حوار: شيماء أبو النصر
قصة نجاح جديدة ومتألقة تسطرها حواء فى سجل الوطن، بطلة القصة الدكتورة نور الزينى، مدير عام الاتصال المؤسسى بأحد البنوك، والحاصلة على قلادة المرأة المصرية لعام 2019 ، والتى تم تكريمها أيضا من بين أفضل 25 شخصية مؤثرة عربيا تقديرا لإسهاماتها الكبيرة فى مجالات التنمية المجتمعية والتمكين الاجتماعى والاقتصادى للمرأة، كما تعرف أيضا ب «أيقونة العلاقات العامة » نظرا للنجاح الذى حققته فى هذا المجال أيضا.
"حواء" التقت د. نور الزينى لتتعرف على بدايتها مع العمل التطوعى، وآليات تمكين المرأة فى ظل ما تحظى به من اهتمام رئاسى..
تم اختيارك من أفضل ٢٥ شخصية مؤثرة عربيا.. كيف استقبلت هذا التكريم وما دلالته بالنسبة لك؟
عندما تم إبلاغي من الجهة المنظمة للجوائز شعرت بفضل الله الذى أعطاني التكريم حافزا لكى أفكر وأبذل مزيدا من الجهد لخلق كوادر شابة قيادية في مصر والوطن العربي، وبالفعل بدأت مبادرة "تدريب المدربين" لأن القائد هو من يبنى ويؤهل كوادر قيادية أخرى، الاستثمار في الشباب والتعليم وتهيئة جيل قادر على أن ينشر العلم والمعرفة بطريقة تناسب إيقاع العصر والتغير التكنولوجي هو الأساس في المرحلة القادمة لنهضة الدولة، وأتمنى أن يعطى هذا التكريم حافزا وبارقة أمل لكل سيدة واجهتها ظروف صعبة.
ما أهمية العمل المجتمعى والتطوعى فى حياتك وكيف ومتى كانت البدايات؟
لدى قناعات بضرورة إتاحة الفرص للشباب والمرأة وإكسابهم المهارات اللازمة للدخول لسوق العمل وتعزيز التمكين الاقتصادي لأن الفقر والجهل أساسا مشكلات أي مجتمع, وعلى العكس فتطوير حياة الأشخاص المحيطين بنا وتحسين حياتهم المعيشية سوف يساهم بالارتقاء بالمجتمع، وقد كانت والدتي صاحبة أول تأثير فى حياتى وشخصيتى بالاهتمام بالعمل التطوعى والمجتمعى وقد حرصت على تتبع خطاها فى العمل التطوعى.
كونك من أهم خبراء تمكين المرأة.. كيف يمكن تحقيق ذلك؟
في وقت سابق طرحت عدة توصيات فى مجال تمكين المرأة اقتصاديا، منها عقد مجموعة من البرامج التدريبية التي تستطيع من خلالها رائدات الأعمال معرفة إنشاء وإدارة الشركات والحسابات وإدارة الموارد البشرية، وكيفية عمل دراسات الجدوى والتسويق للمنتجات، بجانب اعتماد حزمة من القرارات التحفيزية لدعم رائدات الأعمال خاصة العاملات في مجال الصناعة والزراعة، وذلك من خلال تقديم إعفاءات ضريبية بما يسمح لهن من تحقيق عائد جيد على الاستثمار، مع ضرورة العمل على تسهيل إجراءات إنشاء الشركات الصغيرة لتمكينهن من البدء في مشروعاتهن، وإنشاء صناديق للاستثمار فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة تجمع الأموال من راغبى الاستثمار أو من لديهم فائض مالى على أن يعاد استخدامها بالاستثمار فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة الموجهة لتمكين المرأة الاقتصادى، بالإضافة إلى توفير سبل الدعم اللازمة لرائدات الأعمال لتيسير سبل تسويق أعمالهن على المستوى المحلي أو الدولي من خلال إنشاء منصة إلكترونية تحتوي على السير الذاتية لرائدات الأعمال ومشروعاتهن لتسهيل تحقيق التقارب والتشابك مع الشركات الأخرى، وأخيرا تخصيص مناطق تجارية وصناعية جاهزة يمكن توفيرها لهن بمقابل مادي بسيط في إطار دعم الدولة لتحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة.
وماذا عن التمكين الاجتماعى والسياسى وكيف يمكن تحقيقه؟
لابد من ضرورة العمل على إنشاء قاعدة بيانات من السيدات الناجحات في كافة المجالات وعمل أبحاث جديدة تعكس واقع المرأة المصرية الحالي وتقديمهن خلال وسائل الإعلام المختلفة، مع بث برامج ومواد إعلامية تعمل على توعية المرأة ثقافياً واجتماعياً وسياسياً، بجانب التوسع فى الخدمات التي تساعدها على تأدية دورها، فضلا عن إلزام كافة الأسر بتعليم المرأة مع ضرورة تطوير المناهج بحيث تساعدها على اكتساب معارف جديدة تؤهلها إلى سوق العمل وتربية الأبناء بشكل عصري ومتطور.
وما رأيك فى الدعم الرئاسى الذى تحظى به المرأة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى؟
لا يخفى على أحد ما قدمه الرئيس للمرأة خلال السنوات الأخيرة، وقد قرأت مؤخرا عدة مؤشرات توضح تطور وضع المرأة منها: مؤشرات القطاع المالي حيث بلغ نسبة المستفيدات 27%، أما المشروعات الصغيرة الموجهة للمرأة فبلغت 69 %، كما تقلصت نسبة تعثر المرأة في السداد إلى 1%، وهناك 30% من السيدات مستثمرات في البورصة، و2 مليون سيدة مستفيدة ببرنامج تكافل وكرامة، بنسبة 50%، كما أن عدد المستفيدات ببطاقات التموين بلغ نحو 35 مليون سيدة, ونسبة تمثيل المرأة بمجالس إدارة البنوك وصل لـ 12%، و25% بالبنك المركزي، كما زادت نسبة السيدات أعضاء الشركات والهيئات العامة إلى 6%, ووصلت نسبة تمثيل المرأة في البرلمان إلى 15%، ووصلت نسبة السيدات في الحقائب الوزارة 25%، وفي مارس الماضي وجه الرئيس الحكومة للمضي في خارطة طريق لاستكمال المكاسب التي حققتها المرأة والتى لم تكن لتحقق لولا وجود إرادة سياسية قوية تعي قيمة المرأة ومكانتها.
ماذا يعنى لك حصولك على قلادة المرأة المصرية لعام ٢٠١٩؟
سألت المنظمين كيف حصلت على تكريم قلادة المرأة المصرية لعام ٢٠١٩ وأجابوني بأنه تم عمل بحث واستقصاء من خلال مركز الاتصال على 100 شركة، حيث وجهوا سؤالا للشركات من وجهة نظرهم من هن السيدات اللائي يرون أنهن يعملن على خدمة المجتمع وتطويره في مجال الشباب والمرأة، وقد تم ترشيحي من أكثر من شركة وأكثر من إعلامي ومثل ذلك التتويج لي تقديرا كبيرا وجعلنى أشعر بأنني تركت أثرا حقيقيا في المجتمع يستشعر به من حولي، وأرى أن الإعلان عن إنجازات الأنشطة التطوعية يساعد على انتشار ثقافة العمل التطوعي ودعم المجتمع.
صاحبة لقب "أيقونة العلاقات العامة" ماذا يعنى لك هذا اللقب؟
أن تجدى نفسك معروفة بما حققتيه على أرض الواقع بأقل إمكانات وسط قادة الثقافة والإعلام ورواد الفكر هذا في حد ذاته تكريم مميز وبالتالى تقع على عاتقى مسئولية أكبر، وقد اجتهدت على مدار الأعوام السابقة في مجال عملى، فعلى مدار 25 عاما عملت في مجال الإعلام والاتصال خلصت إلى أن أهم عوامل النجاح في تلك المهنة هو أن تبقى على علم بأهم المستجدات والإطلاع الدائم، وهذا ما علمه لى والدى الذى كان يشجعنى على القراءة والتعلم منذ الصغر.
وماذا عن التدريس وإلقاء المحاضرات وورش العمل فى حياتك؟
بدأت العمل الأكاديمي والتدريبي منذ أكثر من 14 عاما، حيث أحاضر في مجال التسويق والإعلام والإدارة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ودبلومة الإدارة الرياضية للاتحاد الدولي لكرة القدم بالشراكة مع جامعة القاهرة، وقد حاضرت لأكثر من 5000 متدرب في مصر والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما حاضرت ضمن البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب الأفريقي للقيادة APLP لأكثر من 200 قيادة شبابية أفريقية.
قمت بتأسيس منتدى الموارد البشرية والذى يضم ١٠٠٠ خبير فى الموارد البشرية.. فما أهم أهداف المنتدى؟
تم إطلاق "منتدى الموارد البشرية "على وسائل التواصل الاجتماعي عام 2016 لمناقشة أهم موضوعات واستعراض أفضل تطبيقات الموارد البشرية بهدف تبادل الخبرات بين العاملين فى قطاع الموارد البشرية وعرض التجارب الناجحة للاستفادة منها، عرض الوظائف الشاغرة وعرض للمؤتمرات الخاصة بالموارد البشرية وبناء قاعدة بيانات للشركات والمؤسسات التي تقدم خدمات لدعم إدارة الموارد البشرية والتعريف بالشهادات المهنية المختلفة, ويزيد عدد المشاركين فى المنتدى عن 1000 مشارك من الشركات والخبراء والمختصين والمهتمين بالموارد البشرية محلياً وعربياً.
من خلال تواصلك المستمر مع الشباب سواء فى المحاضرات أو الندوات.. كيف ترين التطور الذى طرأ على وضع الشباب المصرى مع الاهتمام الكبير الذى يحظى به حاليا؟
أرى لدى الشباب المزيد من الطموح والرغبة فى الابتكار والخروج عن النمط التقليدى فى الوظيفة، كما أنه أصبح أكثر إيمانا بالمستقبل وبإيجاد فرصة حقيقية للتميز وإثبات الذات على أرض الواقع.
ساحة النقاش