د. كريمة سويدان
فى ديسمبر "2016" انطلقت النسخة الأولى لمؤتمر "مصر تستطيع" من الغردقة كأول مؤتمر للعلماء والخبراء المصريين فى الخارج للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم فى تحقيق خطة التنمية المستدامة "2030"، والذى شارك فيه 30 عالماً وخبيراً مصرياً مقيمين بالخارج، كان أبرزهم هانى عازر، ود. مجدى يعقوب.
وجاءت النسخة الثانية تحت عنوان "مصر تستطيع بالتاء المربوطة" بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة بالتزامن مع إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى عام 2017 عام المرأة المصرية، وكانت منى شندى، رئيسة البحرية العسكرية فى إستراليا، وآن على، عضو مجلس النواب الإسترالى، أبرز المشاركات فى هذا المؤتمر، بينما استضافت مدينة الأقصر فى العام التالى النسخة الثالثة والتى انطلقت تحت عنوان "مصر تستطيع بأبناء النيل" بالتعاون مع وزارة الرى والموارد المائية، ومشاركة 23 عالماً وخبيراً، وكانت هذه النسخة مخصصة لتحقيق التنمية العمرانية الشاملة للريف، وحسن إدارة الموارد المائية.
ومع نهاية 2018 جاءت النسخة الرابعة تحت عنوان "مصر تستطيع بالتعليم" بالتزامن مع إعلان الرئيس السيسى 2019 عاما للتعليم، وشارك فى هذا المؤتمر 30 خبيراً فى مجال التعليم، كان أبرزهم العالم المصرى د. فاروق الباز، ومع انطلاق النسخة الخامسة التى عقدة يومى 15 و 16 من الشهر الجارى، وجدت أنه من المفيد أن نحدد ما تم إنجازه من خلال هذه المؤتمرات فى السنوات الأربع الماضية، والتى كان أهمها موافقة وزارة الإنتاج الحربى على تصنيع اختراع العالم المصرى عبد الحليم عمر، أستاذ هندسة النقل بجامعة "كارلتون" الأمريكية والمتمثل فى معدة "هراس" لرصف الطرق بدون تشققات، وأُطلق عليها "الهراس أمير" فى مصانع الإنتاج الحربى بنسبة تصنيع محلى تصل إلى 60%، ليساعد على خلق جيل جديد من معدات رصف الطرق دون تشققات فى الأسفلت مستقبلاً، وإن دل هذا على شيء إنما يدل على جهد وزارة الهجرة فى ربط عقول أبنائنا المهاجرين بالوطن، وتقديمها لابتكاراتهم، وثمار خبراتهم بالخارج، ليفيدوا بها وطنهم.
وتنفيذاً لتوصيات أحد المؤتمرات استقبل الفريق مهاب مميش العالم المصرى منصور المتبولى، أستاذ ورئيس قسم طب وأمراض الأسماك بجامعة الطب البيطرى فيينا بالنمسا لبحث تنمية الثروة السمكية فى مصر وفق أحدث التكنولوجيات العالمية، كما بدأ العمل فى تصميم حاسب تعليمى يُستخدم فى تدريس مقررات هندسة الحاسبات والنظم بالاشتراك مع د. محمد محمود، وتنفيذ نماذج "الصوب متعددة التنوع" بالتنسيق مع جامعة القاهرة، بالإضافة إلى إصدار أول أطلس شمسى لجمهورية مصر العربية أعده د. هشام العسكرى، أستاذ علوم الأرض والاستشعار عن بعد، وسلمه إلى د. محمد شاكر، وزير الكهرباء للاستفادة منه فى توليد الطاقة الشمسية النظيفة والاعتماد على الطاقة المتجددة، كما نجحت هذه المؤتمرات فى إنشاء نظام للخدمات القنصلية للمصريين بالخارج، وتطبيق استراتيجية التحول الرقمى داخل القنصلية المصرية فى فيينا بالنمسا، وتعزيز التعاون بين البحرية المصرية والإسترالية، وإطلاق جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الإسترالية.
كل هذا يؤكد أن مؤتمرات "مصر تستطيع" ستكون همزة الوصل بين العلماء والخبراء المصريين بالخارج ووطنهم الأم، وكيان مصرى لهم يتم من خلاله تسجيل بياناتهم ومعرفة المزيد من خبراتهم وأبحاثهم ومساهماتهم فى المجتمعات التى يعيشون بها لتعميق دورهم العلمى والبحثى فى العالم
ساحة النقاش