انتهت منذ فترة وجيزة فعاليات مؤتمر منظمة العمل الدولية فى دورته رقم »108« والذى تم عقده بجنيف وكان من ضمن قراراته إصدار الاتفاقية رقم »190« والتى تنص على نبذ العنف ضد المرأة ومكافحة التحرش فى أماكن العمل، مستلهمة الفكرة من حركة «مى تو » النسائية me« »too ، وكانت حركة «مى تو » قد بدأت عن طريق الهاش تاج على السوشيال ميديا ف محاولة لإظهار انتشار التحرش بالمرأة فى أماكن العمل وكانت كل من يتم التحرش بها ترسل هاشتاج «أنا أيضا » وتشرح ما حدث معها عبر هذا الهاشتاج، وقد حصلت الاتفاقية على 439 صوتا مؤيدا وسبعة أصوات ضد مقابل 30 صوتا متحفظا، وأقرت الاتفاقية بأن العنف والتحرش فى عالم العمل قد يشكلان انتهاكا لحقوق الإنسان ويعرض تكافؤ الفرص للخطر وهما أمران غير مقبولان ويتعارضان مع العمل اللائق، ويهدف معيار العمل الدولى إلى حماية العمال والموظفين بغض النظر عن وضعهم التعاقدي، وتدخل الاتفاقية حيز التنفيذ بعد 12 شهرا من التصديق عليها، وقد تمت الموافقة على المعاهدة التى ستكون ملزمة للحكومات التى وقعت عليها.
تأتى أهمية هذه الاتفاقية للمرأة فى مختلف دول العالم حيث يتصدر العنف والتحرش ضد المرأة المشهد منذ عهود ماضية ولكن مع تقدم المجتمع على المستوى الدولى وحاجته إلى خروج المرأة إلى سوق العمل لتساهم فى بناء وتأسيس أسرتها والنهوض بها أصبح لزاما أن يكون لها حماية مجتمعية متمثلة فى سن القوانين التى تحميها عند خروجها للعمل حتى لا يتم النيل من كرامتها أو ابتزازها وهى تسعى على قوت أولادها، وأغلب الظن أن يلجأ المشرعون فى كافة الدول إلى إقامة حوار مجتمعى وعقد ورش عمل تكون المرأة هى الفئة المستهدفة فيها لكى تضع لنفسها مقترحات للقوانين التى ستكون أسس لتنفيذ هذه الاتفاقية. يذكر أن هذه الاتفاقية هى أول اتفاقية يعتمدها مؤتمر العمل الدولى منذ عام 2011.
ساحة النقاش