أرقام مفزعة تلك التى أظهرتها الدراسات التى أجريت على مشاهدة الأطفال للمواقع الإباحية حيث تبين أن 40 % من المراهقين يتعرضون لمواد إباحية وصور تعرى عن طريق الصدفة أثناء تصفحهم شبكة الإنترنت ما يعزز غريزة الفضول لزيارة المواقع التى تبث هذه المواد، فكيف يمكن حماية النشء من مخاطر هذه المواقع؟

فى البداية تقول د. سامية قدرى، أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس: أصبح الطفل الآن يواكب التكنولوجيا من خلال مشاهدة مواقع الإنترنت وأثناء تصفحه على سبيل الصدفة يتعرض لمشاهد إباحية، لذا على الوالدين التعامل مع الطفل بشكل سليم، فبناء الشخصية تبدأ من طفولته حيث تشكل المرحلة العمرية من 3 ـ 6 سنوات مرحلة تخزين المعلومات والمشاهد حيث يقوم بتكرارها وترديدها في وقت لاحق، فقد يشاهد محتوى إباحى ويقوم بتقليده بعد عدة أشهرعندها يجب على الأم عدم الصراخ في وجهه وتوجيه الاتهامات له والتعامل معه بهدوء شديد لأن عقاب الطفل بالحرمان أو الضرب يكون تأثيره أكثر ضررا من رؤيته للمحتوى الإباحى، بل يجب عليها تقديم شرح مبسط له بأن هذا الفعل غير مقبول ومحاولة حظر المواقع التى تعرض محتوى إباحى، فالأم عليها أن تكون صديقة لطفلها تجلس معه وتعرف ما يشاهده وتناقشه فيه، فالحوار بينهما ضروري لنفسية الطفل وإعطائه الثقة بالنفس.

وتتابع: على الوالدين إعطاء الطفل الكثير من الحنان والحب لأن ذلك يجعله يتحدث معهما عما يفعله أو يشاهده، مع ضرورة متابعته ومراقبته وعدم تركه لساعات طويلة أمام الكمبيوتر أو الهاتف لأن ذلك يصيبه بالتوحد وأيضا أمراض القلب وضعف النظر، بالإضافة إلى عدم التحدث عما فعله أمام الآخرين، إلى جانب إشغال وقت فراغ الطفل بالذهاب إلى النادي وممارسة الرياضة وتعويده على القراءة والذهاب للمكتبات العامة.

مشكلات صحية

يرى د. أحمد المهناوى، أستاذ أصول التربية بكلية التربية جامعة بنها، أن تعرض الطفل لمشاهدة الأفلام الإباحية يمثل خطرا كبيرا على صحته العضوية والنفسية ما يؤثر ذلك على أدائه الدراسي، ويقول: مشاهدة هذه الأفلام تجعله أكثر عرضة للتأخر الدراسي والكذب المستمر والعزلة عن الآخرين فتتغير لديه عادات النوم فيميل الطفل للسهر ليلا ما يؤثر ذلك على تركيزه أثناء اليوم الدراسي، لذا يجب على الوالدين التعامل مع هذه المشكلة بحكمة وعدم حرمان الطفل من استخدام الإنترنت وتحديد عدد ساعات المشاهدة له، إلى جانب ترتيب أفكارهم عند الإجابة على تساؤلات الطفل الخاصة بما يشاهده من فيديوهات وأفلام إباحية حتى لا يحدث رد فعل سلبي لديه أو يزيد لديه حب الفضول بمعرفة كل ما هو سرى فيلجأ إلى أصدقاء السوء للبحث عن إجابات لتساؤلاته.

تأثيرات سلوكية

عن تأثير الأفلام الإباحية على سلوكيات الطفل يقول د. عبد الفتاح درويش، أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب جامعة المنوفية: انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة إدمان الإنترنت والتعامل مع مادته سواء من أفلام كارتونية مقدمة للأطفال خاصة من سن السادسة وحتى مرحلة المراهقة وما يمكن أن تتضمنه من مشاهد بصرية وسمعية تحتوى على مثيرات إباحية أو سلوكيات عنف، حيث أظهرت غالبية الدراسات مدى خطورة تأثير التعرض لهذه المواد المصورة على سلوكياتهم نظرا لأنها تثير سلوك التقليد الأعمى، ومع  تكرار التعرض للمشاهدة يكتسب البعض منهم السلوكيات السلبية، لذلك يجب على الآباء محاولة حجب المحتويات الإباحية قبل وصولها للطفل حيث يسهل على الطفل فتح وتحميل الألعاب والأفلام الإباحية عبر اليوتيوب فهى كالفيروس الذى يدمر عقول وسلوكيات الأطفال، كما يجب أن يكونا قدوة أمام الطفل وأن يقدما له النصح والإرشاد من خلال زيادة فترات الجلوس معه وعدم تركه فريسة لهذه المواد الإباحية حتى لا تنتشر سلوكيات العنف والإيذاء فى المجتمع.

وينصح د. هانى محمد صبحى، استشارى العلاقات الأسرية وتعديل السلوك والصحة النفسية بجامعة عين شمس الوالدين بالإنصات للطفل وعدم مقاطعته وإتاحة الفرصة للتعبير عن رأيه كى لا يفقد ثقته بنفسه، والتحدث مع الطفل وشرح أضرار ومخاطر مشاهدة  المواد الإباحية، إلى جانب تشفير القنوات الفضائية الإباحية ومراقبة الطفل خارج المنزل وأثناء اختلاطه بزملائه ومعرفة ما يفعله عند زيارته لأصدقائه، بالإضافة إلى تقوية الجانب الإيمانى لدى الطفل والتحدث معه عن صحيح الدين.

***

دراسة حديثة

أشارت دراسة حديثة أصدرتها جامعة عين شمس إلى أن أكثر من 70 % من الأطفال والشباب ما بين الخامسة عشر والخامسة وثلاثين يتعرضون لمواقع العنف والجنس التى تفرض وجودها عليهم أثناء تصفحهم الإنترنت والتى تعمل على نشر العدوانية والإباحية بشكل يثير القلق، حيث تقدم لهم كل الإغراءات الممكنة للدخول إلى تلك المواقع والتى بلغت 12% من نسبة المواقع الموجودة على الإنترنت وما زالت فى تزايد مستمر.

وفى استطلاع جديد أجرته جمعية بريطانية شمل 700 طفل أقر واحد من كل 5 أطفال بمشاهدته لصور إباحية ما أدى لشعورهم بالصدمة والغضب، فيما قال 12% أنهم صنعوا أو شاركوا فى مقطع إباحى، وأوضحت الدراسة أن المواد الإباحية أصبحت جزءا من الحياة اليومية للعديد من الأطفال الذين عبر بعضهم عن قلقه وخشيته من التحول لإدمان مشاهدتها ما جعلهم يطلبون المساعدة.

وفى دراسة حديثة أجرتها جامعة واشينجتونثى بوسطن تبين أن أكثر من 40% من الأطفال والمراهقين غالبا ما يصادفون مواد إباحية على الإنترنت عن طريق الصدفة، وكانت هذه الأعداد أعلى بين الأولاد الأكبر سنا حيث 4 من كل 10 ذكور ما بين 16 ـ17 سنة بأنهم يذهبون إلى مواقع للبالغين عمدا مقارنة مع ثمانية بالمائة فقط من البنات فى نفس العمر.

المصدر: كتبت : أسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 826 مشاهدة
نشرت فى 6 مارس 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,908,792

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز