مع انتهاء شهر رمضان والعيد وانطلاق فصل الصيف يرغب أفراد الأسر المصرية فى قضاء أيامه بين السهرات الليلية والرحلات إلى المدن الساحلية، ولأن المرأة هى وزيرة مالية الأسرة فهى تسعى دائما لتحقيق رغبات أفرادها جنبا إلى جنب مع توفير متطلباتهم واحتياجاتهم، الأمر الذى يستلزم منها وضع خطة اقتصادية لقضاء أيام الصيف مع تحقيق فائض للادخار لمواجهة ما قد يطرأ من أزمات..
فى الجولة التالية حاولت «حواء » أن تساعد ربات البيوت فى وضع هذه الخطة لقضاء صيف ممتع ..
في البداية تقول إنجي محمد، موظفة بالشهر العقاري: مرتبي أنا وزوجي أصبح لا يكفي متطلباتنا الأساسية خاصة بعد ارتفاع أسعار السلع, لذا قررت تغيير ثقافة الشراء فأصبحت أشتري اللحوم والأسماك والفاكهة بعدد أفراد أسرتي, وابتعدت عن تخزين السلع فى الفريزر ما ساعدنى فى ترشيد استهلاك الكهرباء وحقق لى فائضا شهريا قمت بادخاره في دفتر توفير يساعدنى في شراء ملابس الصيف وتنظيم النزهات.
وتقول رقية السعيد، مهندسة معمارية: أرتب أولوياتي وفقا لدخلى وزوجى الشهرى، وأقتطع جزءا منه لعمل جمعية مع زميلاتى فى العمل لمواجهة أى ظرف طارئ، إلى جانب شراء الملابس الجديدة وقضاء بعض الأيام بالغردقة أو الإسكندرية.
دفتر توفير
تقول عبير عبدالله، ربة منزل: اعتدت الادخار منذ صغري فدوما كان لدي حصالة أدخر فيها كل ما أحصل عليه من أموال, وبعد أن أصبحت فتاة ادخرت فائض مصروفي الشهري بدفتر توفير, وعندما تواجهني أزمة مالية مثل ارتفاع أسعار ملابس الصيف ألجأ إلى الدفتر, وهذا ما أعلمه لبناتي.
أما همت محمود، مهندسة فقد واجهت ارتفاع الأسعار بإلغاء الفسح والرحلات، واستبدالها بزيارة الأهل والأقارب في إحدى المحافظات, وشراء الملابس وقت التخفيضات (الأوكازيون), بالإضافة إلى تقليل عدد مرات شراء اللحوم لتصبح مرتين فقط شهريا, والأسماك مرة أسبوعيا, واستبدلت الحلوى بالفاكهة المتنوعة.
الاستهلاك الفج
بعد التعرف على حيل السيدات لترشيد الاستهلاك توجهنا إلى خبراء الاقتصاد لوضع ميزانية معتدلة لفصل الصيف تحقق التوازن بين الإنفاق الجيد وادخار الفائض، فيقول د. رشاد عبده، أستاذ الاقتصاد والاستثمار والتمويل الدولي: في ظل تناقص الدخل الحقيقي نتيجة لغلاء الأسعار يجب عمل أولويات مهمة للبيت واللجوء إلى ترشيد الإنفاق حتى لا تتفاجأ ربة المنزل بانتهاء الدخل قبل نهاية الشهر, مع البعد عن سلوك الاستهلاك الفج، وإعادة ترتيب ميزانية المنزل بحيث يتم إلغاء بعض البنود غير الضرورية والتركيز على قطاعات محددة تعمل على إنماء الأسرة مثل التعليم والصحة.
وتقول د. وفاء شلبي، رئيس قسم إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان: يحتاج ترشيد الاستهلاك إلى اكتشاف طرق ذكية لإنفاق المال الذي يمتلكه الشخص ليجد مالا فائضا عن احتياجاته الأساسية كي ينفقه على السفر والنزهات الصيفية, لذا على الشخص ترشيد استهلاك عام في الطعام والملبس والكهرباء والمياه والبنزين، فإذا كان الأمر يتعلق بالطعام فلابد من الاشتراك في متجر غذائي كبير يقدم تخفيضات مستمرة على السلع, وتناول الطعام في المنزل عوضا عن المطاعم, مع اختيار الأطعمة المغذية الصحية الطازجة زهيدة الثمن, وعلى المرأة تجنب التسوق أثناء شعورها بالجوع، مع شراء ما يحتاجه المنزل فقط.
وتتابع: أما إذا تعلق الترشيد بالطاقة فلابد من إطفاء المصابيح عند مغادرة المنزل, وتقليل استخدام التكييف, وإذا تحدثنا عن المواصلات فعلينا استخدام مواصلات غير مكلفة مثل وسائل النقل العام أو المشي إذا كان العمل قريبا من المنزل أو مشاركة ركوب السيارة مع زملاء العمل مع دفع جزء من تكلفة الوقود.
أولويات الإنفاق
"قسم راتبك على حسب الميزانية عند الحصول على دخلك مباشرة" هذا ما بدأ به د. طارق سليم، أستاذ الاقتصاد وإدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية, وينصح بالاستعانة بالأندية والاشتراك مع بعض الأصدقاء لاستئجار مسكن للمصيف لتوفير الوقت والمال والإحساس بمتعة الفسح، ويحذر من الانبهار بالإعلانات التجارية والانسياق وراء إغراءاتها.
وتقول د. بسمة السباعي، خبيرة الطهي الصحي والتدبير المنزلي: يعنى الاستهلاك الأمثل للمواد الغذائية الاعتدال في الشراء دون إهدار للطعام وعدم التأثر أو الانسياق وراء الإعلانات التجارية خاصة في المواسم إلا للضرورة حسب الاحتياج مع البحث عن السعر المناسب والتأكد من جودة المنتج, مع متابعة مستمرة لأسعار السلع الغذائية, وتجنب شراء الخضراوات والفاكهة في غير موسمها لأنها تكون أعلى سعرا.
وتضيف: يوجد بدائل للسلع الغذائية الجاهزة يمكن تصنيعها في المنزل مثل الكريمة المطبوخة والصلصة والكاتشب والشربات الجاهز والحلويات الشرقية والغربية, لأن الجاهز منها أغلى ثمنا وأخطر صحيا لاحتوائه على مواد حافظة، كما أن إعادة تدوير الأطعمة يرشد كثيرا من الاستهلاك كأن نقوم بعمل إعادة تدوير للفراخ بعمل بيتزا أو كفتة فراخ, أيضا نستخدم ما تبقي من اللحوم في طهي شاورما اللحم.
ساحة النقاش