بقلم : سمر الدسوقى

لن أخوض كثيرا في ذكر التفاصيل التي تناقلتها وسائل الإعلام كافة فيما يتعلق بفعاليات الندوة التثقيفية  الـ 31، والتي أقامتها القوات المسلحة في إطار الاحتفال بالذكرى الـ 46 لحرب أكتوبر المجيدة، تحت شعار"إرادة وتحدي"، وحظيت بحضور وتشريف سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكنى سأركز على مشهد واحد يعنيني كامرأة مصرية كان لها شرف حضور هذه الاحتفالية، وأعتقد أنه يستحق منك التوقف بل وأيضا استخلاص العبر والدروس التي لابد لك وأن تكوني حريصة على نقلها لأبنائك، ما أقصده هنا بالمشهد هو مشهد الجندي المصري الأصيل أحد أبطال الصاعقة الذي أصيب في سيناء الحبيبة في إحدى العمليات القتالية وبترت قدميه، هل لاحظت عزيزتي وببساطة الروح الوطنية التي يتحدث بها رغم إصابته هذه، هل تابعت صورة والدته على شاشة التليفزيون وكيف امتلات عينيها فخرا وعزة وهي تستمع إلى بطولته وتضحياته، صورة لابد وأن نتوقف أمامها كثيرا بل ونتعلم منها الأكثر، أعرف كثيرا أنها ليست بالصورة الوحيدة التي سنراها على أرض بلدنا الحبيبة من تضحيات وبطولات الجيش المصري في الدفاع والذود عنا حتى نعيش آمنين حتى تشعرين وأنت داخل منزلك بالأمن على طفلك وهو في طريقه إلى المدرسة، بالأمن على زوجك وهو يتوجه إلى عمله، بالقدرة على التنقل بكل حرية واستقرار وأنت تتوجهين إلى عملك أو تقومين بشراء متطلبات منزلك، أعرف هذا جيدا، ولكنى أطلب منك كأم أن تقرأين هذه الصورة جيدا صورة بطل ما زال يهتف رغم ما عاشه من مصاعب ومعاناة "مصر هتفضل قوية بجيشها وشعبها"، صورة لابد وأن نقصها جميعا على أبنائها هي وغيرها من البطولات حتى نعملهم معنى الأرض والعرض والوطن، معنى أن نضحي دون أن نخاف دون أن نحزن، أن نضحي ونحن سعداء، صورة عليك أن تقومي بتدريسها ولا تنتظري أن يتم هذا التدريس لأبنائك عن طريق مادة دراسية أو حصة أو مادة إعلامية، ابدئي عزيزتي.. نعم ابدئي وعلمي أبناءك ما هو التحدي ما هو الإصرار ما هو معنى القهر لكل من يقترب من أرض هذا الوطن، القهر الذي يبدأ من تفوقهم الدراسي من إصرارهم على العمل، من عطائهم وتفانيهم فيه، من عدم انتظارهم لدعوة الوطن لهم للوقوف إلى جواره مهما كانت التضحية، من إكمالهم لدورهم في كل وقت، من النظر للتضحية على أنها لا شيء أمام وطن ربي وعلم وكبر ولم يبخل، علميهم ما هو الجيش وما هي الشرطة وما هي قواتنا التي تحمينا وكيف نتكاتف معها ونساندها ونكمل دورها تجاه هذا الوطن، قصي عليهم قصص التاريخ وقصص الأبطال وقصص الأرض التي ارتوت بدماء الأبطال حتى يعرفون أهميتها، كوني لهم المعلم الذي يعرفهم معنى التحدي وقيمة هذا الوطن، فبهذا تكونين قد لعبت أعظم دور في حياتهم.

المصدر: بقلم : سمر الدسوقى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 492 مشاهدة
نشرت فى 24 أكتوبر 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,703,891

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز