فى أوائل عام 1954 خرجت للنور فكرة حفلات ليالى أضواء المدينة، وقدمها عبر الأثير الإعلامى العبقرى جلال معوض ذا الصوت القوى المميز, وكان يقدم نشرة الأخبار وخطابات الرئيس، وأغنيات أم كلثوم، وكانت ليلى مراد هى أول من قدمها جلال معوض فى حفل ليالى أضواء المدينة فى 11 مايو 1954، فهذه الحفلات لم تشهد أغنيات أعظم نجوم الغناء فحسب، بل شهد مسرحها خطباً سياسية أيضاً، أشهرها الحفل الذى أُقيم بالعاصمة السورية دمشق فى الذكرى الرابعة للوحدة بين مصر وسوريا، والتى كانت مازالت قائمة فى ذلك الوقت، وبالتحديد فى 21 فبراير 1961، وظلت حفلات  أضواء المدينةفى عهد عبد الناصر موظفة سياسيا ومرتبطة بالمناسبات الوطنية والأعياد القومية، كما أن كبار نجوم الطرب والفن الشعبى غنوا فى هذه الحفلات، وفى عام 1960 شهدت مصر انطلاق البث التليفزيونى، كما شهدت شكلا آخر ومختلفا لحفلات أضواء المدينة، وتنوعت فقرات الحفلات بين الرقص والطرب والغناء والكوميديا، فظهر عبد الحليم حافظ على الشاشة الصغيرة فى حفل أضواء المدينة، وظهر أيضا نجوم كبار آخرون مثل وردة الجزائرية التى كانت الإنطلاقة الأولى لها على التليفزيون المصرى لأول مرة - من خلال حفل أضواء المدينة، وظلت هذه الليالى هى الإسم الشائع للحفلات التى يبثها التليفزيون من مسارحه فى القاهرة ومختلف المحافظات، حتى اختفت فى منتصف السبعينيات وأوائل الثمانينيات لفترة طويلة, وجاء الإعلامى الكبير أحمد سمير - صاحب الصوت العميق المميز - وأحياها مرة أخرى فى أواخر الثمانينيات، ولكن تحت مسمى ليالى التليفزيون، وتم إحياء 8 ليال للتليفزيون لتستمر حتى عام 1994، وتم تأجيل الحفلة التاسعة حدادا على وفاة سمير، واستمرت هذه الحفلات طوال التسعينيات والألفية الجديدة، غنى فيها كبار نجوم الفن والغناء بمصر والوطن العربى كله، كما كان لنجوم الكوميديا والمونولوج نصيبا أيضا من الظهور فى ليالى التليفزيون، وكان لليالى التليفزيون ليالي شجن ودموع فى بعض الأوقات، وحب وابتسامة فى ليال أخرى، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط ولكن كانت هناك عدة محاولات من جانب التليفزيون المصرى وقطاع المتخصصة لإقامة الحفلات - كتوجه عام من الدولة - لأكثر من هدف وهو الترويج للسياحة، هذا من جهة، ولزيادة موارد اتحاد الإذاعة والتليفزيون من جهة أخرى سواء من الحفلات أو من الإعلانات التى ستدرها الحفلات فيما بعد وعند عرضها ومع بداية كل موسم للصيف، أتذكر على الفور حفلات ليالى التليفزيون التى كانت تقام كل عام - بدءا من عام 1996 - على المسرح الرومانى بمارينا الساحل الشمالى والذى ارتبط اسمه بحفلات كبار النجوم إلى جانب القرى السياحية الهائلة الممتدة على طول الشريط من الإسكندرية إلى العلمين، ولا أعلم حتى الآن أين اختفت هذه الحفلات الجميلة رغم اتجاه بعض الدول العربية الآن لإقامة مثل هذه الحفلات على أراضيها وجذب أشهر مطربى العالم العربى لإحيائها، لذا أتمنى أن تعود قريبا.. وتحيا مصر.