حوار: سماح موسى
امرأة فريدة من نوعها، تعطيك انطباعا بالقوة والقيادة بمجرد رؤيتها، الإخلاص في عملها هو سر نجاحها، نجحت كمخرجة وكاتبة لأهم الأفلام السينمائية والتليفزيونية كان آخرها فيلم "نوارة" للسينما، ومسلسل "بالحجم العائلي" إنها المخرجة والكاتبة المبدعة هالة خليل التي كان لـ "حواء" هذا الحوار معها لتحدثنا عن سبب قلة أعمالها الفنية, وعن رأيها في مهرجان القاهرة السينمائي باعتبارها عضو اللجنة الاستشارية العليا لدورته الأخيرة..
باعتبارك عضو اللجنة الاستشارية العليا لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة..ما هي شهادتك عن المهرجان؟
الدورة الماضية حققت تقدما كبيرا بالمقارنة بالدورات السابقة للمهرجان، من حيث الجانب التنظيمي والجانب الفني متمثلة في اختيار الأفلام، لابد من دعوة الجمهور مجانا لحضور المهرجان، محمد حفظي يحمل كل المواصفات التي تؤهله لرئاسة مهرجان القاهرة السينمائي، أيضا أحمد شوقي القائم بأعمال المدير الفني للمهرجان من النقاد المتابعين للسينما العالمية ومن المخلصين للسينما، وهو تلميذ للراحل يوسف شريف رزق الله، وهو أحق كي يحل محل أستاذه، بالمناسبة أنا سعيدة جدا لكون الدورة تحمل اسم الراحل العظيم يوسف شريف رزق الله، لأنه من أكثر النقاد الداعمين لي منذ 2006 وقت إخراجي فيلم "قص ولزق"، كان وقتها المدير الفني للمهرجان ووقع الاختيار على هذا الفيلم كي يمثل مصر في المهرجان، كان متابعا لكل أعمالي انتهاء بفيلم "نوارة" الذي كان سعيدا جدا به، كان يتمتع بروح أبوية جعل فقدانه صدمة للمقربين منه، ولذلك لاقى تكريمه ترحيبا كبيرا من الحضور.
قدمت مع منة شلبي أعمالا كثيرة وآخرها فيلم "نوارة"، هل منة تستحق حصولها على جائزة فاتن حمامة للتميز؟
منة شلبي تمتااز بالإخلاص في العمل، وهي عاشقة للتمثيل، لديها استعداد بالتضحية بحياتها الشخصية من أجل الفن، تظل منة من النماذج القليلة التي تهب نفسها للفن دون أن تعمل توازنا بين حياتها الشخصية والفنية كما تفعل بعض الممثلات، وقد انعكس ذلك على ماتقدمه من أعمال مهمة سواء في السينما أو التليفزيون جاءت ذروتها في نوارة فحصلت على 15 جائزة كأحسن ممثلة عن دور "نوارة"، وحتى الآن لم تحصل ممثلة في عمل واحد على هذا الكم من الجوائز.
ماالسبب وراء قلة أعمالك؟
السبب وراء قلة أعمالي الفنية هو حاجتي إلى وقت كاف لتحضير أي عمل، الآن أكتب سيناريو فيلم لا أريد الإفصاح عنه حيث لم تكتمل كتابته حتى الآن، فقط أؤكد علىأنه مختلف عن أعمالي السابقة.
ما سر نجاحك الفني سواء على مستوى الإخراج أو التأليف؟
نصيحة من كلمتين لكل من يبدأ عملا فنيا جديدا، أنصحه بالإخلاص لأي عمل يقوم به، وأقول له: اعرف نفسك، ميولك، مهاراتك، أنا احتجت لوقت طويل كي أعرف نفسي، بعدها كان قراري سهل في اتخاذ خطوات نحو الفن؛ فللأسف نظام التعليم لايساعد على ذلك فيكون من الصعب اكتشاف الذات.
ماالصعوبات التي تواجهك في مجال الإخراج كونك امرأة؟
الإخراج مهنة صعبة بشكل عام سواء بالنسبة للرجل أو المرأة لأن حجم المسئوليات في هذه المهنة القيادية كبير، خاصة في مصر لأن عدد ساعات العمل طويلة، أرىأن المرأة بحكم تكوينها كشخص تحمل، تلد، تربي، تعلم، تعمل داخل البيت وخارجه ،على مستوى المجهود البدني تتحمل جهد أضعاف مايتحمله الرجل فهي مسئولة عن مؤسسة كاملة أدبيا وماديا، المرأة أقدر على الإبداع من الرجل، قلة عدد المخرجات في مصر يرجع إلىأن تربية البنت في مجتمعاتنا لاتؤهلها أن تحتل مهن قيادية، لأنها تنشأ على الطاعة والانصياع والإخراج تحتاج إلى التربية بحرية مع قوة الشخصية والقدرة على القيادة واتخاذ القرارات، ولكن المرأة التي تأخذ فرصتها كمخرجة تثبت نفسها وتتميز.
ماالعمل الذي تعتزين به منذ بدايتك الفنية حتى الآن؟
فيلمي الأول "البكري" (أحلى الأوقات) يحظى بشعبية وجماهيرية حتى الآن، ومن بعده فيلم نوارة.
ماأقرب الجوائز إلى قلبك؟
كل أعمالي التي قدمتها حازت على عدد كبير من الجوائز، أول جائزة وأول مهرجان اشترك فيه كان في عام1997عن فيلم روائي قصير بعنوان "طيري ياطيارة" في مهرجان ميلانو بإيطاليا، ثم فيلم "قص ولزق" حصلت عنه على جائزة السيناريو والإخراج وأنا أعتز بجائزة السيناريو عن هذا الفيلم أكثر من جائزة الإخراج لأنه أول سيناريو أكتبه فهذا العمل أثبت لي أن لدي القدرة على الكتابة .
ماالعمل الذي يشغل بالك الآن؟
طوال الوقت لدي أفكار كثيرة,لكن الفيصل بين كتابة السيناريوهات وإمكانية تنفيذها ولدي سيناريوهات مكتوبة بالفعل.
هل الأعمال التي تقدم مرتبطة بذوق جمهور؟
أنا مع كل الأنواع، يوجد مخرج يسعى لإرضاء ذوق الجمهور وهو مخرج شباك، والنوع الآخر يقدم سينما مستقلة، الفيصل في هذا هو تحديد الهدف، وفي رأيي أنه لابد من دعم الدولة، في حين أن المناخ العام للاستثمارفي مجال السينما غير مشجع للمنتجين، عدد المنتجين والأفلام قليل إذا قرر المنتج إنتاج فيلم يكون هدفه الربح,فالراحل رمسيس نجيب كان يقول إنه يقدم فيلما لإسماعيل ياسين كي ينفق على دعاء الكروان، الاستثمار ضعيف لأن المناخ غير مشجع, فالمناخ يحتاج إلى تدخل من الدولة في دعم صناعة السينما من حيث القوانين والرسوم لهذه الصناعة التي تضم كوادر بشرية ضخمة غير موجود في أية دولة أخرى من الخبرات الفنية الضخمة بالإضافة إلى تاريخ سينمائي مشرف وجمهور عاشق للسينما ودور عرض كثيرة قابلة لزيادة أعدادها.
ماهي طموحاتك الفنية والشخصية؟
مازال طموحي الفني منذ بدايتي إلى الآن أنه عندما يكون لدي عمل أجد من ينتجه،أما عن طموحي الشخصي أن يديم الله علي الصحة حتىأستطع الاستمتاع بحياتي وأقدم أعمالي الفنية.
ساحة النقاش