كنت ومازالت حريصة على التواصل مع قطاعات عريضة من الشباب أولا بحكم عملي، وثانيا لمعرفة ردود أفعالهم حول بدء اهتمام القيادة السياسية بهم ووضعهم في بؤرة الضوء بعد أكثر من ثلاثين عاما كانوا فيها مهمشين وبعيدين عن أدنى اهتمام، وهو ما كان السبب الرئيسي وكما تابعنا جميعا وراء عمل بعض النفوس المغرضة على استقطابهم ضد الوطن في مرحلة ما، خاصة بعد إشعارهم بأن ما لديهم من طاقات ومهارات أمر مهمل وأنهم لا يلقون أدنى رعاية، ومن خلال تشرفي بحضور مؤتمرات الشباب منذ الدورة الأولى لانعقادها في مدينة شرم الشيخ، فحرصها على مشاركة الشباب والتواجد بينهم في عدد من المحافظات المصرية من خلال دوراتها التالية سواء في محافظة أسوان أو الإسماعيلية والإسكندرية فالقاهرة، فانطلاق منتدى شباب العالم، واستمرار المسيرة في ملتقى الشباب العربي الأفريقي، وفي كل هذا وغيره كانت هذه الجهود تؤكد بما لا يقبل أدنى شك بداية بالنسبة لشباب مصر، أن تولى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم قد جاء ليشكل بداية العصر الذهبي للشباب حيث انطلقت العديد من البرامج والمشروعات التي تضع الشباب نصب أعينها، والتي كان منها هذا المؤتمر العملاق والذي نجح كما رصدت خلال دوراته في إشعار الشباب بأنهم بالفعل ليسوا فقط محل اهتمام ورعاية ولكنهم في مركز المشاركة وصناعة القرار، حيث حفلت هذه الدورات جميعها بنماذج ممثلة لشباب كافة المحافظات المصرية بمختلف فئاتهم وتخصصاتهم، وبهذا أتيحت لهم فرصة حقيقية ليس فقط للتواجد والحضور ولكن لعرض مشروعاتهم وأفكارهم بل رؤاهم نحو معالجة العديد من القضايا والمشكلات المجتمعية، أما عن أبرز توصيات دورات مؤتمر الشباب فيما يتعلق بتنمية وتحسين أوضاعهم فنذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر تشكيل لجنة وطنية من الشباب، وبإشراف مباشر من رئاسة الجمهورية لتقوم بإجراء فحص شامل ومراجعة لموقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، وهو ما تحقق فعليا ولمسناه جميعا من خلال الدور الذي قامت به هذه اللجنة فيما بعد ونتج عنه الإفراج عن بعض هؤلاء الشباب، هذا بجانب إنشاء مركز وطني لتدريب وتأهيل الكوادر الشبابية، وبالفعل تم تأسيس الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، والتي تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكافة قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم، وتجميع طاقات الشباب فى عمل وطنى يفيد الدولة ويبنى نهضتها، وينشر الوعى الثقافى والاجتماعى والدينى والسياسى بين قطاعاتهم، هذا بجانب إطلاق منتدى شباب العالم الذي خرج للنورعملاقا يجمع بين الشبابوهو ما أكسب شبابنا العديد من الخبرات, بل وكان وبكل تأكيد رسالة سلام للعالم أجمع أعادت التأكيد على دور مصر على المستويين الإقليمي والدولي، واستمرت النجاحات في الدورة الثانية من المؤتمر والتي كان من أبرز مفاجآتها الارتفاع الكبير في نسبة حضور ومشاركة الشباب من خارج المنطقة العربية وقارة أفريقيا، حيث بلغت نسبة الشباب الغربى أكثر من 80%, فيما بلغت نسبة شباب العالم العربى والأفريقيأكثر من30%, وتطرقت مناقشاتها لقضايا أكثر أهمية كان من أبرزها مناقشة التحديات المشتركة للقارة السمراء، وهو أمر كثيرا ما نادينا به تأكيدا على الدور المصري في هذا الإطار، ودعم ومساندة شباب مصر لم يتوقف عند هذه الجهود فقد كان هناك تخصيص عام كامل للشباب عام 2016، انطلقت خلاله واستمرت أيضاالعديد من البرامج والمشروعات الداعمة لهم كان منها تكليف البنك المركزى بتنفيذ برنامج شامل ومتكامل لدعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال توجيه البنوك والقطاع المصرفى بتخصيص نسبة لا تقل عن 20% من إجمالى القروض خلال السنوات الأربع القادمة لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للشباب، على أنيكون سعر الفائدة على القروض المقدمة لتمويل المشروعات متناهية الصغر لا يزيد على 5% سنويا متناقصة، مع توجيه وزارة الإسكان بالانتهاء من تنفيذ 145 ألف وحدة سكنية بالإسكان الاجتماعى للشباب خلال عام 2016 بإجمالى 20 مليار جنيه، هذا بالإضافة إلى تكليف القائمين على مشروع استصلاح المليون ونصف مليون فدان بتخصيص نسبة ملائمة من الأراضى بالتملك للشباب، وذلك للاستفادة من برنامج التمويل الحكومى للشباب، مع الاهتمام بتطوير التعليم وهو ما لمسناه من خلال انطلاق منظومة تطوير التعليم، هذا هو وببساطة جانب مما حصده ومازال يحصده الشباب المصري حتى هذه اللحظة من مكتسبات نتيجة لدعم قيادتنا السياسية لها، وهو ما تبلور بصورة أكثر بروزا من خلال نجاح عدد منهم نتيجة لهذا الدعم في الوصول لمناصب قيادية متفردة كنواب للمحافظين، بل ووصول نسبة تمثيلهم بالبرلمان إلى ما يزيد عن 30%، ولكل هذا النجاح ولأن مصر تستعيد ريادتها ودورها الحيوي على المستويين الإقليمي والدولي كان الاهتمام بالشباب العربي والأفريقي محور عناية قيادتنا السياسية حيث شهد منتدى شباب العالم مشاركة وتواجد عدد كبير، هذا بجانب تكليف الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب بتدريب الشباب العربى والأفريقي، فانطلاق ملتقى الشباب العربي الأفريقي لإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن أحلامهم وطموحاتهم ومواجهة التحديات التي تعترض مسيراتهم، كل هذا يعد فقط نقطة البداية بالنسبة لاحتضان مصر لهذا الشباب، والتي أتمنى أن يقتنصوها كما فعل شباب مصر، فكما نعيش العصر الذهبي لشباب مصر فبالتأكيد إننا نستعد للعصر الذهبي للشباب الأفريقي تحت رعاية قيادتنا السياسية المخلصة، وتحيا مصر دائما.
ساحة النقاش