لعل هذا العام كان هو الأسوأ في تناول الدراما الرمضانية لصورة المرأة المصرية، فمن الواضح أنه لم يكن الردع كافيا في الأعوام الماضية؛ حيث تم الاكتفاء بالشجب والتنديد ولم يوقف بث مسلسل درامي واحد عن العرض، وبالتالي لم تكن هناك عقوبات حقيقية على منتجي هذه الأعمال مما جعلهم يستمرون في استباحة مكانة المرأة في المجتمع، لدرجة أن بطلة إحدى المسلسلات جاءت في صورة انتمائها لفئة "آكلة لحوم البشر"، وظهرت في مشاهد متعددة وفمها ملطخ بالدماء بعد تناول وجبة دسمة من "بني آدم وصاحي كمان" ولا مانع أن نقول إن الفنانة التي جسدت هذه المشاهد المشينة هي الوجه الصاعد هنا الزاهد حتى لا يكون كلامنا دخانا في الهواء.
بقي أن نشيد بصدور تقرير رسمي للمجلس القومي للمرأة، وهو لا يملك أكثر من هذا، كشف فيه عن وجود مشاهد تحرش وعنف وألفاظ خادشة وملابس غير لائقة في مسلسلات رمضان هذا العام، التقرير كشف أن بعض المسلسلات تضمنت عدداً من مشاهد العنف ضد المرأة وبعض الألفاظ البذيئة والملابس غير اللائقة، وكثرة تعاطي المخدرات، وإن كان أكد على تراجع في نسب التجاوزات.
كما نبه التقرير إلى استخدام الإيحاءات الجنسية بشكل كبير في أحد المسلسلات وظهور قضية تعدد الزوجات في أكثر من عمل درامي مقارنة بالعام الماضي، وظهور المخدرات والتدخين والإدمان بين النساء، كما ظهرت قضية التحرش في أكثر من مسلسل سواء اللفظي أو المادي، وتصدرت قضية العنف الأسري في العديد من المسلسلات، مثل الطريقة الوحشية التي استخدمها الأب ضد ابنته في أحد المسلسلات وكانت عبارة عن عملية صفع على الوجه تكرر 3 مرات، مؤكداً أنه عنف غير مقبول، ودعوة صريحة لاستخدام الأسر تلك الطريقة في تربية أبنائها.
أيضا تضمن تقرير المجلس برئاسة الدكتورة مايا مرسي، من خلال لجنة الإعلام برئاسة الدكتورة سوزان القليني، مؤشرات حول صورة المرأة في الإنتاج الإعلامي لرمضان 2019، حيث قامت اللجنة بحصر شامل للمسلسلات المقدمة في القنوات الفضائية المصرية والتي تم عرضها خلال شهر رمضان الماضي، والتي بلغ عددها 25 مسلسلا.
ساحة النقاش