بقلم : سمر الدسوقى
لا يوجد وجع أقسى من وجع القلوب.. ولا أقصد به هنا الوجع الملموس الذي قد ينجح مشرط الجرح في علاجه ولكنه الوجع الذي قد لا تعالجه أنامل الزمن والوقت، الوجع الناتج عن الثقة والاختيار الذي قد يخذلك فقط لأنك قد أحببت ووثقت بصدق، فلاشك عزيزتي أن الخروج من التجربة العاطفية الخاطئة هو أشد قسوة من أي مرض قد تتعرضين له، ليس فقط لأنها تفقدك الثقة فيمن وثقت فيه ولكن لأنها تجرح أكثر من أي مرض بل وقد تصيبك بالمرض نفسه فمن منا لم تصب أو تمرض ولأكثر من مرة لأنها قد خذلت ممن أحبت لأنها قد تم التلاعب بعواطفها دون سبب، من منا لم تجرح جرحا قاسيا من قبل جراح قلب لم يهمه ماذا يفعل بقدر ما كان يهمه أن يقضي عليها حتى يتفرغ لفريسة أخرى فيلعب ويتسلى بقلبها وهكذا إلى ما لا نهاية!
لاشك أن وجع القلب هو أقسى ما يمكن أن نواجه ولا نعرف تحديدا كيف نواجه؟ هل يكون هذا بالاستمرار في العمل بالاستمرار في الحياة بادعاء الإقبال عليها، بالحب مرة أخرى، بالنسيان.. بالبعد، لاشك أن لكل منا طريقته وأسلوبه ولكن الثابت في كل هذا أننا لا ننسى بسهولة وأن وجع القلب كثيرا بل ومؤكدا ما يترك بصمته على قلوبنا في صورة جرح غائر جرح لا يندمل إلا بعد فترة زمنية طويلة أو قد لا يندمل إطلاقا خاصة إذا كنا قد مررنا بتجربة عاطفية صادقة، كل ما أستطيع قوله هنا فلنحاول معا نساء ورجالا وبقدر الإمكان ألا نجرح قلوب أحبتنا، فإذا كنا ندرك ومنذ البداية أن النهاية ستكون هكذا فلنبتعد نهائيا عن هذه التجربة, فما أقسى اللهو بقلوب أحبتنا، وإذا اضطررنا لهذا فلنحاول وبقدر الإمكان ألا نسبب لها الآلم والوجع, فوجع القلوب لا يداوى ولا علاج له, وجع القلوب لا يعالجه كما يقولون حب أو عمل أو لهو أو لقاءات أصدقاء أو بعد، وجع القلوب كثير ما يقتل نفوسا فحافظوا على من يحبوكم خاصة وإن كانوا لم يأذوكم.
ساحة النقاش