مع ارتفاع تكاليف حفل الزفاف المبالغ فيها، والرسوم التى تطلبها دور تنظيم الأفراح أصبح من الممكن أن تتكلف هذه الليلة نفس تكلفة تجهيز شقة الزوجية أو جهاز العروس ما جعل العديد من الشباب يفكرون فى حلول وبدائل لهذا الحفل.
فى جولتنا التالية نقدم لك أفكارا من واقع تجارب الشباب توفر عليك هذه التكاليف التى لا فائدة منها لتكتمل سعادتك بليلة العمر.
فى البداية تقول نهى إبراهيم، ذات الـ28 عاما: اتفقت أسرتى والعريس على العديد من التفاصيل الخاصة باتمام الزواج ومع اقتراب الزفاف لم يتمكن خطيبي من إقامة حفل زفاف مناسب خاصة مع ارتفاع أسعار وتكاليف الفرح حيث وصل ثمن حجز القاعة فقط بعدد 100 مدعو دون بوفيه أو كوشه إلى أكثر من 20000 جنيه, هذا بالإضافة إلى اختلاف الأسعار الخاصة بالكوشة التي تتراوح ما بين 500 جنيه إلى 1500 مع حجز الدي جي منفصل عن سعر القاعة, بالإضافة إلى تكلفة الفرد الواحد بالبوفيه والذي تبدأ من 200 جنيه إلى أكثر ومن هنا نشبت الخلافات بينه وعائلتى، وبعد المناقشات اتفقت مع خطيبي على عدم إقامة فرح صاخب, ورغم تشدد وتعنت أسرتي إلا أنني تمسكت برأي واتفقنا على أن ما تبقى لنا من ميزانية سنقيم حفلا صغيرا لإتمام مراسم كتب الكتاب بإحدى قاعات المساجد.
ويشكو أحمد عبد الحميد، مهندس من ارتفاع تكاليف الزفاف قائلا: لم أتخيل مطلقا أن حجز القاعة يبدأ من 30000 جنيه غير شاملة أي تفاصيل داخلية، هذا بالإضافة إلى جلسة التصوير الفوتوغرافي التي أصبحت من أساسيات اتمام الزواج والذي يصل سعرها في كثير من الأحيان إلى 5000 جنيه، إلى جانب فستان العروس، ومن هنا نشبت الخلافات مع أهل خطيبتي عندما تحدثت معهم عن عدم مقدرتي على دفع كل هذه المبالغ في وقت لا يتعدى الساعتين وكلها أموال مهدورة، وعندما عرضت عليهم إتمام كتب الكتاب والسفر مع العروس لقضاء شهر العسل بما تبقى معنا من مال رفضوا بشدة في البداية لكنهم اقتنعوا في النهاية بعد موافقة خطيبتي على هذا الرأي, وبالفعل حددنا موعد الزفاف لننطلق إلى قضاء شهر العسل بميزانية الفرح.
العمرة
قرر إسلام وهبه عدم إقامة حفل زفاف والاكتفاء بمراسم كتب الكتاب في أحد المساجد والذهاب لقضاء عمرة، وتقول هبه، طبيبة: منذ بداية خطبتي اتفقت أنا وإسلام خطيبي على البحث عن بديل عملي ومفيد لنا غير إقامة حفل زفاف يكلفنا مبالغ طائلة، وفي البداية كان هناك اعتراض شديد من جانب الأسرتين حيث إنهم يعتبرون الفرح من ضروريات إتمام الزواج، لكننا لم نستسلم لهذا الفكر الاستهلاكي الذي يهدر أكثر من 100000 جنيه دون نفع أو فائدة، وبعد اقناع الأسرتين ذهبت وقمت بتفصيل فستان زفاف بسيط وحجزنا قاعة صغيرة بأحد المساجد لاتمام مراسم كتب الكتاب لنستطيع بعدها الانتهاء من إجراءات السفر لأداء العمرة.
ومن ضمن الأفكار العملية والمبهجة فكرة الصديقان حسام سالم وعلي محمود حيث فكرا في إقامة حفل زفاف مشترك لإرضاء العروسين في حدود إمكانياتهما المادية، ويقول حسام: لم أستطع وصديقى إيجاد بديل للفرح نظرا لإصرار العروسين والعائلات على إقامة حفل زفاف، لذلك فكرت وعلي في إقامة حفل زفاف مشترك وأن نتقاسم تكاليف الفرح، وقد لاقت الفكرة قبول العروسين, وبالفعل حجزنا قاعة مناسبة لاستقبال المدعوين الخاصة بعائلاتنا وأقصرنا الحفل على الأهل والأصدقاء المقربين فقط.
الزفة والبحر
أما نانسي الشبيني فلم تتنازل عن حفل الزفاف لكنها استطاعت تحقيق ما تريد بأقل التكاليف وتقول: لم أستطع مطلقا التخلي عن فكرة الفستان الأبيض والفرحة في عيون أسرتي والحضور مع صوت المزمار، ولم يكن في مقدرتي أنا وخطيبي حجز قاعة بكل تكاليفها الكبيرة ونحن نحاول الوصول لحل ففكرنا في حجز ليلتين في فندق مناسب مع حجز زفة على باب الفندق حتي باب الغرفة وهي تستغرق حوالي نصف ساعة بتكاليف الزفة فقط والتي تصل إلى 2000 جنيه كحد أدني وكان بالنسبة لنا الحل المثالي.
بينما فكر مهاب وميرنا في إقامة حفل زفافهما بشكل عصري ومبهج وبأقل التكاليف حيث أقاما حفل زفافهما على البحر ولم يتكلفا سوى باقة من الورود وفستان بسيط قامت ميرنا بتفصيله الأمر الذى نال إعجاب الحضور وكان بمثابة "موضة" اتبعها عدد من أصدقائهما وأقاربهما.
المغالاة
تقول د. هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس: تشكل العادات والتقاليد عبئا كبيرا على الشباب حيث المغالاة في المطالب وتحميل الشاب ما لا يطاق ما أدى لارتفاع معدلات العنوسة والطلاق في مصر، وتنتشر المغالاة فى تجهيزات الزواج بشكل كبير فى الريف عن المدن والطبقات الغنية أكثر من المتوسطة لا سيما أن الريف يشهد مقارنات بين العائلات، علما بأن تفاقم الأزمة الاقتصادية وتزايدها يوما تلو الآخر يؤدى إلى زيادة المهور وتكاليف الزواج بشكل مخيف، والحوادث الأخيرة التى تقع بين الأزواج والزوجات وتصل فى الكثير من الأحيان إلى الطلاق من أهم العوامل التى تجعل الأهل يحرصون على تأمين مستقبل ابنتهم بطلب مهر ومؤخر كبيرين.
وتتابع: مشكلات الزواح سيتم حلها باحترام الخصوصية وعدم المباهاة الاجتماعية خاصة فيما يخص الفرح لذا يجب عدم المنافسة بين الأهل والأصدقاء واحترام خصوصية الآخرين وأن لكل شخص إمكانياته المختلفة عن غيره، وعلى المقبلين على الزواج تحديد الإمكانيات والأولويات والتخلي عن العادات التي تدمر أسمى العلاقات التي كرمها الله سبحانه وتعالي وهي الزواج.
الفكر الاستهلاكي
تقول د. سناء النجار، أستاذ علم الاقتصاد: مع ارتفاع التكاليف الخاصة بالأفراح يجب البحث عن بدائل له، لذا يمكن اللجوء إلى أفكار حديثة مثل إقامة حفل بسيط بإحدى الحدائق أو الشواطئ، كما أنه يمكن الاستغناء عن الأفراح بجلسة تصوير في أماكن مفتوحة بفستان الزفاف وبدلة العريس، وقد اتجه العديد من الشباب إلى استبدال حفل الزفاف بالسفر وقضاء شهر العسل في الخارج أو بإحدى المدن الساحلية والذى يمكن البحث عنه خلال العروض التي تطرحها شركات السياحة داخل مصر أو خارجها.
وتضيف: هناك بعض الشباب لديهم فكر أكثر ترشيدي وهو توفير ميزانية الفرح والاكتفاء بمراسم كتب الكتاب والاستفادة بهذه الميزانية في شراء ما ينقصهم في منزلهم أو إقامة شهادة استثمار تنفعهم في مستقبلهم، وهذا ما نحتاجه فالواقع يفرض علينا دائما التفكير بشكل عملي والتخلي عن عادات وتقاليد لا محل لها في واقعنا العملي.
ساحة النقاش