مرحلة الشباب

تقول د. اعتماد بسيونى، أستاذة علم النفس: يفرز دماغ الإنسان مادة التستيرون والدوبامين بشكل طبيعى أثناء الاستثارة الجنسية لكن عند مشاهدة مواقع إباحية تزيد نسبة هذه المواد فى الدماغ بنسبة كبيرة عن المعتاد ما يؤثر على المنطقة الأمامية من الدماغ وهى المسئولة عن اتخاذ القرار، ولأن مرحلة الشباب تتسم بالتغيرات النفسية والجنسية وتغير الهرمونات يجب تعليم الشباب كيفية السيطرة على هذه التغيرات التى تحدث سواء من خلال المناهج الدراسية أو اللجوء للمختصين لإرشادهم.

وتضيف: يعتبر الشباب مشاهدة الأفلام والمواقع الإباحية موضة ورغبة للتباهى والتفاخر وبمرور الوقت وزيادة نسبة المشاهدة يتعرض الشاب أو الفتاة للإدمان بالإضافة إلى إرهاق الخايا المسئولة عن الإفرازات ما يتسبب فى تلفها تدريجيا والإصابة بالاكتئاب والميل إلى العزلة لعدم الشعور بالسعادة.

الرقابة الأسرية

إذا وصل الشاب إلى مرحلة إدمان مشاهدة هذه المواد هل يمكن التعافى منها؟

تجيب د. نورا رشدى، وكيل معهد الخدمة الاجتماعية سابقا على هذا التساؤل قائلة: فى البداية يجب توعية الشباب أن الفضول الذى يدفعهم للتردد على هذه المواقع هو نفس الشعور الذى يدفع الناس لتجربة المخدرات أو الخمور وأنه عندما يقترب منها لن يضمن مدى تمكنها منه مهما ظن نفسه قويا، كما أن على الأسرة دورا كبيرا فى توعية شبابهم بمخاطر هذه المواقع عليهم والمجتمع باعتبارها سلاحا مدمرا يستهدف عقولهم، وأنصح الأبوين تعلم كيفية التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة لمعرفة ما يشاهده أبناؤهم ومشاركتهم هوايتهم وممارساتهم.

وترى د. سامية علي، أستاذة التربية النوعية بجامعة عين شمس أن عمل الشباب وشغل أوقات فراغهم الحل السحرى لمواجهة الغزو الخارجى المتمثل فى إتاحة المشاهد الإباحية عبر شبكة الإنترنت، مؤكدة أن القضاء على البطالة يقى الشباب من الوقوع فريسة سهلة لأهداف هذه المواقع، وتنصح الأبوين بتشجيع أبنائهم على ممارسة الرياضة لتفريغ الشحنات الزائدة من الجسم, داعية وزارة الشباب إلى تكثيف تنظيم

المسابقات والأنشطة الرياضية خلال مراكز الشباب المنتشرة على مستوى الجمهورية وتطوير المعسكرات الرياضية.

وتقول: إذا كان لدينا فعليا قانون لمواجهة مثل هذه المواقع وحظرها بل وتجريمها فيمكننا إكمال هذا بتشريع قانون يجرم الفوضى وإفساد المجتمع ويحميه من الأمراض التى تبث وتنتشر بداخله، على أن يتضمن عقوبات رادعة لكل من يفسد الذوق العام ويستهدف عقول شبابنا فى نشر الجريمة والأخلاقيات المنافية لتعاليم صحيح الدين.

***

حقائق.. وإحصائيات

واجهت كوريا الشمالية تداول وبث هذه المواد بإصدار قانون يعاقب مروجيها بعقوبات تصل إلى حد الإعدام، وفى بريطانيا يعتبر مشاهدو الأفام الإباحية أكثر من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى والتسوق والسفر  وممارسى الألعاب الإلكترونية.

- ينفق 3.075.64 دولار لمشاهدة المواقع الإباحية فى الثانية الواحدة، وهناك 28.2582 شخص يشاهدون هذه المواقع عبر الإنترنت، بينما يصدر فيلم جديد كل 39 دقيقة.

- يبحث 64 % من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 24 عاما بنشاط عن المواد الإباحية أسبوعيا، بينما تبحث المراهقات عن الإباحية أكثر من النساء البالغات من العمر 25 سنة.

- كشفت دراسة أجريت على الفتيات على مستوى العالم بين 14 و 19 عاما إلى أن الإناث الائى يشاهدن مقاطع الفيديو الإباحية يتعرضن للتحرش أو الاعتداء الجنسى.

- توصلت دراسة سويدية أجريت على الذكور البالغن من العمر 18 عاما أن المشاهدين المتكررين للمواد الإباحية كانوا أكثر احتمالا بكثير لتدوال هذه المواد فيما بينهم من غيرهم من الشباب من نفس العمر.

المصدر: كتبت : هايدى زكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 542 مشاهدة
نشرت فى 6 مارس 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,465,391

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز