كتبت : هايدى زكى
"يفوز باللذات كل مغامر" ما بين الاتفاق على تلك المقولة والاعتراض عليها يقع الشباب فريسة أحيانا لحب المغامرات وألعاب التحدى باعتبارها وسيلة للسعادة فيتجه إليها رغبة لخوض تجربة جديدة للاستمتاع وأحيانا لكسر حاجز الخوف،لكن ماأسباب إقدام الشباب على هذه التجارب؟ وما مدى انعكاسها وتأثيرها عليهم؟ وكيف يمكن تجنب مخاطرها؟
البداية مع مصطفى الزينى،حاصل على بكالوريوس هندسة ويقول:تعد المغامرات فرصة للتنفيس عن طاقاتنا وإشباع رغباتنا لحب استكشاف أماكن جديدة وخوض تجربةمختلفة وشيقة،أما أنا فأعشق تسلق الجبال كجبل موسى فهومن أجمل الأماكن وتسلقه مغامرة رائعة.
وبالرغم من إصابةأحمد محمد، حاصل على ليسانس حقوقفى العمود الفقرى نتيجة حبه مغامرات سباقات السيارات على الطرق السريعة إلا أنه يعشق المجازفة ويشعر بالسعادة، ويرى أن التحكم في قيادةسيارة وهى تتمايل على الطريق أمر صعب لكنه فى قمة المتعة.
ويعشق إسماعيل العشماوى سباق الدراجات ويعتبر اجتياز مغامرةأشبه بتخطى حواجز مستحيلة، ولكن لابد من الحذر الشديد لأن الخطأ قد يكلف الشخص حياته ويعرضآخرين للخطر، ولذا فهناك تدريبات شاقةوتهيئةبدنية لابدأن يقوم بها قبل الإقدام على هذه السباقات.
أما محمد إمام، طالب فيخصص دائما وقتا محددالتجربةشيء جديد وخطير، ويقول: القيادةبسرعة وغيرها من الهوايات الخطرةوالتى تسبب لى تسارعا فى ضربات القلبما يشعرنىبالسعادة ويزيد رغبتىفى تكرار التجربة مرةأخرى وبشكل أصعب وكلما زادت نسبة المخاطر ارتفعت درجة الإثارة.
ويقول حمدى سليم،حاصل على بكالوريوس تجارة:المغامرةليست مضيعة للوقت بل على العكس تماما فهى فرصة لاستكشاف أماكن جديدة وإنشاء علاقات اجتماعية واكتساب مهارات، بجانب تعلم الصبر وأحيانا كثيرا ما توصل المغامرات للشهرةوالعالمية وتحقق إنجازات واكتشافات كثيرة.
أما ابتهال محسن, طالبة بكليه آداب فهي لا تحب المغامرات لأنها ترى أنها مسئولية، وتقول:هناك أشخاص لا يدركون العواقب التى قد تحدث خلال المغامرات فأى حركةبسيطة غير مدروسة على قمة جبل أو منحدر صخرى أو حدوث تغير مفاجئ فى الأحوال الجوية مثل هطول أمطار أو غيرها قد تفقد الشخص حياته وتعرضه لإصابات خطيرة.
قدراتنا تحدد مغامراتنا
يقدم معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين سابقا مجموعة من النصائح لمحبي المغامرات قائلا: للمغامرة فوائد لكن لابد أن تكون مدروسة ومحسوب خطورتها ومخاوفها،وأن تكونفى إطار يتسم بالسلامة والأمان، فالمغامرات متعة لكن لها نسبة خطورةلذا لابد أن تتمتع الجهة المنظمة للرحلةأو المغامرة بقدر كبير من الثقة والمصداقية، يجب أن يتمتع ممارسها بقدرةنفسيةوبدنية تناسب ما يقدم عليه،مع تجنب السعى للتجربة والتقليد فقط فما يناسب شخص قد لا يناسب الآخر،فعلى الفرد معرفة قدراته واهتماماته جيدا والسعى لما يتوافق معها.
ويضيف:على وسائل الإعلام عدم إبراز المغامرات التى لا تتمتع بمصداقيةأو تعرض حياة الأفراد للخطر حتى لا يسعى الآخرون لتكرارها وعدم تسليط الضوء على بعض الممارسات الفردية التى لا تتوافر فيها عناصر السلامة والأمان وتقع تحت شعار مغامرةشبابيةوالتركيز علىإبراز المغامرات المثمرة والاستكشافات التى تفيد الآخرين والتى يتمتع أصحابها بقدر عال من الاحتراف.
ملاذ للتنفيس
تعلق د. ريهام علي،أستاذة علم النفس بالمركز القومى للبحوث على حب الشباب للمغامرة قائلة: هناك بعض الأشخاص الذين يعشقون خوض المغامرات بدافع المتعةوالمخاطرةويرجع ذلك إلى الأسلوب التربوى الذى نشأوا عليه،فالبعض قد يتجه لخوض هذه المغامرات من باب المتعة والتغييرلكن الخطورة فى منيعتبرها جزءا من حياته فهذا يحتاج للعلاج لأنه قد يستخدم هذه المغامرات فى الخروج من حالةنفسية وضغط عصبي يمر به، فمن يبحث عن الأخطار والمغامرات المميتة غالبا ما تكون لديه الرغبة فى الموت وقد تكون مكتومةلا يعلمها.
وتضيف:تتسبب المغامرات فى زيادة ضربات القلب التى تؤدى لسرعة ضخ الدم خلال الشرايين لإمداد الجسم بالمزيد من الأكسجين وزيادةمادةالأدرينالين التى يفرزها الجسم أثناء تعرضه لضغط شديد أو موقف خطير أو الخوف وهذا الهرمونالذى يفرزه الجسم أصبح لدى البعض وسيلة من وسائل السعادة،لكن يختلف حب الاستكشاف والمغامرات باختلاف المراحل العمرية فهويزداد فى مرحلةالمراهقة والشباب التى يزيد فيها الحب للاستكشاف والتجربة لذا علينا إدراك ذلك فالتوعية مطلوبة.
ساحة النقاش